اولمرت يصارع من أجل البقاء على الساحة السياسية

> القدس «الأيام» ماثيو توستيفين:

>
ايهود اولمرت
ايهود اولمرت
درج لبنان على ان يسبب المشاكل للقادة الاسرائيليين,فإذا انحسرت الحرب بين اسرائيل ومقاتلي حزب الله بعد هدنة من المقرر اعلانها اليوم فإن رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت سيواجه معركة يصارع فيها من اجل بقائه على الساحة السياسية كي لا يحل عليه الدور.

ويرى يوسي كلاين هاليفي من مركز شاليم للابحاث ومقره القدس الذي يقول انه من اشد انصار اولمرت ان "اولمرت بدأ هذه الحرب بتأييد شعبي مطلق تقريبا...وهو ينهي هذه الحرب وخلفه أمة منهكة وجريحة تشعر انها بلا قيادة." ورغم التأييد الذي ابداه حلفاء اولمرت فإن الاسرائيليين ابعد ما يكونون عن الاقتناع بان الحرب التي اندلعت قبل شهر بعدما اسر مقاتلو حزب الله جنديين يوم 12 يوليو انتهت بالنصر.

ويتمثل ابرز انجاز حققته اسرائيل في بند بقرار مجلس الامن الدولي ينص على تراجع حزب الله من الحدود حتى يتسنى نشر قوة موسعة لحفظ السلام.

لكن الجنديين الاسيرين لا يزالان في قبضة حزب الله الذي اثبت ان بإمكانه ردع الجيش الاسرائيلي وتكبيده خسائر ثقيلة وفي الوقت ذاته امطار شمال اسرائيل بوابل من الصواريخ. ومن ناحية اخرى لم يحدد قرار مجلس الامن جدولا زمنيا لنزع سلاح الجماعة.

وخلفت الحرب اكثر من 1070 قتيلا في لبنان واكثر من 140 قتيلا اسرائيليا.

وبعيدا عن الصراع الاسرائيلي المستمر مع الفلسطينيين فإن عدد القتلى من المدنيين الاسرائيليين خلال هذه الحرب فاق اعداد القتلى في اي حرب خاضتها اسرائيل منذ عام 1948. وكتب ناحوم بارنيا في صحيفة يديعوت احرونوت الاكثر توزيعا في اسرائيل "لم نفز...اعلان وقف اطلاق النار يفسح المجال لبداية حرب اليهود." ولطالما جلب لبنان الوبال على زعماء اسرائيليين سابقين.

فقد ساهمت الخيبة التي شعر بها رئيس الوزراء الاسبق مناحيم بيجن من غزو لبنان 1982 في اتخاذه قرار التنحي. كما اجبر وزير دفاعه ارييل شارون على الاستقالة.

وكانت محاولة وقف هجمات صاروخية شنها حزب الله بعملية عسكرية كبيرة من بين العوامل التي ادت لخسارة شمعون بيريس في انتخابات 1996. وقوبل قرار رئيس الوزراء ايهود باراك بالانسحاب من لبنان عام 2000 بعد احتلال دام 22 عاما بالانتقادات بوصفه متعجلا وربما سيشجع على اندلاع انتفاضة فلسطينية. وخسر باراك في انتخابات 2001. وسيتعين على اولمرت ان يجيب عن بعض التساؤلات مثل..

لماذا لم تستغل اسرائيل جيشها للقضاء على حزب الله رغم انها تعهدت بذلك..

لماذا انصب الاهتمام على الضربات الجوية التي لم تستطع وقف هجمات حزب الله الصاروخية بدلا من استخدام القوات البرية لمحاولة ازالة الخطر الذي يحدق بمليون شخص في شمال اسرائيل..

لماذ تم تعليق الغزو الشامل لاتاحة المجال امام المساعي الدبلوماسية ثم المضي قدما به بعد التوصل لقرار من الامم المتحدة لانهاء العنف..وكتب بين كاسبيت في صحيفة معاريف اليومية "اولمرت يدرك ان هذا الوقت الذي ستبدأ فيه حرب مختلفة تماما..الحرب بخصوص مستقبله السياسي." واظهر استطلاع للرأي نشرت نتائجه الاسبوع الماضي ان شعبية اولمرت تراجعت لاقل من 50 بالمئة مقارنة مع 75 في المئة قرب بداية الحرب. ونشرت نتائج هذا الاستطلاع قبل وقف اطلاق النار.

وكان افتقار اولمرت للخبرة العسكرية التي يتمتع بها اسلافه من بواعث القلق التي ساورت البعض منذ انتخابه في مارس بعد سقوط شارون في غيبوبة اسدلت الستار على فترة حكمه.

وقال ضابط بالجيش طلب عدم نشر اسمه "ستكون هناك ثورة كبيرة...بدأت بالفعل في الجيش حيث يتبادل الجنرالات الاتهامات وينحون على بعضهم البعض باللائمة." لكن ليس من المعتقد ان اولمرت وائتلافه الحاكم لن يتمكنا من الصمود ولو لفترة وجيزة حتى في ظل دعوات بعض خصومه اليمينيين لاجراء انتخابات مبكرة.

وقال مارك هيلر من مركز جافي للدراسات الاستراتيجية "ستكون هناك الكثير من التساؤلات والانتقادات وغير ذلك لكنني لا اعتقد انه خطر قريب المدى... سيستغرق الامر وقتا قبل ان تتضح صورة انهيار (الحكومة)." وستنشب معارك بخصوص نتائج لجنة يتوقع تشكيلها للتحقيق في ما حدث اثناء الحرب وعندما ستصبح تكاليف الحرب اكثر وضوحا الامر الذي سيتطلب خفض الانفاق في مجالات اخرى من الموازنة.

ويحيط الغموض بمصير حزب كديما الوسطي الذي اسسه شارون قبل سقوطه في غيبوبة ليكون منبره لتنفيذ خطته بإعادة تشكيل خريطة المستوطنات في الضفة الغربية التي تم تعليقها الآن بسبب حرب لبنان.لكن حزب العمل الذي ينتمي لتيار يسار الوسط والشريك الاساسي لاولمرت في الحكومة الائتلافية قد لا يكون في عجلة من امره للانفصال عن الحكومة. فوزير الدفاع وزعيم الحزب عمير بيريتس لا يبدو بحال افضل من اولمرت ويواجه تحديا داخليا لزعامته.

ويتمثل الخطر الاكبر على اولمرت من تيار اليمين في زعيم المعارضة ورئيس الوزراء الاسبق بنيامين نتنياهو. ورغم وقوف نتنياهو بجانب الحكومة خلال الحرب فإنه اوضح بانه كان يفضل ردا عسكريا اكثر شدة منذ البداية.

وقال المحلل كلاين حليفي من مركز شاليم "إذا لم تستخدم قوة الجيش الكاملة لمواجهة اسوأ هجوم على اسرائيل منذ اقامتها فقد فشلت كقائد اعلى." واضاف "لن يتحقق الخلاص لهذه الحكومة بأقل من تحقيق النصر العسكري على حزب الله وحتى عندها قد يكون الاوان فات لانقاذ اولمرت." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى