في احتفائية الإثنينيين الخاصة بتكريمه والحديث عن الملامح الإبداعية في تجربته القصصية .. الغربي عمران: قدوتي المقالح ببساطته الجميلة

> «الأيام» رياض السامعي:

> تواصلاً لفعاليات منتدى الاثنين الثقافي والأدبي نظم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين - فرع صنعاء الاثنين الماضي احتفائية تكريمية خاصة بالأديب والمبدع القاص محمد الغربي عمران شارك فيها العديد من الأدباء والنقاد الذين تحدثوا عن أهم الملامح الإبداعية التي شكلت تجربة الغربي عمران القصصية.

وفي الاحتفائية قال محمد القعود، رئيس فرع الاتحاد بصنعاء إن الغربي عمران قاص وروائي وإنسان قبل كل شيء وإن من يعرفه يرى أنه ملحمة حياة من الإنسانية مشيراً أنه خلال السنوات العشر الأخيرة فرض اسمه كقاص متميز في الساحة اليمنية وفرضت إبداعاته نفسها على المستوى العربي. وأشار إلى أن الغربي عمران يتمتع ببساطة جميلة وقريبة من الناس وعرك الحياة بشكل كبير وأن أهم ما يميزه على المستوى الإبداعي هو التقاطه للتفاصيل الصغيرة التي تدور داخل المجتمع برؤية عميقة ولغة قريبة من الناس.

من جانبه قال الناقد هشام سعيد شمسان إن مجموعة الشراشف القصصية الأولى للغربي عمران التي صدرت عن اتحاد الأدباء والكتاب العرب العام كانت فاتحة الكتابات السردية في اليمن بعد مجموعة القاصة هدى العطاس التي شهدت بعدها توقفاً ليفتح الغربي هذا النمط من الكتابة السردية والتي تلتها كتابات سردية كثيرة في اليمن.

وتحدث شمسان عن علاقته بالغربي ومجموعة من الأدباء في استراحة النخيل والتي شكلت فاتحة مشاريع ثقافية انطلقت من ذات المكان وكان الغربي عمران دائماً ما يرى بضرورة وجود متنفس للسرد اليمني وتم تأسيس نادي القصة اليمنية (المقه) وانطلق الغربي إلى ذلك من إحساسه بأن الشعر يأخذ كل شيء فأعلن إطلاق أول مشروع يهتم بالقصة ولم يكن يهدف إلى مجرد الاسم فقط ولكن عمل على نشر أعمال أعضاء نادي القصة بعد أقل من عام على تأسيس النادي.

وحول تجربة الغربي عمران الأدبية قال الناقد هشام سعيد شمسان إن أكثر من (90) نصاً سردياً، أبدعها القاص محمد الغربي عمران، خلال ما يقارب عشر سنوات وضمتها خمس مجموعات هي على التراتب «الشراشف 1997» و«الظل العاري 1998» و«حريم أعزكم الله طـ2 2001م» و«ختان بلقيس 2002م» و«منارة سوداء 2004م».

مضيفاً بالقول:«ولعل المتتبع للتجربة السردية لهذا القاص، سيدرك كيف أنه استطاع، وخلال هذه المدة الزمنية أن يبني لنفسه مناخاً إبداعياً، ومعمارياً خاصة أهله لاعتلاء (مئذنة) القص الواقعي الحديث في اليمن والذي يتخذ من البيئة اليمنية، وخصوصياتها مادة نشطة تستوعب الوقائع، وتستحضر طاقات الانفعال الكتابي بتلقائية قلّ نظيرها.. وبسبب من هذا التوظيف لتعالقات الواقع، ومحاولات استيعاب مفرداته، وتحولاته اليومية فإن اللغة قد تنزل لديه عند درجة الصفر أحياناً، عندما تغوص في التداولية الحياتية بحيث تتمحور تلك التداولية في بنائيات تتنوع، بين ما هو ذاتي، وما هو حسي، وبين ما هو روحي، وما هو يومي وعام، لذا لا غرابة ونحن نجد نصوصه تتشح بحمولات متزاحمة حيث الدين والجنس والمرأة الشرشف (بمحموله الرمزي) والفقر والشعوذة والثأر والعنوسة والعقم والعجز الجنسي والقات.. الخ».

وأشار أن الغربي في يومياته التداولية نراه يستلهم معظم معطيات الواقع متجولاً عبر الأماكن المألوفة من شوارع وأسواق وأزقة وحارات وجولات فقصصه تتسكع في التحرير وباب اليمن والزبيري وحدة وباب شعوب وعصر وهبرة والصافية وباب السباح وشيراتون وتدخل الاتحاد والعفيف.. كما تسافر بنا متنقلة ما بين ذمار وصنعاء والحديدة وعدن والضالع.. وغيرها.. كما تتعاطى قصصه مع كائنات ثانوية كالصراصير والكلاب والسحالي والقطط والعناكب والأبقار وغيرها، بل وقد يشرك أصدقاءه- بأسمائهم الحقيقية- متعة السرد فنجد: زيد الفقيه وعبدالله علوان وعلوان الجيلاني ومحمد هيثم والقعود والأهدل.

زيد الفقيه بدوره تحدث عن العلاقة التي ربطته بالغربي عمران منذ السنوات الأولى التي بدأ فيها كتابته القصصية وبدايته للنشر وتحدث عن ذكريات جميلة في حياة الغربي عمران وزيد الفقيه اللذين ذابا في شخصية واحدة مستعرضاً عدة محطات وذكريات عاشاها سوياً منذ لقائهما الأول في جامعة صنعاء وكانا حينها طالبين في مقاعد الدراسة.

سامي الشاطبي تناول في حديث له قصة منارة سوداء وقال إنها قصة غريبة لكنها قدمت رؤية جديدة تعاكس المفهوم السائد والمتعارف وغنية بالمفردات الإبداعية وبها تلاقح مفرداتي عجيب مستعرضاً قدرة الكاتب والقاص الغربي عمران التي جمعت في لا وعيه اتجاهات كثيرة.

وأكد أن القصة شكلت حضوراً كبيراً في تصحيح كثير من المفاهيم المغلوطة التي تسيطر على العقول متناولاً في السياق ذاته الحياد الإيجابي للكاتب داخل القصة مقابل جبهات ثلاث فتحها الكاتب كرؤية جديدة للكتابة داخل نصه، وأشار إلى الحضور الرمزي للمرأة داخل هذه القصة بالتقاطات نصية متميزة وإبداعية شكلها الكاتب في لا وعيه الإبداعي.

القاص والكاتب محمد مثنى قال إن الغربي عمران كاتب من الطراز الأول في القصة في اليمن كونه يكتب القصة بكل معاني الكلمة وبكل وعي. وقال عندما بهتت الكتابة القصصية عندنا جاء جيل جديد ليتسلم الراية ويأتي الغربي عمران على رأس هؤلاء وأنه معاصر ويعيش واقعه في الداخل والوطن العربي وملابسات العام وتعقيداته.

الشاعر والناقد فارع الشيباني قال إن الغربي عمران وهو يتحدث عن المنارة ذلك ما يعني أنه لم يكن نصوصياً ولكنه كان مكاشفاً لحقائق «تدلس وتكولس» خارج مفهوم العنوان فهو كان راصداً للأشياء بفوضوية الطفل الساكن داخل العربي عمران غير أن هناك تراكماً تصورياً ناقداً يحدث مغايرة في المشاع الأدبي وفي هذا الرصد تفعيل القصة القصيرة والذي كان مغيباً تحت وطأة الشعر الضاغط على كل فن.

وأوضح أن الغربي عمران مع مجموعته القصصية (شراشف) كان مشروعاً لتحريك الجامد والمغيب لدور المرأة لكن تلمسه لقضايا أخرى التقطها من خلال تجارب قاسمته أشواقها في الصحراء وهو يهم بالسفر إلى المهجر لاقتناص عيشه الذي يؤمن ببقاء كرامته.

من جهته قال الغربي عمران في ختام الاحتفائية: «كلنا نسير على خطى محبة الحرف ومحبة الإبداع وكلنا نتعلم من بعضنا البعض»، مشيراً أن المبدع لا يهمه الملبس والبيت الفاره ويحب أن يكون نظيفاً وقريباً من قلوب الناس. وأوضح بالقول:«كما حلمت بكتابة القصة!! أحلم بكتابة الرواية أحلم أن يكون المبدع في بلدي مختلفاً!! مثل أحلامه في حياته ورؤاه نحو الإيجاب والإبداع والجمال.

وأشار الغربي إلى أنه كتب (الشراشف) بكشل متـأثر بمحمد عبدالولي والأدب الروسي وكتب (الظل العاري) وقد تمرد نوعاً ما وخرج عن المألوف في مجموعاته التي صدرت بعد ذلك. منوهاً أنه يكتب وعنده قناعة تامة وإيمان أن الواقع «أكثر تفسخاً مما نكتب وبأننا حولنا كل شيء جميل إلى تفسخ وقبح».

وقال:«أعلم أن كل منا يخبئ الكثير داخله.. في حياتنا أشياء كثيرة وأسرار كثيرة فلماذا نتحدث عن أنفسنا وحياتنا بغير ما بداخلها».

مضيفاً «لماذا لا نعيش حياتنا بكل بساطة.. حياتنا كتاب.. أنا قدوتي الدكتور عبدالعزيز المقالح فلو درست المقالح وعرفت طفولته وأشياء كثيرة عنه ستجده قدوة جميلة.. وقدوتي الدكتور سلطان الصريمي هذا الرجل الذي لو درست حياته تجده إنساناً بسيطاً.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى