توسيع الهجوم في لبنان ينطوي على مخاطر لإسرائيل

> القدس «الأيام» لوك بيكر:

>
رجال يبكون أقاربهم الملفوفة جثثهم بالعلم اللبناني في مزار شيعي ببيروت يوم أمس قبل الجنازة في الضاحية الجنوبية
رجال يبكون أقاربهم الملفوفة جثثهم بالعلم اللبناني في مزار شيعي ببيروت يوم أمس قبل الجنازة في الضاحية الجنوبية
بعد قتال غير حاسم مستمر منذ شهر قررت إسرائيل أمس الأربعاء توسيع هجومها على حزب الله في خطوة قال محللون انها لن تؤدي إلى هزيمة الجماعة اللبنانية لكن قد تجعل إسرائيل أكثر عرضة للخطر.

وقال نديم شهادي خبير الشرق الأوسط في مجموعة تشاثام هاوس البريطانية للشؤون الخارجية "الموقف في نهاية الأمر هو ان إسرائيل لا يمكنها إعلان انتصار عسكري من أي نوع." وأضاف "الفرصة الوحيدة أمام إسرائيل والولايات المتحدة للخروج بنتيجة إيجابية هي التوصل إلى حل سياسي داخل لبنان يتم بمقتضاه نزع سلاح حزب الله" رابطا الحل السياسي بقرار منتظر للامم المتحدة بشأن الأزمة.

لكن إسرائيل ترى الأمر بصورة مختلفة. فبعد اسابيع من القصف الجوي المدمر على ارجاء لبنان أصبح لديها الآن نحو عشرة آلاف جندي داخل البلاد يقاتلون حزب الله في الجنوب ويحاولون اقامة منطقة "عازلة" تمتد عدة كيلومترات من الحدود.

وعلى الرغم من مقتل نحو 70 جنديا في الهجوم قرر مجلس الوزراء الإسرائيلي المصغر المعني بالشؤون الأمنية توسيع العملية وهو ما قد يشمل نشر 20 الف جندي آخرين والتوغل شمالا حتى نهر الليطاني علـى مسافـة نحـو 20 كيلومترا داخل لبنان. وفي حين يبدي الشعب الإسرائيلي استياءه من عدم تحقيق المزيد في اربعة أسابيع من القتال ومع استمرار حزب الله في إطلاق صواريخه على شمال إسرائيل تحرص الحكومة والجيش على إظهار ان بإمكانهما تحقيق نتائج.

وابلغ مسؤولون إسرائيليون دبلوماسيين أجانب انهم يأملون في ان يؤدي توسيع الهجوم إلى زيادة ضغط إسرائيل في الوقت الذي تدرس فيه الأمم المتحدة قرارا سيصدر هذا الأسبوع على الأرجح بشأن نشر قوة دولية في جنوب لبنان.

وقال دبلوماسي غربي لرويترز بعد أن تحدث مع إسرائيليين "انهم يريدون زيادة الضغط على المجتمع الدولي لنشر القوة." وأضاف ان اسرائيل تعتبر هجومها الموسع "عملية موازية" لمناقشات الأمم المتحدة.

وقال دبلوماسي غربي آخر إن إسرائيل أشارت إلى انها مستعدة لوقف العملية الموسعة بعد بضعة ايام إذا تم التوصل إلى اتفاق في الأمم المتحدة يدعو إلى انهاء العمليات العسكرية.وليس من المتوقع ان تصوت الأمم المتحدة على القرار قبل اليوم الخميس بسبب الخلافات بشأن مضمونه بما في ذلك ما إذا كان يتعين سحب القوات الإسرائيلية من لبنان قبل او بعد نشر قوة دولية.

ويعتبر شهادي تركيز إسرائيل على الخيار العسكري أسلوبا قديما في التفكير ليس من شأنه سوى زيادة الأمور صعوبة على الدولة اليهودية ليس فقط فيما يتعلق بتحقيق نصر بل فيما يتعلق ايضا بزيادة الخسائر في الأرواح على الجانبين الإسرائيلي واللبناني.

وقال "إنه مثل الرمال المتحركة. كلما دخلت في العمق عسكريا يزداد الوضع صعوبة. وكلما زاد الاعتماد على الخيار العسكري تقل فرص النجاح." ويتوقع جيدي جرينشتاين وهو مفاوض حكومي إسرائيلي سابق يتولى حاليا رئاسة معهد ابحاث خاص به مشكلات كذلك بسبب الاعتماد على قوة الجيش إذا كانت غير قادرة على تحقيق نتائج. وأضاف "ما لم تحقق نصرا عسكريا ساحقا ضد جماعة ثوار فإنك لا تكون قد حققت اي نصر على الإطلاق." لكنه لم يستبعد كذلك احتمال ان يحقق الهجوم الموسع شيئا يتجاوز ما تم تحقيقه حتى الآن.

لكنه أضاف "إذا وجدت إسرائيل نفسها متورطة في لبنان بجيشها فإن حزب الله سيكون في منطقته حيث يشعر بالارتياح." وبالنسبة لجرينشتاين فإن مصدر القلق الأكبر هو بنود قرار الأمم المتحدة.

فإذا انتهى القرار إلى ترك فسحة من الوقت بين الدعوة لوقف القتال والانسحاب الإسرائيلي من لبنان ونشر قوة دولية فإن إسرائيل لن تخرج بشيء تقريبا بعد أربعة أسابيع من القتال.

وتابع جرينشتاين "فسحة كبيرة من الوقت.. وأعني أسابيع.. ستبدد كل المكاسب العسكرية التي حققتها إسرائيل." ومضى يقول "سرعة نشر قوة دولية مسألة حاسمة لتعزيز ما سعت إسرائيل لتحقيقه عسكريا. لكن احتمال نشر قوة دولية كبيرة على الأرض ضئيل." رويترز...شارك في التغطية ادم انتوس في القدس

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى