اتحاد كرة القدم ومعارك الفؤوس والعرّافات

> «الأيام الرياضي» جميل عبدالوهاب:

> في عدد «الأيام الرياضي» الصادر يوم الأربعاء الماضي، أشرنا في مقال بعنوان (منتخبنا الوطني الأول واللا استعداد) إلى حالة الرعب التي تنتابنا ومنتخبنا سيواجه منتخب اليابان في عقر دار الأخير.. حالة الرعب هذه التي عبرنا عنها كانت وما زالت (مشروعة)، لماذا؟..لأن المنتخب الياباني كان ودوداً جداً مع منتخبنا لم يستخدم آلة الردع اليابانية المعروفة،فقد لعب اليابانيون بلاعبين من الصف الثاني، حيث لم يستدعوا اللاعبين المحترفين في مختلف الأصقاع.

منتخب اليابان الذي فاز على منتخبنا الأربعاء الماضي لم يكن هو المنتخب الذي شارك في بطولة كأس العالم الأخيرة بألمانيا، وإلا لما اكتفى اليابانيون بالهدفين، وبرغم ذلك ظل منتخب اليابان فارضاً سطوته الهجومية على مرمانا، وتحصل على كم هائل من الضربات الركنية والضربات الثابتة، مقابل عدم حصول منتخبنا حتى على ركنية واحدة.. عاش حارس مرمى اليابان طوال زمن المباراة ذلك الملل القاتل، لأن لاعبي منتخبنا لم يسددوا أي كرة تجاه مرماه، فقد ظل جميع لاعبي منتخبنا في حالة انشغال دفاعي طوال زمن المباراة، والعملية هنا (موضوعية) لأن منتخبنا لم يكن بوسعه سوى الدفاع، وهي اللغة الوحيدة التي يجيد منتخبنا التخاطب بها مع المنتخبات الأخرى، وهذا الوضع يبقى واقعياً، طالما واستعداد منتخبنا جاء بعيداً وبعيداً جداً عن أي واقعية حتى ولو كانت بدائية، فنحن خالفنا بشكل صريح كل منطق استعدادي، (ربما) حتى الهند وباكستان وبوتان تستعد بواقعية ومنطقية أفضل منا .

ويبقى السؤال : ماذا لو لعبت اليابان بآلتها المتطورة والتي وصلت للعالمية؟! ثم كيف سنجابه المنتخب الياباني في مرحلة الإياب بصنعاء، والذي أتوقع أن يكون منتخباً يابانياً غير الذي جابهناه في اليابان؟! وقبل ذلك كيف سنواجه المنتخب السعودي الشقيق في مباراة الإياب في أرضه وبين جماهيره؟! ونحن هنا لا نود احباط معنويات لاعبي منتخبنا، ولكن ننبه بأن التموضع الدفاعي الخالص لن ينجح كل مرة، وعليه لن نهزم بالهدفين (فقط).. فربما تهب على مرمانا عواصف من الأهداف، نحن ألفناها في الأصل.. كما حدث معنا في التصفيات الآسيوية الماضية وخليجي (16) وخليجي (17).. وبالمناسبة فمنذ التصفيات الآسيوية الماضية وخليجي (16) وخليجي (17) - وحتى ما قبل هذه المشاركات- كان الكثيرون وما يزالون يرددون تلك العبارات المعتادة مثل يجب أن نكون واقعيين وأن لا نطلب من لاعبينا المستحيل...إلخ .. طيب نحن نسأل بدورنا وبعد السنوات الطوال التي مرت على مشاركات منتخبنا في الاستحقاقات المشار إليها سلفاً : متى سنكون واقعيين، وكيف؟! وإلى متى سنظل نبدي عطفاً على جراح منتخبنا وصراخه من فرط الألم؟!

إن الواقعية تتطلب منا أيها الإخوة مخاطبة اتحاد كرة القدم ولجانه المختلفة بالتخلي عن العجز والضعف والغرابة، وأن يقنع الجميع بأنه يعمل (صح) بعيداً عن الاهتمام بمعارك الفؤوس، وسلخ جلد عنزة.. وبعيداً عن الاعتقاد بالوسطاء والبشائر، والعرّافات .

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى