صافرات بعض الحكام الهستيرية

> «الأيام الرياضي» شريف فوز:

> الكثير من جماهير كرة القدم يتصورون أن التحكيم عملية مكملة للمباريات، بل إن البعض يعتقد أنه إذا ما توفر لنا عدد من اللاعبين المهرة الموهوبين بالإضافة الى عدد من المدربين المتميزين بالفكر الكروي الراقي الحديث، سيكون ذلك عملية مكملة للمباراة، لكن في الحقيقة أن التحكيم هو بمثابة الحجر الكريم الذي يوضع في فص الخاتم والذي بدونه يصير الخاتم قليل القيمة، حتى ولو كان من الذهب الخالص، فالتحكيم هو عقل المباراة، بل هو عقل الكرة أصلا، وهو القانون واللائحة وخطوط الانضباط والعدالة على أعلى مستوى دولي، وبصرف النظر عن كون الحكام العصب الرئيسي في وضع قوانين اللعبة وتنفيذها عملياً، فإنهم إلى جانب ذلك وبعد ذلك وفي كل حين رمانة الميزان داخل الملعب.. انهم عقل الملعب وقاضيه العادل.. لذا فالحكم عنوان فشل المباراة أو نجاحها قبل قيامها.. ونحن ما إن نسمع اسم الحكم حتى نعرف على الفور هوية المباراة التي سنشاهدها.

إن قيمة الحكم ليست في قدرته على الجري وراء الكرة ومزاحمة اللاعبين وتعويقهم عن الاداء، ولا في سهولة استخدامه السلطة المخولة له باعتباره سيد الملعب برفعه للبطاقات الصفراء والحمراء، ولا في الجهامة والتكشير والترصد مما يثير عصبية اللاعبين، ويؤدي إلى ارباكهم، ثم وقوعهم في الاخطاء بصورة متكررة لمجرد أن شخصية الحكم غامضة مقفولة مستفزة تفترض في الجميع الرغبة في الخطأ.. مثل هذا الحكم هو الذي يصيب المباريات بالركود في أحسن الاحوال، لأنه بدون داع كبت روح اللاعبين، وعطل مفاتيح ابداعهم، او يصيب المباراة بمرض الهزال وكأننا نتفرج على مبتدئين، رغم أن الفريقين من عتاة اللاعبين، ولكن غباء بعض الحكام يفسدها ويربك صفوفها ويعكنن مزاج اللاعبين، وليس صحيحا أن المدربين يتحاملون على الحكام لتخطي فشلهم.. نعم هناك من يفعل ذلك، ولكن اذا كان الحكم يتصور ان الجهامة والتكشير والملاحقة بالعين الحمراء، والتهديد الشفوي سيخيف اللاعبين ويضبط المباراة فهو واهم، واذا كان الحكم ضعيف الشخصية سيفعل ذلك متوهما انه بذلك يسد فجوات النقص في شخصيته، ويعوض عدم قدرته على الحسم والتقدير لاصدار الحكم الصحيح، فهو إنما في الحالتين يتحول من رجل رصين أمام مقود المباراة إلى مجرد مراقب يترصد أي خطأ حتى ولو كان تافها أو غير مقصود ليثبت من خلاله قوة شخصيته، فويل للمباراة من حكم كهذا مصاب بهستيريا الصافرة التحكيمية التي لا تجعل الاقدام او الرؤوس تهنأ بلمس الكرة، فيصادر الجمل التكتيكية في عز اكتمالها.

ان الصافرة الهستيرية في حوزة أي حكم ضعيف الشخصية ترتكب الفاولات الفادحة فتضر بسير المباراة وتناغم الاداء فيها.. ولهذا فإن بعض مدارس التحكيم تحبذ أن يمسك الحكم بصفارته بيده، ولا يبقيها في فمه على الدوام حتى لا تنطلق بغير قصد فتخلق مشكلة الجميع في غنى عنها.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى