النسيان يطوي قضية دارفور مع تحول «السلام» إلى حرب

> الخرطوم «الأيام» اوفيرا ماكدوم:

> هل دارفور احدث ازمة نسيها العالم؟ يقول محللون ان اتفاق السلام المبرم في مايو الذي وقعه فصيل واحد فقط من ثلاثة فصائل متمردة ورفضه عشرات الآلاف في المنطقة الشاسعة الواقعة بغرب السودان قدم للعالم عذرا لابعاد النزاع عن مقدمة اولوياته المتعلقة بالسياسة الخارجية.

وقال ديف موزرسكي محلل الشؤون السودانية في مجموعة الازمات الدولية "لسوء الحظ ان توقيع الاتفاقية استنفد الكثير من الجهد من قطاعات كبيرة من المجتمع الدولي وقدر قليل جدا فيما بعد فيما يخص المراقبة والضغط من أجل التنفيذ ومحاسبة الاطراف المسؤولة." ولكن ما اتفق العالم على تسميته سلاما لا يزال يبدو اشبه بالحرب إلى حد بعيد.

وفي يوليو شهدت دارفور أكثر الاشهر دموية بالنسبة لاكبر مهمة اغاثة في العالم منذ اندلاع النزاع قبل ثلاثة اعوام ونصف العام، إذ قتل ثمانية من العاملـين في الإغـاثة.

وتراجعت امكانية الوصول إلى 3.6 مليون نسمة يعتمدون على المعونة لاقل مستوى على الاطلاق.

وتقول الامم المتحدة إن الطائرات الحكومية تقصف مرة اخرى فصائل المتمردين الذين رفضوا الاتفاق ويعذب زعيم المتمردين الذي وقع على اتفاق السلام ميني اركوا ميناوي معارضيه.

وتشرذم متمردون آخرون واعلن تحالف جديد الحرب على الحكومة مرة اخرى.

وصرح يان ايجلاند منسق الاغاثة التابع للامم المتحدة في جنيف يوم الخميس "يتطور الوضع في دارفور من حالة سيئة جدا إلى كارثة."

وتنفي الخرطوم تدهور الوضع الامني منذ توقيع الاتفاق في مايو.

وتقول إن تنفيذ الاتفاق يسير بشكل جيد رغم عدم أخذ قرار بشأن عناصر رئيسية.

ولم تعلن بعد خطة الحكومة لنزع سلاح الميليشيات التي اتهمت بارتكاب أعمال وحشية في دارفور ولم يوافق السودان على السماح لقوات حفظ السلام التابعة للامم المتحدة بدخول البلاد لتحل محل قوات الاتحاد الافريقي التي عجزت عن وقف اعمال العنف واضحت هدفا لسكان دارفور الغاضبين والمحبطين.

وعادة ما تركز واشنطن على السوادن بوصفها من القضايا القليلة التي توحد جماعات الضغط التي تنتمي لاقصى اليمين وأقصى اليسار.

وتنشر الصحف الامريكية الكبرى مقالات عن مخاوف عدة بداية من الرق إلى اضطهاد الحكومة الإسلامية للمسيحيين.

ولكن نائب وزيرة الخارجية الامريكية روبرت زوليك أكثر المسؤولين الامريكيين نشاطا في السودان استقال في يونيو وأحجمت واشنطن عن تلبية المطالب بتعيين مبعوث خاص في الخرطوم.

وقالت الممثلة ميا فارو سفيرة صندوق الامم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسيف) للنوايا الحسنة التي زارت دارفور مرتين منذ بداية الازمة "يتحمل مبعوث خاص إلى دارفور عبء الفشل الدبلوماسي.

أشك بان هناك احجاما عن تعيين مثل هذا المبعوث." والآن استجدت على الساحة قضية لبنان.

ومنذ الغزو الاسرائيلي للبنان في يوليو لم تعد الصحف الاجنبية تنشر اخبارا تذكر غير تقارير الحرب في لبنان بل تتصدر أنباء قصف بيروت عناوين الصحف السودانية لتحل محل الانباء الخاصة بمقتل عمال اغاثة او مدنيين في دارفور.

وقال ايجلاند "لو لم تنشب الحرب في لبنان لكرسنا جهودنا لتدهور الاوضاع في دارفور في الآونة الاخيرة." وقال يان برونك كبير ممثلي الامم المتحدة في السودان إن قضية دارفور لم تنس ولكن مجلس الامن كان مشغولا بلبنان.

وتابع "ادرك تماما ان مجلس الامن يكرس 95 بالمئة من وقته للبنان."

ويريد السودان ان يلعب دور دولة اقليمية مسؤولة لينأى عن صورته القديمة كدولة مارقة تمزقها حروب عدة.

وانشغل الرئيس عمر حسن البشير رئيس الدورة الحالية للجامعة العربية بالانابة بعقد محادثات مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وفي يونيو استضافت الخرطوم محادثات السلام في الصومال بين الحكومة المؤقتة الضعيفة والميليشيات الإسلامية التي سيطرت على العاصمة مقديشو من امراء الحرب هذا العام وهددت بالسيطرة على البلاد بالكامل.

وأبدت حكومة الخرطوم استعدادا لتسوية آخر تمرد تشهده البلاد في الشرق بينما تتحرك ببطء محادثات السلام مع اريتريا.

ويقول موزرسكي ان الخرطوم ينبغي ان تثبت دورها المسؤول بتنفيذ معاهدات السلام المحلية التي وقعتها وأضاف "انها تتحرك ببطء".

ومع تدهور أعمال العنف عقب اتفاق السلام والجمود الذي يعتري جهود نشر قوة لحفظ السلام التابعة للامم المتحدة المكلفة بوقف العنف لا يدري الدبلوماسيون ما هي الخطوة التالية.

ولكن الوقت ينفد سريعا امام سكان دارفور.

ويملك الاتحاد الافريقي اموالاً تكفيه لممارسة مهامه حتى منتصف اكتوبر فقط وتقول الامم المتحدة إن نشر قواتها يحتاج ستة اشهر في حالة الحصول على موافقة الخرطوم التي لا تلوح في الافق.

ويقول اريك ريفز الاكاديمي الامريكي الذي يراقب الوضع في دارفور عن كثب "يتسارع الانهيار الحالي في دارفور الذي ترك المساعدات الانسانية معلقة بخيط سينقطع كليا قريبا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى