استراحة الأيام الرياضي الكرة عدنية

> «الأيام الرياضي» سالم باعلوي:

> لا بأس من اجترار الماضي!.. عسى ان نجد فيه بعض السلوى أما المواساة فستأتي حتماً مع المستقبل!.. ففي خضم الإحباطات او خيبات الامل و(التقدم) إلى الخلف، تفرض عليك حالات التعاسة والبؤس و(الندم) استجرار الماضي التليد لمدينة عدن وأيامها ولياليها حين كان المصري يسأل السائح: الأخ من عدن؟! قبل ظهور السؤال الحالي: الأخ خليجي؟!.. فلا بأس إذن بالتذكير بأمجاد عدن الكروية!

مارس العدنيون لعبة كرة القدم منذ اربعينيات القرن الماضي قبل ان تمارس في البلدان المجاورة، واكتسبت هذه اللعبة في عدن شعبية كبيرة وتأسست فيها اندية عريقة انجبت لاعبين ذاع صيتهم في الوطن العربي على رأسهم (المايسترو) الكابتن الفقيد علي محسن مريسي الذي عرفته الملاعب المصرية وغيرها!! لذا فإن الحماس الشديد والمعايشة العجيبة لوقائع مباريات المونديال التي يلمسها الزائر في عدن لدى الجميع رجالاً ونساءً وأطفالاً، إنما تتكئ على إرث وافر وغني لطالما رفع من مكانة هذه المدينة الباسلة الصابرة، ولم يأت من فراغ أو من باب التطفل والجهالة!

غير ان من العجيب حقيقة، أن يتابع العدنيون بحماس غريب مباريات كأس العالم في المانيا في ظل المعاناة المؤلمة بسبب انقطاع التيار الكهربائي هذا الصيف الذي تجاوزت فيه درجة الحرارة في بعض الحالات في شهر يونيو بالذات الأربعين درجة مع رطوبة شديدة.

تسنى أن أمضي اسبوعين من شهر يونيو في عدن التي استحالت الى (سونا) عملاقة!.. واعتدت خلالها أن اقوم بزيارات صباحية لبعض الزملاء في بعض المرافق.. لقد لفت نظري بصورة خاصة انغماس الفتيات قبل الفتيان في متابعة أحداث المونديال.. جذبتني المناقشات الحادة التي كانت تدور يومياً بين الفتيات حول مباريات الليلة السابقة.. تعليقاتهن، معرفتهن بأسماء النجوم، النكات اللاذعة في اطار التنافس والمراهنة! مقاربتهن المذهلة في تحليل مستويات الفرق من الواقع!..

العدنيون يحبون الكرة اباً عن جد وليس من الغريب ان يتابعوا المونديال بهذه الحماسة.. فهذا دأبهم وهذه عادتهم التي اكتسبوها من خلال عشقهم لهذه اللعبة.. غير أن الأمر الذي لا بد من ملاحظته أنهم هذه المرة استمدوا قوة تحمل إضافية لمواجهة أوضاعهم المتردية من روح المونديال ومن شعاره المعادي للتفرقة العنصرية وكانت النكتة حاضرة - كالعادة في كل مكان حيث تشتد وطأة المعاناة- عشق كرة القدم + النكتة والتعبير الساخر عن الحال المعاش.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى