حزب الله يشعل فتيل صراع كبير مع اسرائيل ويغير قواعد اللعبة

> بيروت «الأيام» ليستر ليون:

>
مدنيون لبنانيون يحاولون اخراج جثة رجل بعد قصف اسرائيلي لضاحية كفر شيما خارج بيروت أمس
مدنيون لبنانيون يحاولون اخراج جثة رجل بعد قصف اسرائيلي لضاحية كفر شيما خارج بيروت أمس
ربما كان حزب الله يتطلع إلى الحصول على دعم معنوي من خلال تبادل للاسرى مع اسرائيل لكن اسره لجنديين اسرائيليين اشعل فتيل مواجهة اوسع نطاقا يدفع ثمنها المدنيون في لبنان واسرائيل.

وتنحي الولايات المتحدة التي تتبنى مواقف مناوئة لسوريا وايران باللائمة في العنف في لبنان وغزة على حزب الله وحركة حماس وهما جماعتان اسلاميتان تحظيان بدعم دمشق وطهران.

وبإقدام جماعة حزب الله اللبنانية على شن هجوم داخل اسرائيل واسر جنديين وقتل ثمانية آخرين تكون قد قوضت قواعد غير مكتوبة حالت دون تفجر الموقف عبر الحدود منذ انسحاب القوات الاسرائيلية من جنوب لبنان في عام 2000 بعد 18 عاما من احتلاله.

وردت اسرائيل بهجوم ضار استهدف مواقع حزب الله ومنشآت مدنية لبنانية وهو ما اسفر عن مقتل ما لا يقل عن 179 شخصا لكن ذلك الهجوم لم يمنع حزب الله من اطلاق وابل من الصواريخ لمسافات لم تصلها صواريخه من قبل داخل اسرائيل مما اودى بحياة 12 اسرائيليا. واعلن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في مستهل الازمة ان السبيل لحل الصراع هو مبادلة الجنديين الاسرائيليين بمعتقلين فلسطينيين ولبنانيين لدى اسرائيل قائلا ان ذلك ضمن الاهداف الراسخة لحزب الله.

لكن محللين قالوا ان القواعد تغيرت في الفترة التي مرت منذ انجز حزب الله مبادلة مماثلة في عام 2004 حينما اطلقت اسرائيل سراح اكثر من 400 سجين مقابل ضابط احتياط مخطوف ورفات ثلاثة جنود اسرائيليين.

اسرائيليات يتملكهن الرعب بعد سماع صافرات الانذار المحذرة بقرب وصول صواريخ حزب الله التي قصفت مدينة تيرات هاكرمل الاسرائيلية أمس
اسرائيليات يتملكهن الرعب بعد سماع صافرات الانذار المحذرة بقرب وصول صواريخ حزب الله التي قصفت مدينة تيرات هاكرمل الاسرائيلية أمس
وقال نزار حمزة وهو لبناني خبير في شؤون جماعة حزب الله بالجامعة الامريكية في الكويت "اعتقد ان حزب الله اخطأ التقدير." واضاف "رد فعل اسرائيل كان مختلفا هذه المرة." ومع ذلك فقد بدا ان الجانبين مستعدان على نحو جيد للعمليات العسكرية الواسعة النطاق التي تفجرت قبل ستة ايام.واظهر حزب الله قدرات عسكرية جديدة بهجماته الصاروخية التي استهدفت حيفا وما ابعد منها وضربة صاروخية استهدفت سفينة حربية اسرائيلية واسفرت عن مقتل اربعة من بحارتها.

والحقت اسرائيل دمارا فادحا بالبنية التحتية اللبنانية ومنشآت تابعة لحزب الله لكنها اخفقت في ذات الوقت في منع اطلاق الصواريخ التي تستهدفها او قتل نصر الله او وقف بث ارسال محطتي التلفزيون والاذاعة التابعتين لحزب الله.

وقال النائب اللبناني المسيحي واستاذ العلوم السياسية فريد الخازن "من الواضح ان اسرائيل لديها خطة وهي تطبقها بعد ان قدم لها حزب الله ذريعة." واضاف "التداعيات ستتجاوز نطاق لبنان بكثير" مضيفا ان كثيرين سيربطون بين ما يقوم به حزب الله وبين سوريا وايران حتى اذا كانت الجماعة اللبنانية تتصرف بمبادرتها وحدها. وصورت اسرائيل حملتها في لبنان على انها صراع ضد "محور للشر" يضم ايران وسوريا وحماس وحزب الله ويهدد العالم بأسره مرددة لهجة مستوحاة من خطاب الولايات المتحدة عقب هجمات 11 سبتمبر .

ويرى كثيرون في العالم الاسلامي ممن تثير محنة الفلسطينيين والحرب في العراق حنقهم البالغ ان الخطر انما يتمثل في الهيمنة والمغامرات العسكرية الامريكية الاسرائيلية.وقال رامي خوري وهو معلق في صحيفة ديلي ستار التي تصدر بالانجليزية في بيروت "هناك رد فعل تراكمي سياسيا وعاطفيا تجاه الانقضاض الامريكي الاسرائيلي على المنطقة." واضاف "جماعات مثل حزب الله وحماس تزداد راديكالية وتطورا من الناحية العسكرية. وهناك استياء بين الشعوب العربية تجاه حكوماتها (الموالية للغرب).

فرنسية تبكي في بيروت يوم أمس قبل اجلاء الرعايا الفرنسيين
فرنسية تبكي في بيروت يوم أمس قبل اجلاء الرعايا الفرنسيين
وسوريا وايران تستغلان هذا." ويقدم هذا بعض العزاء للبنان الذي يراقب شعبه في غضب اسرائيل وهي تقصف بلده بشكل همجي قائلة انها تخلصه من "جسم اجنبي". وسخر حسن نصر الله من التلميحات بأن مقاتليه ليسوا لبنانيين اصلاء او ان من الممكن نزع سلاحهم او طردهم من جنوب لبنان كما طردت اسرائيل المسلحين الفلسطينيين عام 1982 عندما قامت بغزو لبنان.لكن كثيرا من اللبنانيين يشعرون بالغضب على حزب الله لاثارته حربا في وقت يتطلع فيه اللبنانيون للرخاء ويتلمسون طريقهم نحو تحقيق وفاق وطني بعد عقود من الهيمنة السورية.

ووصف الزعيم الدرزي وليد جنبلاط الصراع بأنه "معركة سورية ايرانية ضد اسرائيل" مضيفا ان نصر الله يتعين عليه ان يفهم ان لبنان ليس غزة.

وقال الخازن ايضا ان اللبنانيين نالوا كفايتهم "انهم لا يريدون ان يتحول بلدهم إلى ساحة لمزيد من الحروب بالوكالة. لقد عانوا من حروب عديدة وهم يريدون نهاية لهذه المذبحة." وقالت الولايات المتحدة وحلفاؤها من دول العالم الغني أمس الأول الاحد ان الخطوة الاولى هي اطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين في غزة ولبنان ووقف هجمات حزب الله وحماس الصاروخية.

ولكن حتى الآن لم تحقق الجهود الدبلوماسية الدولية لوقف الصراع تأثيرا يذكر مع استمرار حزب الله في التحدي وتصميم اسرائيل على ابعاد الجماعة عن حدودها.وقال خوري ان الالم الذي يعانيه المدنيون في الجانبين قد يدفع الخصمين في نهاية المطاف نحو وقف لاطلاق النار.

واوضح "هناك توازن جديد للخوف بين المدنيين." رويترز...شاركت في التغطية لين نويهض

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى