> (زيدان أفضل لاعب في العالم)، و(زيدان بطل العالم 98)، و(زيدان بطل يورو...) و(زيدان شخصية العام في فرنسا) .. هذه كلها عناوين وأحداث ارتبطت بحياة نجم الكرة الفرنسية العربي الاصل زين الدين زيدان، وجعلته اسطورة كروية عالمية، وقديساً رياضياً تمنع الصحف والجمهور الفرنسي التعرض له او المساس به، ومع إيماني الشديد وقناعتي بأن نجومية زيدان لم تصل الى مستوى نصف نجومية ميشيل بلاتيني ومواصفاته القيادية والمهارية والاخلاقية فالاختلاف بين الاثنين كبير والفارق شاسع جداً.. فقط ما يمتاز به زيدان هو مساهمته بقدر كبير في تتويج فرنسا بطلة للعالم عام 1998م وكأس امم اوروبا عام 2000م، مع أن الأخير أي بلاتيني أخفق هو والجيل الذهبي للكرة الفرنسية تيجانا وجيريس وامورس وباتسيتا وباتس وفرناديز في الوصول الى ذلك، بالاضافة الى فوزهم ببطولة امم اوروبا عام 1984م وهو الانجاز الوحيد لبلاتيني ورفاقه الذهبيين، فزيدان كما كان واحداً من اسباب الفوز الفرنسي باللقبين الكبيرين بالقدر نفسه كان سبباً في حرمانها من أهم وأغلى الالقاب العالمية وهو بطولة كأس العالم 2006م بنطحته الشهيرة غير المبررة ابداً أمام المنتخب الإيطالي في نهائي الكأس.

ورغم ما قرأته وشاهدته وسمعته من مبررات تصرف زيدان في تلك المباراة، إلا انني حقيقة لم أقتنع بها واعتبرتها مجرد عواطف كوّنتها الانتماء والعقيدة لا غير، فالرأي الصريح والواضح الذي اعتبرته صائباً هو للزميل صادق حمامة في أحد أعداد صحيفة "الرياضة" الصادرة عقب نهائيات مونديال المانيا.

إن اسباب نجومية زيدان الطاغية على العيون والعقول تكمن في أن أكثر من 90% من الجمهور الكروي في العالم هو من جيل الشباب الذين لم تسنح لهم الفرصة لمتابعة نجوم الثمانينات والاستمتاع بمهارات بلاتيني وتسديداته الصاروخية العابرة للقارات الدفاعية، وطريقته في تنفيذ الضربات الحرة وركلات الجزاء، وأسلوب قيادته للديوك في المباريات ومشاهدة اعتلائه منصات التتويج في الملاعب الايطالية.

فهذا الجيل من الجمهور ارتبط بحكم عمره وتكوينه بزيدان كنجم عالمي أوحد متغاضياً عن كل أفعاله وسلوكياته غير الرياضية، وبالتالي غض البصر عن نجومية بلاتيني ورفاقه، ومع احترامي لكل محبي زيدان (النطاح) في كل أنحاء العالم اقولها بتجرد من كل شيء إن زيدان عبارة عن اسطورة كروية صنعها الإعلام ولمعها وصورها هكذا، ولكنها في حقيقة الأمر ما هي إلا (أسطورة كروية من ورق).