> كمبوديا «الأيام» إيك مادرا :
تشييع جثمان القائد العسكري السابق للخمير الحمر تا موك
وقال المقاتل السابق هونج هيم (54 عاما) الذي فقد ساقيه في انفجار لغم أرضي عام 1986 "انه امر مرهق جدا ان آتي من قريتي الى هنا بسبب ساقاي ولكن كان على ان احضر لاقول وداعا. لا يمكنني ان انسى ان تا موك هو الذي اعطاني المقعد المتحرك."
وتوفي تا موك الذي فقد هو ايضا ساقا في القتال في اوائل السبعينيات يوم الجمعة الماضي عن عمر يناهز الثانية والثمانين في مستشفى عسكري في العاصمة فينومبينه على بعد نحو 300 كيلومتر الى الجنوب.
ونقل جثمانه الى قرية أنلونج فينج الصغيرة بالقرب من الحدود التايلاندية وأسجي على سرير من الخشب في مدخل منزل ابنته ليلقي الاف المشيعيين نظرة الوداع الاخيرة عليه ويضعون مسحوقا معطرا على وجهه ويدسون في يديه المتصلبتين اوراقا صغيرة.
بعد ذلك البس الاقارب الجثمان حلة زرقاء داكنة وربطة عنق قبل ان يضعوه في نعش من خشب الساج ملفوف بعلم كمبوديا الاحمر والابيض حملته شاحنة صغيرة.
لم يحرق جثمانه كالتقليد البوذي المعتاد لكنه دفن في معبد صغير على بعد ثلاثة كيلومترات من قبر بول بوت الذي مات في معسكر جبلي للمقاتلين عام 1998.
ويخشى كثيرون من سكان كمبوديا البالغ عددهم 13 مليون نسمة فقد غالبيتهم اقارب على يد الخمير الحمر ان يزحف الموت على بقية قادة النظام الاحياء قبل ان يمثلوا امام محكمة "حقول القتل" التي بدأت عملها الشهر الماضي.
وعندما استولى الخمير الحمر على السلطة في كمبوديا عام 1975 اعلنوا "عام الصفر" وهو اكثر البرامج الاشتراكية تطرفا في التاريخ.
وأخليت المدن وألغيت النقود وحظرت التجارة في الوقت الذي جرى فيه حشد البلاد كلها لتحقيق حلم بول بوت باقامة يوطوبيا زراعية فاضلة.
ووفقا لما يذكره المؤرخون اصبح تا موك هو "مطبق اجراءات" النظام حيث قام بسحق الكوادر والتجمعات التي حكم بانها لم تكن موالية بما يكفي للثورة. وحين غزت فيتنام البلاد عام 1979 للاطاحة ببول بوت كان ربع السكان قد ماتوا.
وفر الخمير الحمر الى مناطق الغابات على طول الحدود التايلاندية وتمكنوا من البقاء لعقدين اخرين.
واعتقل تا موك الذي تولى السلطة في انقلاب داخلي عام 1997 بعد عامين ونقل الى فنومبينه حيث اتهمته محكمة عسكرية بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية والابادة الجماعية.
غير ان قلة في أنلونج فينج هي التي تصدق التهم التي وجهت الى رجل لم يفعل شيئا الا كل ما هو في صالح واحدة من افقر وابعد مناطق كمبوديا.
وقال نوين ناي (55 عاما( "لن انساه ابدا..ابدا. اعتاد ان يعطيني الملابس والارز والسمك لادعم اسرتي عندما كنا فقراء..فقدت صديقا عظيما." رويترز