عبدالسلام أبو ذقن يقف أمام (أحبائي أنتم قتلة)

> «الأيام» شكاوى المواطنين:نجيب محمد يابلي

> عبدالسلام علي أبو عبده أبو ذقن من أهالي «الكور والظاهر» (العوذلي) يحمل ملف القضية التي دفع ثمنها أضعافاً مضاعفة، دفع ثمن قضية مركبة ومفبركة لا ناقة له فيها ولا جمل، خسر فيها كل ما يملك من صحة وحر مال وسيارات، بل وطاول الظلم مجوهرات زوجته.

عندما تقلب أوراق ملف عبدالسلام أبو ذقن تتيقن أن الإنسان عندنا أرخص مال، وأن الظلم يسري في دمنا مع كرات الدم الحمراء والبيضاء، وهذا الطرح ليس أضغاث أحلام كما يقولون بل من واقع أوراق اطلعت عليها منذ بداية المشوار الذي فرض عليه منذ عام 1997م، فهذا تقرير الطب الشرعي والمؤرخ: الأول من سبتمبر 1998 يشير إلى آلام في مناطق متفرقة من جسمه وآثار ندبات هنا وهناك في الجسم وهذا بيان قضائي بمصادرة (120) ألف دولار وسيارة كراون، وذاك تشهيد من رئيس فرع المؤتمر في مديرية لودر بأن عبدالسلام كان أحد الذين يزاولون التجارة في المنطقة ومن الشخصيات المؤثرة، وإشارة إلى نكبته بعد حرب الانفصال، وتلك رسالة من وزيرة حقوق الإنسان السابقة أمة العليم السوسوة إلى مدير مكتب رئاسة الجمهورية أشارت فيها إلى نكبته والتمست التوجيه لمن يلزم بإعادة «أي حقوق ترتب ضياعها بناء على تلك الممارسات» وهناك رسالة أخرى من الوزيرة نفسها إلى وزير العدل اطلعته فيها على الأذى الجسدي والنفسي في سجن معسكر ردفان، التابع للأمن المركزي م/عدن والتمست التوجيه بإعادة حقوق المنكوب عبدالسلام، وهناك مذكرة ثالثة من الوزيرة نفسها إلى النائب العام وأطلعته على نكبة الرجل في المعسكر المذكور سلفاً ومحاولة انتحاره في حجز إدارة البحث الجنائي م/عدن والتمست التوجيه بإعادة حقوقه المنهوبة.

هناك أيضاً مذكرة من وزير شؤون المغتربين إلى رئيس مجلس الوزراء بأن المغترب في السعودية عبدالسلام علي عبده تعرض للاعتقال عقب حرب الانفصال وأن المذكور كان يمارس العمل التجاري وصودرت جميع ممتلكاته (نقدية وعينية) وأطلقت المحكمة سراحه بعد معاناته الشديدة اثناء التوقيف والتمست الاطلاع على أوراق ملفه والتوجيه باللازم، وهناك أمر قضائي للأمن المركزي بإعادة حقوق المنكوب عبدالسلام كونها لم تكن ضمن المعروضات، وهناك تشهيد من أمين منطقة لودر الشيخ محمد باهرمز بحقيقة المنكوب والحقائق المرة في المشوار التعسفي للمنكوب عبدالسلام الذي طاول مجوهرات زوجته والتمس من الدائنين للرجل نظرة إلى ميسرة والمدينين بإعادة ما في أمانتهم للرجل لمساعدته في محنته المعيشية والصحية، لأن المنكوب عبدالسلام يخضع ولا يزال يخضع للعلاج الطبي داخل البلاد وخارجها، وهذا غيض من فيض.

عندما تبلغ الآلام ذروتها

قال لي الأخ عبدالسلام أبو ذقن، المنكوب في ماله وصحته وكرامته بأن قضيته مرتبطة بنفس قضية الأخ محمد حيدرة مسدوس وتم تعويض كل المنكوبين إلا هو. ومضت الآلام تعبر عن نفسها عندما قال المنكوب إن السلاطين وبيت حميد الدين تم تعويضهم، فلماذا لا يساوونه بهم؟

هنا يسقط عامل الانتماء إلى الوطن، وهكذا يبلغ عمق الإحباط عند عبدالسلام الذي تلاشت لديه روح الانتماء إلى الوطن والإحساس بأن ميزان العدل وإن اختل فلا بد له من استعادة توازنه.

سألني الرجل المنكوب: ترى هل سأجد نفسي يوماً طالباً أو باحثاً عن المواطنة في وطن آخر؟ ترى وأنا في العام التاسع ألهث وراء حقوقي المنهوبة هل سأنقل قضيتي الآن الآن وليس غداً إلى منظمات دولية أو محاكم خارجية؟

عبدالسلام أبو ذقن يقف أمام (أحبائي انتم قتلة)

شاءت صدفة جميلة أن تتزامن مع اطلاعي على أوراق ملف المنكوب عبدالسلام أبو ذقن، عندما وقع في يدي كتاب «مقاطع من دفتر المواجع» (مختارات من الشرق والغرب) ومؤلفه (فيكتور ميشيل) وقعت عيني على قصيدة (أحبائي أنتم قتلة) التي عكست نفسها على أخينا المنكوب وهي قصيدة طويلة أقتطع منها بعض المشاهد.

غريبا قد صرت أنا

غريب الدار في داري

تلفت نفسي

تعبت خطاي

اتعبتموني

مسائي كصباحي وصباحي كمسائي

آه لو أن عينا تراني

وأنا أحباء قلبي

لا ألوم ولا أعاتب

لا أبكي لذبحي

اني أضيع هنا،

وليس لي أحد سواي

تعبت، قد شربت المر وحدي

وكل يوم أموت

يا الذين صدقتهم فأحببتهم

بوركتم ها هو ذا أنا

أرأيتم؟

أرأيتم حالي

جثة هامدة

وأحلام مهملة

وأفكار مشردة

أدعوكم لمشاهدتي

***

أسيادي من دمي فاشربوا

صباحاً وليلاً، وعاماً فعاماً

اشربوا آمنين

اشربوا يا أصحابي

أشربوا كيف شئتم

اشربوا من وجعي

وإذا ما ارتويتم

وإذا ما سررتم

فتكتموا نظرات التشفّي

وابكوني إذا مت يوماً

وسيروا خلف جثماني

واذكروا موتاكم - اذكروني

اذكروا هذا الذي

مات على أيديكم

مات مسموماً

مات غدراً

وأحبكم حياً وميتاً

معشر القراء، أنتم أمام منكوبين: عبدالسلام أبو ذقن والوطن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى