لبنان: إسرائيل مستمرة بسياسة الأرض المحروقة والإبادة الجماعية

> عواصم «الأيام» وكالات:

>
الصبي اللبناني محمد سمير موسى (14 عاما) يرقد أمس في المستشفى بمدينة صور مبتور الساقين بعد إصابته في غارة إسرائيلية
الصبي اللبناني محمد سمير موسى (14 عاما) يرقد أمس في المستشفى بمدينة صور مبتور الساقين بعد إصابته في غارة إسرائيلية
قال رئيس وزراء لبنان فؤاد السنيورة أمس السبت ان الحكومة اللبنانية التي تضم وزيرين من حزب الله وافقت بالاجماع على قرار مجلس الامن الدولي لانهاء الحرب في لبنان,وقال السنيورة عقب انتهاء جلسة طارئة للحكومة لمناقشة القرار الصادر عن مجلس الامن أمس والذي يقضي بوقف العمليات الحربية ان الحكومة ستجتمع مجددا اليوم الاحد لمناقشة تفاصيل القرار التنفيذية.

وقال السنيورة "على الرغم من وجود بعض التحفظات ..وافق مجلس الوزراء بالاجماع على القرار الذي صدر عن مجلس الامن ..كلنا كان لدينا ملاحظات ولكن صدر الآن قرار وهذا جزء من الشرعية الدولية وبالتالي علينا ان ننفذ هذا القرار."

وقال وزير الموارد المائية والكهرباء وعضو حزب الله محمد فنيش عقب الجلسة "صدر القرار (موافقة الحكومة) بالاجماع وسنتعامل معه بواقعية .. ابدينا ملاحظات والملاحظة الاساسية كانت حول تحميل المقاومة المسؤولية."

وكان السنيورة اعتبر قبل بدء جلسة الحكومة ان قرار مجلس الامن انتصار للدبلوماسية اللبنانية.

وقال البيان الصادر عن مجلس الوزراء مساء أمس السبت ان "الحكومة موافقة بالاجماع" على القرار 1701، رغم "ملاحظات طويلة".

واوضح مصدر حكومي لوكالة فرانس برس ان هناك ملاحظات اجمع عليها معظم الوزراء، بينما هناك ملاحظات اخرى تفرد بها حزب الله.

وبين الملاحظات العامة كون القرار حمل حزب الله مسؤولية الحرب من دون الاشارة الى الاسرائيليين، وكونه لم يحدد موعدا لوقف العمليات الحربية، الامر الذي ادى الى مواصلة الاسرائيليين عملياتهم العسكرية.

ومن الملاحظات ايضا عدم وضع آلية لقضية مزارع شبعا واعتبار مدة الثلاثين يوما المعطاة للامين العام للامم المتحدة كوفي انان لعرض اقتراحات في شأنها طويلة، وعدم وضع آلية واضحة لمشكلة الاسرى.

ويدعو قرار الامم المتحدة 1701 الى "وقف كامل للاعمال الحربية يرتكز خصوصا على وقف فوري من جانب حزب الله لكل هجماته ووقف فوري من جانب اسرائيل لكل عملياتها العسكرية الهجومية".

وتضمن القرار الدولي المؤلف من فقرات تمهيدية واخرى تنفيذية، فقرة تمهيدية جاء فيها ان مجلس الامن "يأخذ علما بالاقتراحات الواردة في خطة النقاط السبع حول مزارع شبعا".

كما تنص فقرة اخرى على دعوة الامين العام للامم المتحدة كوفي انان الى اعداد اقتراحات لتطبيق احكام القرارين 1559 و1680 "لا سيما منها نزع السلاح وترسيم الحدود الدولية بما في ذلك عبر معالجة مسألة مزارع شبعا".

وتطالب خطة النقاط السبع التي اقرتها الحكومة اللبنانية بوضع مزارع شبعا تحت ولاية الامم المتحدة، الى ان يتم التوصل الى حل لها.

كما تضمن القرار فقرة تمهيدية تشدد على الحاجة "الى المعالجة الفورية للاسباب التي ادت الى نشوب الازمة الحالية بما في ذلك الافراج غير المشروط عن الجنديين الاسرائيليين المخطوفين" اللذين اسرهما حزب الله في 12 يوليو.

بالاضافة الى فقرة اخرى تشير الى ان المجلس يأخذ "في الاعتبار حساسية مسألة السجناء ويشجع الجهود الهادفة الى ايجاد تسوية عاجلة لمسألة السجناء المعتقلين في اسرائيل".

واعتبر بيان مجلس الوزراء ان مضي اسرائيل في عملياتها العسكرية هو "رد على مجلس الامن برسالة الى كل البشرية ان دولة اسرائيل لا تقيم وزنا للاخلاق بل تصر على ممارسة الارهاب المنظم".

وتابع البيان ان اسرائيل تمضي في "اعتماد سياسة الارض المحروقة والابادة الجماعية" في لبنان، واضعا ذلك "برسم المجتمع الدولي"، مطالبا اياه "بإلزام اسرائيل وقف النار فورا".

وردا على سؤال آخر عن انتشار الجيش اللبناني في الجنوب مع القوة الدولية كما جاء في القرار 1701، قال العريضي ان "المناطق التي سيكون فيها الجيش اللبناني في المرحلة الاولى والتي تم تحديدها في قرار مجلس الامن، لن يكون فيها سلاح غير سلاح الجيش اللبناني"، مؤكدا ان هذا "ما اكده حزب الله".

في المقابل، قال حسن نصرالله في رسالة متلفزة "في حال تم التوصل الى توقيت لوقف ما سمي بالاعمال الحربية او العدوانية، ولو حصل اتفاق على توقيت معين بمسعى من الامين العام (للامم المتحدة) وبالتنسيق بين لبنان وحكومة العدو، فإن المقاومة ستلتزم بأي وقت يعلن لوقف الاعمال الحربية من دون اي تردد".

واضاف "عندما يتقرر انتشار الجيش مع قوات اليونيفيل، سوف يلقى من المقاومة كل التعاون والتسهيل والاستعداد المطلوب".

وقال نصرالله ان حزب الله لن "يكون عائقا امام اي قرار تراه الحكومة مناسبا"، مضيفا "الحكومة تستطيع التصرف بمسؤولية وطنية وبما تمليه عليها مسؤوليتها. ولن نكون عائقا امام اي قرار تراه الحكومة مناسبا ولكن وزراءنا سيسجلون تحفظاتهم على بعض البنود غير العادلة وغير المنصفة" في قرار مجلس الامن.

واوضح نصرالله ان تحميل القرار مسؤولية بدء الهجوم للمقاومة "التي قامت بعملية عسكرية محدودة (...) غير عادل وغير منصف".

وقال ان "المشكلة الحقيقية في هذا القرار هي انه لم يعلن وقفا شاملا لاطلاق النار وانسحاب قوات الاحتلال بل تحدث عن وقف الاعمال الحربية وقد تكون هناك اجتهادات متنوعة في تفسير المطلوب بالاعمال الحربية".

وفي الشق الميداني، لفت الى "اننا ما زلنا في مرحلة الحرب"، مع الاعراب في الوقت نفسه عن الامل "بان نكون على نهاية قريبة جدا لهذه الحرب التي لن يخرج منها لبنان شعبا ومقاومة ودولة الا عزيزا منتصرا وعزيزا وشامخا"، على قوله.

وقال الامين العام لحزب الله ان "الحرب لم تنته بدليل ان العدوان لا يزال مستمرا".

وتحدث عن "محاولات تقدم للعدو على اكثر من محور وانزالات عديدة في بعض المناطق وغارات جوية في الكثير من المناطق".

وقال نصرالله "مهما حاول العدو ان يفعل ليظهر انه حقق اهدافه" لجهة التقدم نحو نهر الليطاني، فإن "المقاومة موجودة وقوية (...) وتكبد العدو خسائر فادحة"، متحدثا عن "مجزرة دبابات".

واعلنت اسرائيل أمس السبت بدء عملية عسكرية برية واسعة في لبنان. وسجل تقدم للقوات الاسرائيلية في بعض النقاط في جنوب لبنان وسط معارك ضارية.

الحرب ام وقف القتال.. سؤال يكشف عن انقسام بين زعماء اسرائيل

كشف قرار الامم المتحدة الداعي الى وقف القتال بين اسرائيل وحزب الله عن بوادر خلاف في اسرائيل حيث رحب بعض الساسة بهذه الخطوة بينما قال الجيش انه سيواصل هجومه برغم ذلك.

وينم تباين رد الفعل في جانب منه عن رغبة الجيش في تحقيق نجاح تكتيكي وانجاز فيما يتعلق بالسيطرة على الارض في الحرب على الجماعة اللبنانية قبل ان يضع وقف كامل لاطلاق النار حدا للحملة العسكرية التي مضي عليها شهر في لبنان.

غير انه ينم كذلك عن شيء من التردد الذي يقول معلقون سياسيون والرأي العام الاسرائيلي انه طغى على الحرب وادى الى تردد دعوات لاستقالة رئيس الوزراء ايهود اولمرت.

وقال رئيس اركان الجيش الاسرائيلي اللفتنانت جنرال دان حالوتس أمس السبت انه يعتزم الاستمرار بالهجوم الذي قتل خلاله 85 جنديا ومواصلة توسيعه على الاقل الى ان يتضح كيف سيوضع قرار الامم المتحدة موضع التنفيذ.

وقال حالوتس في تصريح صحفي "قبول قرار الامم المتحدة أمس لا ينطبق فورا... سنواصل العمليات حتى تحقيق اهدافنا."

وتباينت تصريحاته فيما يبدو مع تصريحات نائب رئيس الوزراء شمعون بيريس الذي اشاد بالدور الذي قام به الجيش غير انه اشار على ما يبدو الى ان مهمته انتهت والاولوية الان للعمل الدبلوماسي.

وقال لراديو اسرائيل "لولا الضغوط العسكرية لما تحقق لنا الاتفاق الدبلوماسي ودون الاتفاق الدبلوماسي لبات العمل العسكري بلا جدوى."

ومن المتوقع ان تقر الحكومة الاسرائيلية قرار الامم المتحدة في اجتماع تعقده اليوم الاحد. ويبدو ان الجيش نال الموافقة على مواصلة هجومه على الاقل الى ان يتم ذلك وقد وسع الهجوم أمس السبت من خلال التقدم شمالا في اتجاه نهر الليطاني على بعد نحو 20 كيلومترا داخل لبنان.

وبعدئذ ستصبح المنطقة الممتدة من الحدود حتى نهر الليطاني هي فعليا المنطقة العازلة التي سيتعين على القوات الاسرائيلية ان تنسحب منها تدريجيا مع الانتشار المطرد لقوة تابعة للامم المتحدة تتألف من 15 الف فرد من المرجح ان تقودها فرنسا.

رجال الصليب الأحمر اللبناني معتصمون احتجاجا على مقتل زميل لهم في غارة إسرائيلية على السيارات القادمة من مرجعيون أمس الأول
رجال الصليب الأحمر اللبناني معتصمون احتجاجا على مقتل زميل لهم في غارة إسرائيلية على السيارات القادمة من مرجعيون أمس الأول
وابلغ مبعوث الامم المتحدة الى الشرق الاوسط ألفارو دي سوتو رويترز أمس السبت ان قوة الامم المتحدة قد تبدأ الانتشار خلال ما يتراوح بين سبعة وعشرة ايام مشيرا الى انه ما زال هناك بعض الوقت قبل ان يسري "الوقف الفوري لجميع العمليات العسكرية الهجومية من جانب اسرائيل" كما يدعو قرار الامم المتحدة.

وحتى بعد ذلك الوقت سيظل بإمكان اسرائيل القيام بعمليات ضد حزب الله اذا شعرت بانها مهددة وقد تمر عدة اسابيع اخرى قبل سريان وقف دائم لاطلاق النار وليس مجرد وقف للعمليات الحربية.

وفي حين يبدو الجيش الاسرائيلي عازما على استغلال كل ما يمكن ان يتاح له من وقت يبدو اولمرت اكثر تقيدا بقرار الامم المتحدة. وقد ابلغ الرئيس الامريكي جورج بوش في اتصال هاتفي أمس بانه يؤيد القرار وسيحث حكومته على اقراره عندما تعقد اجتماعها الاسبوعي العادي اليوم الاحد.

ويتهم بعض المعلقين السياسيين أولمرت الذي يمثل حالة نادرة بين رؤساء الوزراء الاسرائيليين من حيث افتقاره الى الخبرة العسكرية الواسعة بالتردد وتغيير موقفه خلال الحرب الامر الذي اثار الشكوك في مدى احكام سيطرته على دفة الامور.

وكتب المعلق أري شافيت في صحيفة هاآرتس التي تمثل تيار يسار الوسط "اذا هرب أولمرت الآن من الحرب التي بدأها فلن يكون بمقدوره ان يظل رئيسا للوزراء ولو ليوم واحد.

"لا يمكن للمرء ان يقود شعبا كاملا الى الحرب واعدا اياه بالنصر ثم يجلب عليه هزيمة مهينة ويظل في السلطة."

وتكشف استطلاعات الرأي عن ان اولمرت الذي تولى السلطة في ابريل يخسر شعبيته بسرعة. ويريد الاسرائيليون المقيمون في الشمال حيث يتعرضون يوميا لهجمات حزب الله الصاروخية ان تسفر الحرب عن نتائج ويشعرون بالقلق بشأن غموض قرارات الامم المتحدة.

وقال ماريش بانيتا الذي يقيم في كريات شمونا وهي بلدة في الشمال تتعرض يوميا للقصف الصاروخي "ينبغي للجيش ان يوصل التقدم الى ان يتم التوصل الى وقف حقيقي لاطلاق النار. لا بديل عن ذلك."

اسرائيل تبدأ الانسحاب من لبنان خلال اسبوعين

قال موقع واي نيت الاخباري الاسرائيلي على الانترنت ان الجيش الاسرائيلي سيبدأ الانسحاب من جنوب لبنان في غضون اسبوع او اسبوعين .

ونقل الموقع عن مسؤول كبير في مكتب ايهود اولمرت رئيس وزراء اسرائيل قوله ان القوات الاسرائيلية ستبدأ في الانسحاب من المنطقة بعد وصول اول قوات دولية والجيش اللبناني اليها.

ولم يكن لدى المسؤولين الاسرائيليين تعليق على هذا التقرير. وقال اعضاء فى مجلس الوزراء الاسرائيلي أمس السبت ان الجيش سينسحب من جنوب لبنان عندما تدخل قوات الامم المتحدة لفرض تطبيق وقف لاطلاق النار مثلما نص قرار لمجلس الامن الدولي . ومن المقرر ان تصوت الحكومة الاسرائيلية على القرار اليوم الاحد. وقال مبعوث للامم المتحدة في وقت سابق ان الامم المتحدة تتوقع ان ينتهي الهجوم الاسرائيلي خلال يوم او يومين وان تبدأ قوة دولية موسعة في الانتشار خلال ما بين أسبوع وعشرة ايام.

وقالت تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الاسرائيلية ان الجيش سيوقف العمليات الهجومية في لبنان يوم غد الاثنين .

وقال عمير بيريتس وزير الدفاع الاسرائيلي ان اسرائيل ستواصل الاشتباك مع حزب الله في المناطق التي يعمل فيها الجيش اذا هوجمت القوات الاسرائيلية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى