الملعب الرياضي ..(نطحة) شغلت العالم!!

> «الأيام الرياضي» عادل الاعسم:

> زين الدين زيدان.. إنه لاعب عظيم، ولأن الكبير كبير دائما فقد يشغل هذا الكبير العالم كله لاعباً ومطروداً.. متألقاً ومعاقباً، وطغت (نطحته) الشهيرة على فوز إيطاليا بأكبر وأعظم بطولة عالمية.

- فازت إيطاليا بلقب الـ (مونديال 18) ووقف الطليان يحتفلون ويرقصون على منصة التتويج ويرفعون الكأس الذهبية، لكن أنظار العالم كانت تتجه صوب مكان آخر وأفكار العالم مشغولة بموضوع آخر بـ (زين الدين زيدان).

- لأول مرة في تاريخ هذه التظاهرة الرياضية الكبرى يستطيع لاعب واحد أن يستأثر بأضواء المباراة النهائية بل والبطولة كلها ويخطف الأنظار والاهتمام من أبطال العالم.

- عادة يظل المنتخب البطل في قالب الحدث لأيام وأسابيع طويلة مستحوذا على اهتمام الجماهير ووسائل الاعلام، مطارداً من الصحافيين و(فلاشات) وعدسات التصوير، محتلاً الحيز الأكبر على الشاشات ووجوه الصحف وله النصيب الأوفر من أحاديث الشارع والناس والنقاد و(استديوهات) التحليل.

- لكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً وعجيباً، فازت إيطاليا بكأس العالم، وسرعان ما تورات عن الأنظار وبقي (زيدان) وحده، بطل الحدث ومحور الاهتمام، تتابعه وسائل الاعلام وتطارده في كل مكان، ويترقب المتابعون في ارجاء المعمورة ظهوره وحديثه، لمعرفة سبب رد فعله العنيف تجاه المدافع الإيطالي الطويل .

- السائد دائما أن يخرج اللاعب (المطرود) من أرض الملعب يجر أذيال الخيبة ويتوارى خجلاً تلاحقه الانتقادات وربما اللعنات، لكن الذين شاهدوا نهائي كأس العالم 2006م وهم حوالي نصف سكان الأرض، لم يكتفوا ويقتنعوا بما شاهدوه على أرض الملعب الاولمبي ببرلين، بل ظلوا ينتظرون ظهور اللاعب (المطرود) للإجابة على ملايين الاسئلة والاستفسارات الحائرة!!

- كان يمكن أن تمر واقعة الطرد مرور الكرام، كما يحدث في مباريات كثيرة، لكن من سوء حظ المنتخب الإيطالي أن الذي خرج (مطروداً) هو (زيدان) وليس غيره، لذلك كانت الصدمة والذهول والحيرة والاسئلة والترقب بحجم موهبته الفذة ونجوميته وتألقه وبريقه، وهكذا ترك العالم الإيطاليين يحتفلون لوحدهم وذهب يطارد (زيدان) بكله.

- تعددت الاستنتاجات والاجتهادات والتسريبات حول اسباب (النطحة الزيدانية الشهيرة) لكن الحقيقة ظلت عند (زيدان) وحينما نطق أظنه لم يقل الحقيقة بحذافيرها، فقد نطق بعد ترو وتفكير وتشاور لا يخلو من ضغوط فكشف ما تريده (العولمة) أن يكشفه وأخفى ما أراد الملايين التأكد منه.. وتبقى الجوانب المظلمة التي لم يصرح بها هي الأهم والأخطر، لا سيما ما يتعلق بـ (الدين) و (العنصرية) و (الإرهاب) لأن القوى التي تحكم العالم بما فيها كرة القدم لا تريد أن تسمعها او تعترف بها، وحتى وإن كان السيد (سيب بلاتر) يرفع شعارات مكافحة (العنصرية) في ميادين الكرة العالمية.

- ورغم أنف (النطحة الاشهر) في عالم كرة القدم، نال (زيدان) لقب أفضل لاعب في العالم للمرة الرابعة في مشواره، حيث قدم أرفع مستوى وأجمل عروض ممكن ان يقدمها لاعب كرة قدم، بل تحسبه أحيانا منتخباً بأكمله، علماً أنه في الـ (34) وكل النجوم العالميين الذين عرفناهم (بيليه ومارادونا) مثلاً، قدموا افضل مستوياتهم قبل بلوغهم سن الثلاثين، إلا (زيدان) وحده فقد كان نجما لا يضاهى وهو في سن الأفول الكروي، وهذا ما يجعله (ظاهرة فريدة) في عالم المستديرة.

- غالبية الفرنسيين، إن لم أقل كلهم، لم يحملوا (زيدان) مسؤولية ضياع (النجمة الثانية)، بل استقبلوه استقبال الفاتحين واحتفى به الرئيس شيراك في قصر الاليزية احتفاء (العظماء والابطال) مؤكداً له أنه (عبقري) كرة القدم العالمية وأنه محط إعجاب وحب وتقدير أمة بأكملها، وهناك جملة قالها شيراك اعتقد أنها تكشف شيئاً من الاسباب التي دفعت (زيدان لنطح (ماتيرازي) وهي "أنت رجل ذو قلب والتزام وقناعة".

- نجح (ماتيرازي) في استدراج (زيدان) وأخرجه من المباراة النهائية ففازت إيطاليا بكأس العالم بالضرب من تحت الحزام، لكن المدافع الإيطالي (الطويل) لم ينجح أبدا في اخراج (زيزو) من ذاكرة كرة القدم العالمية التي ستبقى تعترف بنجوميته ونبوغه وشهرته لعقود قادمة، بينما بالكاد ستذكر ذلك الـ (الماتيرازي) وإذا ذكرته فستذكره على أنه مجرد اللاعب الذي (نطحه) زيدان.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى