> أعلن معهد يتخذ من واشنطن مقرا له أمس الإثنين أن باكستان تبني مفاعلا نوويا جديدا لانتاج البلوتونيوم,وقال الخبراء في معهد العلوم والامن الدولي إن صور الاقمار الاصطناعية لموقع خوشاب النووي بدا أنها تظهر مفاعلا ضخما تحت الانشاء يعمل بالماء الثقيل يمكنه إنتاج بلوتونيوم يكفي لصناعة ما بين 40 و50 سلاحا ذريا سنويا أي أكثر بما تنتجه باكستان حاليا بعشرين مرة.

وردت هذه الاستنتاجات في تقرير نشر على موقع المعهد على الانترنت بعدما أوردتها في البداية صحيفة الواشنطن بوست.

وحذر ديفيد ألبرايت وباول برانان اللذان أعدا التقرير من أن المشروع ربما يثير تصعيدا كبيرا في سباق التسلح في المنطقة والذي قد يمتد إلى الصين.

وأوضحا "جنوب آسيا ربما يتجه صوب سباق تسلح نووي يمكن أن يؤدي إلى ترسانات بها مئات الاسلحة النووية أو على الاقل يزيد كثيرا عن المخزون من مواد الانشطار العسكرية."

وفي مؤتمر صحفي أمس في إسلام آباد ذكرت المتحدثة باسم الخارجية الباكستانية تسنيم إسلام أنه ليس لديها تعليق محدد على التقرير لكنها أعادت التأكيد على سياسة بلادها القائمة على عدم الانخراط في سباق للتسلح.

وقالت في هذا الاطار "لا نريد سباقا للتسلح في جنوب آسيا,إنها حقيقة معروفة بأن باكستان دولة نووية والمنشأة النووية في بلدة خوشاب معروفة أيضا".

يشار إلى أن هناك مفاعل تتراوح طاقته ما بين 40 إلى 50 ميجاوات يعمل في خوشاب بوسط إقليم البنجاب منذ 1999 بنته باكستان بالتعاون مع الصين.

وأوضحت إسلام أن منشأة خوشاب هي جزء أيضا من قائمة التجهيزات والمنشآت النووية التي تتبادلها باكستان والهند في أول كانون ثان/يناير من كل عام بموجب اتفاق وقعه البلدان عام 1998 .

وأثار التقرير مخاوف بشأن العلاقات بين باكستان والهند وهما جارتان نوويتان خاضتا ثلاثة حروب منذ الاستقلال عن بريطانيا عام 1947.

وكتب ألبرايت وبرانان أنهما يعتقدان بأن الهند تعرف بإنشاء المفاعل في خوشاب لكن مسئولي الحكومة الهندية قالوا إنه ليس لديهم تعليق على التقرير.

و من جانبه قال براهما تشيلاني أحد أبرز الخبراء الاستراتيجيين الهنود إن المفاعل الجديد يمكن أن يكون لتوليد الطاقة في ظل سعي كل من الهند وباكستان إلى البحث عن مصادر طاقة جديدة نظرا لتزايد حاجتهما من الطاقة.

وأضاف أن مثل هذه المفاعلات تنتج عادة بلوتونيوم منخفض المستوى لايستخدم لانتاج أسلحة نووية، مشيرا إلى أن المفاعل الباكستاني الجديد من غير المرجح أن يسبب تصعيدا في التوترات في المنطقة.

ويعتقد أن الهند تملك ما بين 30 و35 رأسا نوويا من بلوتونيوم مطور فيما يقدر امتلاك باكستان ما بين 30 و50 رأسا نوويا من اليورانيوم وهي تعتبر بصورة عامة أثقل وأكثر صعوبة بالنسبة لتركيبها على رأس حربية.

ونقلت واشنطن بوست عن الخبراء القول إن بناء مفاعل جديد يعمل بالماء الثقيل سيتيح لباكستان تطوير التصميم الذي يعتمد على اليورانيوم في إنتاج الاسلحة.

وقال الخبراء إنه يبدو من خلال صور الاقمار الصناعية أنه لم يتبق سوى "سنوات قليلة" للانتهاء من المفاعل الجديد المجاور للمفاعل الحالي في خوشاب والذي ستبلغ طاقته1000 ميجاوات أو أكثر.