القلق عدونا رقم واحد

> «الأيام» د. جواد حسن مكاوي:

> ملايين من البشر في هذا الزمان يزعجهم عدو غامض يفتك بالفرد فتكاً مثل الأوبئة الخبيثة .. إنه القلق.. ويؤكد كثير من الأطباء أن القلق يسبب أي مرض عضوي، وحتى إذا لم يسبب مثل هذا المرض فإنه ينهك القوى ويفسد النشاط ويسيء إلى الجسم وصحته ويجعل الحياة لا تطاق.. فهو موجود في نفوسنا وهو غالباً من صنع خيالنا، فإذا أمكننا معرفة كيف نراقب طرائق تفكيرنا كان بالإمكان وضع القلق في موضعه.

ينبغي لنا النظر إلى القلق على أنه مظهر من مظاهر القوة العصبية وهي قوة كامنة فينا وهذه القوى لا تؤذينا إلا عندما نوظفها في مشاكل وقضايا من خيالنا.

وإذا وضعنا لائحة بالأمور المحسوسة التي تقلقنا وذلك عندما ندونها حبراً على ورق يتبين لنا أن الكثير منها غامض وتافه، وهذا تقدير للأمور التي تقلق أغلب الناس، أشياء لا تحدث مطلقاً، وأشياء جرت في الماضي ولا يمكن تغييرها ولو ظل الإنسان يقلق أياماً وأعواماً، ولن يضر الإنسان إلا نفسه.

إننا عندما ندرس بإمعان مخاوفنا وأسباب قلقنا ونزنها بميزان العقل والمنطق والواقع نرى أن هناك مجالاً لازالة الكثير منها فكم من أمر نخشى وقوعه يشلّ منا كل حركة وكل تفكير، ولا يحدث، وإن حدث فنادراً جداً، والقلق لا يقضي على الحزن واليأس والكآبة التي يمكن أن يخبئها لنا الغد بل يمتص منا سعادة اليوم الذي نعيشه.

ولا أجد فلسفة تعالج القلق سوى هذه الحكمة «لا تفكروا في الغد، فالغد يفكر بكم» ولا يمكن لإنسان يستمتع أن يعذب نفسه بنفسه، فإذا أخذنا بهذه المشورة العلمية هنا يمكن أن ننجو من القلق .. عدونا رقم واحد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى