شرف محفوظ.. وتلال الأحلام

> «الأيام الرياضي» سعيد عمر باشعيب:

> لم يتوقع أشد المتشائمين ظهور التلال بطل الدوري السابق بتلك البداية المتواضعة والهزيلة في الموسم الحالي، والتي وضعته في بعض مراحل الدوري في ذيل الترتيب، في سابقة لم يشهدها النادي خلال تاريخه الطويل الحافل بالإنجازات والألقاب.. وبهذه البداية السيئة لم يتوقع أشد المتفائلين أن يحرز العميد المركز الثالث، قياساً على السنوات الماضية، التي عودتنا أن تنعكس فيها إفرازات الأزمات على أداء الفريق وتبعده عن التتويج.. فالتلال في تلك السنوات أشبه بقمر في ليلة غائمة حيث يبدو في الافق منيراً، ثم ما يلبث أن يتوارى خلف السحب المظلمة والمكفهرة.. ولكنه غير تلك العادة في الموسم الماضي وأسعد جماهيره ومحبيه، وفاز بدرع الدوري، وهو ما جعل أخيلة التلاليين تنسج الأحلام الوردية، وتبصر مستقبلاً جديداً بالنادي وتعود بالصورة إلى أيام السلطنة والهيمنة.. ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث ففي أول جولة للدفاع عن لقبه وأول أختبار للعودة الحميدة سقط التلال، في طرافة توحي بتمسكه بعادة حليمة ليست القديمة بل الحديثة.

الإدارة التلالية شعرت بخطورة الموقف، وعالجت ما باستطاعتها معالجته، حيث غيرت الجهاز الفني وكلفت الكابتن شرف بتدريب الفريق الأول، وكان الشرف المحفوظ محظوظاً وأخرج النادي من بين ركام السحب إلى الاشراق من جديد، حيث استطاع أن يعيد التوازن للسفينة التلالية لترسو على شواطىء البرونز.. وإلى هنا كان ينبغي أن تنتهي مهمة شرف، لأن البطولة العربية للأندية ليست عادية، والانتكاسة فيها متوقعة، نظراً لمستوى الفريق في الدوري ومكانة الكرة الجزائرية، وسيتحول المادحون له إلى جلادين يمطرون جسده بالنظريات والتحليلات.. مع أن المنطق في الابقاء عليه لقرب موعد المباراة ولكن ذلك لا يمنع من الاستعانة بمدرب خبير أجنبي تكون البطولة محطته الأولى لتقييم اللاعبين وبداية الإعداد للموسم القادم.

التلال يعيش الآن أفضل حالاته.. إدارة نموذجية فاعلة وداعمة.. توليفه من النجوم الصاعدة والواعدة.. وحظ لأول مرة يطرق باب القلعة الحمراء منذ سنوات.. ولم يبق غير المدرب الخبير الذي يستطيع أن يعيد التلال إلى سابق عهده، ويخلصه من برج نحسه إلى الأبد.. مدرب يحقق ما يدور في أذهان وأحلام التلاليين.. مدرب يستخرج الذهب من مناجمه في مدارس كريتر وحاراتها، فلا يعقل أن يكون التلال أحد أكبر الروافد الأساسية للمنتخب الوطني سابقاً عاجزاً عن إيجاد أحد عشر لاعباً من أبنائه يحملون الراية الحمراء، فالتلال يريد مدرباً يقدر المواهب ويعمل لما هو أبعد من بطولة خاطفة.. باعتقادي أن الإدارة اليوم معنية قبل أي وقت آخر بتحديد معالم وترسيخ قواعد تلال الماضي المجيد والمستقبل المشرق .. تلال الأحلام وضالة الإدارة هي المدرب الذي ينبغي أن يحسنوا اختياره، وليكن شرف محفوظ هو المساعد الذي يعينه في مهمته والتلميذ الذي ينهل من خبراته كبداية لمسلسل التكريم الضائع.

احترام رأي الآخرين ضرورة ولكنه لا يمنع من طرح الآراء المخالفة وهي قاعدة ساقتني لكتابة موضوعي.. ووفق الله التلاليين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى