عندما ترجل اتحاد الملاكمة بأول طفرة تنظيمية

> «الأيام الرياضي» صالح عميران:

> بطولة الأعياد الوطنية التي أقيمت في مدينة الحديدة، حقا كانت نموذجية في نواح عديدة أهمها: جدية الميزان والقرعة، حيث أوقف المتطاولون عن تطاولهم المعتاد إصدار قرار العمل بسجل قيد اللاعبين الذي طالب بتنفيذه خبراء اللعبة منذ عدة أعوام،وهو إصدار بطاقة لكل لاعب لمدة عام، بحيث لم يعد أي لاعب تم تسجيله قادراً على اللعب مع ناد آخر، بعد أن كانت الفوضى قد دبت لفترة ليست بالقصيرة ، ولا أعلم كيف ستشارك الأندية الأخرى التي ظهر بعض لاعبيها في سجل القيد والبطاقات تحت أسماء أندية أخرى، وبرغم أن عدد المشاركين في هذه البطولة ستة أندية بـ 31 لاعباً في فئات وزنية كانت موزعة بين الذبابة والديك والريشة والخفيف وخفيف المتوسط والوسط، والوزنان الأخيران الكل يعلم في قيادة الاتحاد العام أنهما ليسا من الأوزان التي لنا فيها اليد الطولى.

وقد أقيمت البطولة في أفخم ناد شاهدته في الوطن وهو نادي شباب الجيل الرياضي الذي يعد مفخرة للرياضة وللرأسمال الوطني، حتى إدارته ونشاطاته تلفت نظر الزائر على طول الخط وأنت تتجول فيه فهنيئاً لرياضة الحديدة .. الستة الأندية بعضها واجه قرعة تعيسة للغاية، ولكن العدل في القرعة لا يختلف عليه اثنان وقد ظهر الحكام بين مد التخلف وجزر الأمانة ومع ذلك سارت المباريات على أحسن وجه ولأول مرة ولعل أهم الأسباب التي جعلت المسابقة تسير بنظام هو الإجراءات الصحيحة التي اتخذت في بطولة صنعاء السابقة، حيث اختلط الحابل بالنابل، وأخذ فيها طابع الاستهبال مكانه وبصورة رسمية ولم يتوان بعض اللاعبين عن استخدام الايدي ضد حكام لهم باع وذراع في التحكيم فأعطى قرار التوقيفات مفعوله بصورة رادعة لكل لاعب تسول له نفسه تقديم بعض من ترهاته، وبرغم ذلك لعبت بعض الشحنات المتخلفة دوراً غير حسن عندما أنهى احد الحكام منافسة كانت غير متكافئة بين بطل من نادي 22 مايو وآخر من نادي طليعة لحج، وكان موقف الحكم محمد الحرازي صحيحاً وفقاً للمادة 17 بند (ز) وكان موفقاً جداً عندما أوقف المباراة لسلامة لاعب 22 مايو حيث كانت تصرفات اللاعب المنهك غير سليمة اطلاقاً وقد كان الرد على تلك التصرفات ايضاً لائقاً ومناسباً ، فإجراء التوقيف كان بموافقة كافة اعضاء اللجنتين لأن الاساءة الى الحكم تعتبر اساءة للضيوف اولاً ثم الى روح اللعبة ذاتها.

وفي التنافس الذي توقعنا له الاعجاب والتحدي فوجئنا بأن لاعب الطليعة قد صعد الى حلقة اللعبة وهو مشحون للغاية بالفتوة الصارخة، فأضاع بذلك فنيات اللعبة وخصوصياتها التكتيكية .. صحيح أن عامل الفتوة مهم جدا في الالعاب الفردية.. ولكن يجب أن يرتبط اساساً بقالب فن القتال المنظم، وكان في بعض هذا الشحن الزائد إضاعة اي حركات فنية للاعب فضل دوكم، فلم نشاهد ماتوقعنا من فنيات متبادلة بين اللاعب البطل رفعت عبده ناصر ومنافسه الدوكم، برغم أن رفعت قد حاول امتصاص حماس فتوة دوكم ولكن جاء ذلك في الجولة الاخيرة عندما شاهدنا ظهور آثار الارهاق على الملاكم دوكم وعامل التدريب وفهمه اساسي.. وملاحظاتي التي أبديها بكل صدق وصراحة هي: لماذا لم تشارك أندية عريقة في اللعبة بل وهي التي أسست الملاكمة في عدن الطيبة البطلة في كثير من الالعاب الفردية؟ وإذا اراد القارئ الكريم رأيي فأقول إن ادارتي ناديي التلال والوحدة غير جديرتين بتسيير مثل هذه الأندية لأن معظم هذه الادارات وأفرادها لا يمتلكون أي خلفية رياضية عملية فقد زرت ذات مساء نادي التلال ولم اجد اي نشاط يذكر في الساعة السادسة والنصف مساء وقال لي احد المشاهدين للتلفاز أن الخميس والجمعة اجازة ، فكيف يحصل ذلك في أحسن أيام الاسبوع ،حيث يجب أن تتحرك ألعاب الظل وتاخذ مكانها، ولهذا تتساقط أندية عدن واحدا بعد الآخر وفي كافة الالعاب .. ختاماً اين راعي نادي التلال مما يحدث فيه وهو اعظم ناد انضوى تحت الضم الاجباري لأندية عريقة جداً كنادي بناء الاجسام والاحرار والحسيني والشباب الرياضي وغيرها..أتمنى من مسؤولي نادي التلال ورئيسه القيام بزيارة الى نادي شباب الجيل الرياضي والثقافي بالحديدة ، فلعلهم يصححون من اوضاع ناديهم، ويضعون الانسان المناسب في المكان المناسب حتى يتقدم النادي ولو قيد أنملة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى