اندلاع أعمال الشغب بعد اغتيال وزير صومالي

> بيداوا «الأيام» جوليد محمد:

>
الوزير الصومالي المغتال ديرو
الوزير الصومالي المغتال ديرو
أطلق مسلحون الرصاص أمس الجمعة على وزير صومالي امام احد المساجد واندلعت اعمال شغب عندما قذف محتجون مؤيدون للحكومة بالحجارة واحرقوا اطارات سيارات في بلدة بيداوا المقر الإقليمي للحكومة,وقال شهود إن المسلحين فتحوا النار على عبد الله ديرو اسحق وزير الدستور والوحدة الفدرالية لدى خروجه من المسجد في هجوم من المؤكد أن يزيد التوتر في الصومال الذي يسوده العنف ويخشى كثيرون أن يعود إلى الحرب.

وقال وزير الإعلام محمد عبدي حاير لرويترز من بيداوا "يبدو انه اغتيال منظم. نشعر بأسف بالغ وندين هذا العمل الارهابي."

واضاف "أطلقوا عليه النار لدى مغادرته المسجد ثم لاذوا بالفرار."

وقالت ممرضة في مستشفى بيداوا إن إسحق وهو مدرس سابق وصل إلى المستشفى مصابا بأربع رصاصات في القلب والصدر.

وفي اعقاب الهجوم اغلقت الحكومة الطرق المؤدية الى خارج البلدة وقال شهود ان نحو 1000 محتج غاضبين لمقتل الوزير خرجوا الى الشوارع حاملين العصي والسكاكين والحجارة. ونهبت عشرات المتاجر خلال عدة ساعات سادت فيها الفوضى. وهتف المحتجون امام مركز للشرطة حيث قال مسؤولون ان شخصين مشتبه بهما احتجزا فيه بعد اعتقالهما "اخرجوا القتلة".

وشكلت الحكومة عام 2004 في المحاولة الرابعة عشرة لاعادة الحكم المركزي في الصومال منذ الاطاحة بالحاكم العسكري محمد سياد بري عام 1991. وتواجه سلطة الحكومة الانتقالية تحديا بعد أن سيطرت حركة إسلامية على مقديشو وبلدات أخرى في يونيو .

ونشأت الحركة الاسلامية من داخل المحاكم الشرعية التي تكونت منذ منتصف التسعينيات بهدف اعادة شيء من النظام الى مقديشو خلال فترة سادتها الفوضى والعنف. وهزم الاسلاميون الميليشيات التي تساندها الولايات المتحدة في مقديشو ووسعوا انتشارهم منذ ذلك الحين بالسيطرة على بلدات أخرى.

ويستعد كثير من الصوماليين لصراع شامل في الوقت الذي قيل فيه ان قوات اثيوبية موجودة في الصومال لمساندة الحكومة المؤقتة فيما يعتقد كثيرون أن اريتريا تمد الإسلاميين بالسلاح.

ولم يذكر المسؤولون اي تفاصيل عن الرجلين اللذين اعتقلا للاشتباه في ضلوعهما في اطلاق النار.

لكن مصادر اخرى في بيداوا ذكرت ان احدهما شاب اصولي يتردد على المسجد الذي قتل امامه الوزير.

ونفى حكام مقديشو الاسلاميون ضلوعهم في اغتيال الوزير قائلين ان اثيوبيا مسؤولة عن قتله بهدف زعزعة استقرار جارتها. وقال الشيخ شريف احمد للصحفيين "الميليشيا التي دربتها قتلت الوزير."

ولم ترد اثيوبيا على الفور على الاتهام لكنها اتهمت اريتريا بمساندة الاصوليين الاسلاميين في الصومال.

وجاء في بيان للحكومة "اذا كان هناك من يعزف عن مساندة السلام والاستقرار في الصومال فليس الا الحكومة الاريترية التي تحاول نشر الاضطراب بتحالفها مع عناصر متطرفة."

وقال دبلوماسيون ومحللون إن الاغتيال قد يكون نفذه متطرف إسلامي أو قد يكون مرتبطا بالانقسامات داخل الحكومة. ومن المقرر أن يناقش البرلمان اقتراعا بالثقة في رئيس الوزراء علي جيدي اليوم السبت.

ووسط هذا التوتر فرض حظر التجول في بيداوا خلال الليل.

واستقال 18 من الوزراء وكبار المسؤولين الصوماليين أمس الأول الخميس فيما قالت مصادر حكومية إنه مسعى لجذب الاسلاميين للمشاركة في محادثات سلام وتجنب الحرب. ويقول محللون ان اقتسام السلطة مع الاسلاميين قد يكون السبيل الوحيد لتحقيق السلام.

في الوقت نفسه هبطت في مقديشو طائرة مجهولة أخرى أمس الجمعة مما زاد الشكوك في أن الإسلاميين يتلقون اسلحة. وأغلقت الميليشيا الإسلامية الطرق القريبة من المطار اثناء تفريغ الشحنة المجهولة.

وكانت طائرة شحن نقلت بضائع يوم الأربعاء قال مسؤول إسلامي إنها كانت ماكينات خياطة. غير أن الحكومة المؤقتة أشارت بأصبع الاتهام نحو اريتريا وقالت إنها تسلح الإسلاميين سرا.

(شارك في التغطية محمد علي بيلي في مقديشو وماري لوي جوموشيان في نيروبي) . رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى