مهرجان الفقراء

> «الأيام» محمد باجنيد:

> إذا كانت دبي الرائدة في مجال مهرجانات المدن على مستوى الشرق الأوسط فإن مدنا خليجية أخرى في دول الخليج تمكنت من الفوز بحيز من الشهرة ضمن مدن المهرجانات وحصلت على قسم من الكعكة في استقطاب مواطني دول مجلس التعاون الخليجي ذوي الإنفاق الأكثر.

ولم تكن تلك المكانة لتتحقق لتلك المدن لو لم يكن هناك دعم غير محدود من الجهات ذات الصلة في الجهات المعنية في تلك البلدان لهكذا مهرجانات.

وفي بلادنا التي قدرها مجاورة (الأثرياء) فمن الطبيعي التأثر بما يفعل الجيران ولو (في الضولة)- كما يقول الحضارمة - أي في الضجيج .. لمَ لا؟ طالما أن لدى اليمنيين مهارة صنع (الجعجعة) التي لا تأتي بطحين.

المهرجانات ارتبطت بالسياحة وهذا يعني بداهة أن رافداً جديداً للدخل القومي قد تم إضافته.

دخل مهرجان البلدة في مدينة المكلا عامه الثالث وتحقق للمهرجان الأول والثاني صيتاً جيداً، وكان بالإمكان الاستفادة من ذلك في المهرجانات الموسمية التالية وبدلاً من أن تقوم وزارة السياحة بدعم المهرجان ذي الارتباط بزمن (نجم البلدة) حيث تبرد مياه بحر العرب في شهر يوليو الساخن فإن شيئاً من ذلك لم يحدث البتة ولم تقدم الوزارة الحديثة الولادة دعماً مرئياً أو غير مرئي للمهرجان. وكأنما تعلن أنها بصدد تجاهل ما كان ميلاده قبل ميلاد الوزارة.

ويترك بذلك المهرجان الذي ارتبط تاريخياً بالفقراء من المزارعين والصيادين يحتضر ويصبح ذكرى من الماضي. وكأنما (نجم البلدة) الذي حوله المتفائلون من أبناء حضرموت من ( نجم خامد في الفضاء لا يكاد يبين) إلى كرنفال على الأرض يتزامن مع تقلبات البحر وأمواجه، كأنما هو مهرجان لا يعني الوزارة من قريب ولا من بعيد.

وغاب عن المعنيين في السياحة أن مهرجان البلدة إذا ما نال قليلاً من الدعم ليس بالضرورة المسيرات الشعبية والملصقات والإعلانات في الفضائيات العربية ومن بينها الفضائية اليمنية، بل قليل من الدعم المادي فإن (مهرجان البلدة) سيحقق نجاحات ستفخر بها وزارة السياحة كثيراً، وسيكون ضمن إنجازاتها وليس في سجل إخفاقاتها.

المكلا قريبة من شبكة الخطوط البرية الحديثة مع دول الخليج وهذا يساعد على تدفق القادمين لحضور المهرجان براً باعتبار أن الطريق البرية باتت أكثر حيوية واستخداماً في ظل (محلية المطار) التي فرضتها الخطوط اليمنية على المطار وغياب ميناء المكلا عن أداء دوره الذي لا يتعدى استقبال السفن المحملة بالإسمنت وتفريغه.

ماذا يمنع أن يكون في بلادنا أكثر من مهرجان للمدن وأن يتوزع دعم المعنيين في وزارة السياحة (بين القبائل) بدلاً من حشد كل الإمكانيات لواحد من المهرجانات وتجاهل الأخرى وتركها تعتمد على مواردها الذاتية واللهث وراء المعلنين؟

إن كرنفال صنعاء المقبل والمحظوظ بالدعم والتسويق الضخم من برامج وإعلانات في قناة (الجزيرة) كان يمكن أن يكون امتداداً طبيعياً لمهرجان بلدة المكلا فينتقل الزائرون من البحر إلى الجبل ومن الحرارة إلى البرودة ويلمسون التنوع البيئي في اليمن حقيقة.

وزير السياحة الشاب الذي حضر إلى المكلا بمناسبة افتتاح أحد الفنادق الجديدة بالمدينة قبل أشهر لا بد أنه يحمل معه خارطة مستقبلية للعملية السياحية في البلاد، ولذلك فإنه سيعمل على تطوير المهرجانات القائمة ومنها مهرجان البلدة الذي أصبح على مشارف بدايته (سيبدأ يوم غد الرابع عشر من يوليو) وتشجيع المهرجانات الشبيهة، التي يعلم أنها لن ترى النور إطلاقاً إن لم يكن هناك دعم قوي مثل المهرجان الذي يحلم أهل بادية حضـرموت أن يـنفذوه في الـوادي وهو (مهرجان الإبل).

[email protected]

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى