اليمن ومونديال كأس العالم

> «الأيام الرياضي» سعيد عمر باشعيب:

> لقد وجدت الناس نفسها منجذبة ومشدودة تجاه الشاشات الفضية والعملاقة طيلة شهر كامل وبالتحديد صوب الحدث الرياضي الأبرز (بطولة كأس العالم) التي أقيمت في ألمانيا.. هذا الحدث الذي لا يأتي إلا كل أربع سنوات، لذا فهو ضيف مرغوب فيه، بل ومنتظر قدومه وبشغف ولهفة.. تتابعة دون ملل أو كلل وتستأنس بوجوده وتحزن لفراقه، عطفاً على الفرح والغضب الذي يصاحب نتائج المباريات وصافرات الحكام وفقاً والميولات الشخصية للمتابعين.

بعد نهاية الحدث العظيم تأتي التقييمات والربط والمقارنات، ومن هذا المنطلق وبعيداً عن البطل المتوج إيطاليا والوصيف المقتنع بالوصافة فرنسا، وزيدان وما تيرازي، والحكام والتحكيم.. خطر ببالي السؤال التالي: مالنا في كأس العالم هذه نحن أبناء اليمن؟

ثمة خلاصة يستخرجها كل متابع لذلك وفقاً ورغبة المتابع والمهتم، فلم يعد كأس العالم مجرد حدث لإظهار بطل جديد لزعامة الكرة العالمية، أو إضافة لقب آخر للبرازيل أو إحدى مثيلاتها من حاملات الكأس الذهبية.

لقد فرض الحدث نفسه على العالم اقتصادياً وسياسياً، إضافة إلى كونه رياضياً .. وأعود إلى سؤالنا بسؤال آخر ماذا عسانا أن نجني نحن اليمنيين من فائدة متابعة الحدث، غير متعة المشاهدة وحرق الأعصاب من أوجه المقارنة؟! فهل أستفادت الوزارة من البنية التحتية التي شاهدناها في المانيا؟ وهل فكر الاتحاد في روعة التنظيم؟ وهل تابع الاثنان أين مكانة الرياضة في العالم اليوم ليرحمونا من العجن والعجين في رياضتنا؟!. ملاعب صيحات مذهلة وتصميم في غاية الروعة.. عطفاً على التنظيم .. الحراسة.. الاهتمام الرسمي.. التطوع الوطني لإنجاح الحدث.. الخوف من الهجمات الإرهابية، والآلاف من المشجعين والشغب، ومع ذلك لا ترى هنالك أي مظهر لحمل السلاح، فهناك أناس تعرف كيف تدبر الأمور.. ناهيك عن الخطط واللعب واللاعبين والروح والأخلاق والمدربين والفكر الكروي وآداب التعامل قبل وبعد المباراة.. دروس ودروس، وكما قلت كأس العالم لم يعد بحثاً عن بطل فقط.

سنوات من الإعداد وشهر من الصراع الكروي، فمن يعتصر تلك الأيام ليستخلص منها ما يريد وفقاً وما يملك.. من ينظر إليها بعين التعلم والأخذ، وليس المتعة وضياع الوقت والانتصار لفرنسا من الحكم، والتبرير لتصرف زيدان .

بعد كأس العالم تبدأ الحسابات.. المدربون والفنيون يبحثون عن الجديد في المجال التكتيكي الفني، والاقتصاديون يقيمون الأرباح التي كسبوها وكيف يضاعفونها.. والإعلاميون يلهثون وراء الأسرار والخفايا.. والسياسيون يراقبون الأحداث وينتهزون الفرص.. ومجانين يبحثون عن الكرة التي تم اللعب بها في النهائي أو الفانيلة التي لعب فيها اللاعب العلاني، حتى عشب ملعب برلين تم بيعه في المزاد العلني بينما نحن لا إلى هؤلاء، ولا إلى هؤلاء!! ألا يحق لنا أن نحلم ولو مجرد حلم ...!؟

نحن عندنا ملاعب كتمت أنفاس اللاعبين من التراب، وأدمت رؤوس الحكام من الحجارة التي فيها، ولاعبون ومدربون من الملعب إلى المقيل رأساً.. وإدارات ربنا يهديها، وعليه العوض ومنه العوض.

والشكر موصول لصحيفة «الأيام الرياضي» وهيئتها التحريرية .. وحدها حاولت تغيير ثوبها وواكبت الحدث وكانت لها كلمة، وربنا يبارك ويزيد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى