الأغاني الوطنية تشهد إقبالا غير مسبوق

> صنعاء «الأيام» العربية نت:

> راجت في الآونة الأخيرة في العاصمة اليمنية صنعاء، مبيعات الأشرطة والاسطوانات الغنائية العربية القومية منذ اندلاع الحرب فى لبنان، ولاسيما الأغاني الوطنية لفيروز ومارسيل خليفة وماجدة الرومي وجوليا بطرس، وشهدت إقبالاً واسعاً غير مسبوق من قبل الجمهور اليمني المتابع لمجريات العدوان الإسرائيلي على لبنان.

ويقول عصام الريماني بائع أشرطة متجول ليوناتيد برس إنترناشونال، بينما هو يروج لمجموعة من الأشرطة الغنائية والصور الملونة للسيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله، إن "هذه الأشرطة والصور تباع هذه الأيام أكثر من غيرها، أبيع يوميا ما بين 30 إلى 20 صورة وشريط كاسيت".

ورغم أن ما يبيعه عصام طوال اليوم لا يغطي نفقات يومه، إلا أنه لم يجد فرصة عمل أفضل من هذه، كما يقول، في حين لا يجد سائقو سيارات الأجرة وغيرهم من الجمهور سوى هذه الأشرطة والأغاني الملتزمة، التي تعبر، بحسب إفادة الكثير من المتعاملين والباعة "عما يعجز اليمنيون عن قوله وفعله".

أما محمد البهلولي، وهو سائق سيارة أجرة، فعلى عكس كثيرين لا يشتري هذه الأشرطة، لكنه يقول "في هذه الأيام الحزينة كل الإذاعات تبث الأغاني الملتزمة ولاحاجة لدي لشرائها. حتى القنوات الفضائية غير الملتزمة يبدو أنها دخلت في حالة من الحداد والالتزام". ولا يختلف الحال في مقهى "العم علي" وسط سوق الملح الشعبي، أحد أقدم الأسواق فى العاصمة اليمنية، صنعاء، عن بقية المقاهي الشعبية، والتي تتناوب فيها نشرات الأخبار والأغاني على جذب انتباه جمهور الجالسين. وما إن يتوقف صوت التلفاز وتنتهي نشرات الأخبار الرئيسية عبر القنوات الفضائية، حتى تصدح من المذياع، المركون فوق رأس العم علي, صاحب المقهى، أغاني الفنان اللبناني الملتزم مارسيل خليفة، والسيدة فيروز، وجوليا بطرس، وماجدة الرومي. ولكن تبقى أغنية مارسيل " منتصب القامة أمشي"، الأكثر رواجاً وإثارة للمشاعر والحماس لدى الزبائن. ويخيم حزن عميق على اليمنيين، حيث تبدو معه الحركة في الشوارع بطيئة ومشهد الأعلام منكسة يلح على تذكير اليمنيين بمجزرة قانا، التي وقعت الأسبوع الماضي وذهب ضحيتها نحو 56 شخصاً غالبيتهم من النساء والأطفال, في حين تنساب من مواقف السيارات العامة أغنية فيروز "بحبك يا لبنان".

فيما مضى، كان شارع التحرير وسط العاصمة وغيره من الشوارع الرئيسية، يعج بباعة الأشرطة الغنائية، والاسطوانات المدمجة، التي تحتوي على أغان شعبية، وغربية، وشرقية، وحتى الأشرطة التراثية المغناة بأصوات فنانين يهود من أصول يمنية، لكن مع اندلاع الحرب الإسرائيلية على لبنان في الثاني عشر من يوليو، بدا أن المشهد تغير تماماً، فالأشرطة التي كانت مدفونة في الرفوف الخلفية تصدرت واجهات الكثير من المحلات، المنتشرة في العاصمة وغيرها من المدن الرئيسية. ولدى السؤال عن أسباب رواجها مجدداً، فإن الرد سيأتيك سريعاً على لسان عبد الكريم القدسي، أحد باعة الأشرطة في باب السباح، "من سيشفي غليلنا ويطفئ نارنا، غير مارسيل خليفة و فيروز؟" وبحسب عبده فقندش، فإن كانت أغاني فيروز ومرسيل وماجدة، ليست "مناسباتية أو نكباتية"، بقدر ما هي أغان تتعدّى ظرفها وزمانها لتعبر عن العدالة والحرية والديمقراطية والحب والتسامح وغيرها من القيم الإنسانية التي باتت مهددة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى