البارونة تدعو لتحرير منظمات المجتمع المدني من التبعية الحزبية

> صنعاء «الأيام» عبدالفتاح حيدرة:

>
البارونة نيكلسون ونتربورن
البارونة نيكلسون ونتربورن
قالت البارونة نيكلسون ونتربورن، رئيسة بعثة الاتحاد الأوربي للرقابة على الانتخابات اليمنية، ان عملية الانتخابات التي تمت يوم الأربعاء الموافق 20 سبتمبر 2006م، سارت بشكل حسن وكانت سالمة عموما الا ان ما يؤسف له أنه كانت هناك عدد من حالات العنف التي نتج عنها خمس وفيات في حوادث ذات صلة بالعملية الانتخابية.

وكانت البارونة نيكلسون تتحدث في مؤتمر صحفي عقدته يوم أمس الأول الخميس في فندق تاج سبأ بالعاصمة صنعاء استعرضت خلاله الجوانب المتعلقة بسير الانتخابات بصورة أولية.

وفي سياق حديثها أكدت ان البعثة الأوربية زارت (340) مركزا في (16) محافظة، بينها (147) مركزا في الحضر و(193) مركزا في الريف، مشيرة الى ان التقييم الإجمالي للعملية الانتخابية حتى لحظة انعقاد المؤتمر الصحفي يتراوح بين «جيد وجيد جدا»، حيث لازال المراقبون يتواجدون ويشاهدون عملية الفرز في عدد من المراكز التي يتنقلون فيما بينها.

وقالت:«إنه في وقت كتابة التقرير والإعداد للمؤتمر الصحفي كانت المعلومات تقول ان الفرز بطيء لكنه يسير حسب القانون، وأمام اللجان المشكلة من عدة أحزاب».

وذكرت ان الوضع الثانوي للمرأة وارتفاع معدلات الأمية في البلد أثرا سلبا على العملية الانتخابية.

وقالت:«كانت هناك تقارير موثوقة تحدثت عن ضغوط مورست على المرشحين المحليين وعلى الأخص المرشحات لسحب ترشيحهن، وقد عكس الانخفاض الكبير في مشاركة المرأة كمرشحة في هذه الانتخابات نمطا واضحا وشاملا لاستثناء المرأة، حيث واجهت المرشحات عوائق أمام مشاركتهن في الانتخابات وتلقين دعما محدودا او لم يتم دعمهن على الإطلاق من الأحزاب السياسية فالأمية وانعكاسها على حكم مشاركة المرأة، واشتراط التزكية البرلمانية بنسبة 5% لمرشحي الرئاسة حرم النساء من الترشيح».

وأضافت قائلة: «رغم اننا وجدنا الحملات الانتخابية نشطة ومسالمة بشكل عام، وكان التركيز الأكبر منصبا على حملات الانتخابات الرئاسية، فقد قام المرشحون بإقامة المهرجانات الانتخابية في مختلف أرجاء البلاد، كما كان الحضور للمهرجانات العامة كبيرا ولم يكن هناك الا القليل من التقارير حول وجود قيود على اجراء الحملات الانتخابية بحرية».

وأوضحت ان نسبة المشاركة في الاقتراع كانت 58% وقد قيم مراقبو الاتحاد الأوربي ايجابيا اجراءات الاقتراع في (82) من مراكز الاقتراع التي تمت زيارتها».

وأشادت البارونة نيكلسون بمشاركة منظمات المجتمع المدني في الرقابة على الانتخابات، مؤكدة ان تلك المشاركة وسعت من شفافية العملية الديمقراطية، حيث تم منح نحو (45) ألف شخص تصاريح للرقابة على الانتخابات من منظمات غير حكومية وأحزاب سياسية.. داعية بهذا الصدد الى ضرورة تحرير منظمات المجتمع المدني من التبعية للأحزاب السياسية.

وفي ردها على استفسارات الصحفيين أكدت البارونة نيكلسون ان الانتخابات الرئاسية والمحلية في الجمهورية اليمنية شكلت تطورا مهما وايجابيا في عملية الإصلاح الديمقراطي في البلد، فعلى الرغم من بعض جوانب النقص المهمة التي رافقت تلك الانتخابات وحوادث العنف التي يؤسف لها فإن عملية الاقتراع التي جرت كانت سلمية وقيمها مراقبو الاتحاد الأوربي في معظم الحالات بشكل ايجابي.

ولدى استعراضها التقرير الأولي قالت البارونة نيكلسون:«لقد كان الخيار لدى الشعب اليمني واضحا وتمكن كلا الجانبين عموما من المنافسة بحرية في المهرجانات العامة، لقد لاحظنا عموما ان اجراءات الاقتراع تم القيام بها بشكل جيد في مراكز الاقتراع التي زرناها في أنحاد البلاد، ونقوم حاليا بالرقابة على عملية الفرز واعداد جداول النتائج قبل ان نطرح تقييمنا النهائي».

وفيما يتعلق بالجوانب السلبية التي تخللت الانتخابات اضافت قائلة:«الاستخدام الكبير لموارد الدولة من قبل الحزب الحاكم اثناء الحملات الانتخابية وانطباع بوجود الحزبية في عملية اتخاذ القرار في ادارة الانتخابات، كما انه من المهم جدا لليمن ان تعالج الوضع الثانوي للمرأة ومستويات التعليم المنخفضة التي تستثني العديد من المواطنين في هذا البلد من العملية السياسية، فالانتخابات تمت ادارتها وتنظيمها بشكل كفؤ من قبل اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء التي اتخذت العديد من الخطوات لدعم الشفافية واشراك الأطراف السياسية بما يلبي الإطار القانوني للانتخابات عموما المعايير الدولية، ولكنه يحتوي على العديد من الجوانب الإشكالية التي ينبغي معالجتها قبل الانتخابات المستقبلية، كما لوحظت بعض جوانب النقص في دقة سجل الناخبين».

وأقرت بعثة الاتحاد الأوربي في تقريرها الأولي ان جميع الأحزاب السياسية التزمت بإجراء حملات انتخابية مسالمة ولكنها تنتقد بعض الاعتقالات التي حدثت لمرشحين من المعارضة ومناصريهم.

وبشأن التغطية الإعلامية للحملات الانتخابية وصفتها البارونة نيكلسون بأنها كانت ايجابية عموما وأوفت وسائل الإعلام بالتزاماتها تجاه مرشحي الرئاسة ولكن لم يتم التطرق الى الانتخابات المحلية بشكل كبير من قبل وسائل الإعلام، وبالرغم من التزامها بالبقاء على الحياد أظهرت الجهات التابعة للدولة وعلى الأخص الشرطة والجيش دعما كبيرا للحملة الانتخابية للرئيس الحالي.

وفي اجابتها عن سؤال حول وصف الأخطاء التي حدثت فيما اذا كانت فنية أم أنها ستؤثر على النتيجة النهائية للمرشحين، أكدت البارونة نيكلسون بقولها: «إن الأخطاء هي فنية وإن 82% من المراكز كان سير العملية الانتخابية فيها بين (جيد) و(جيد جدا) وعملية الفرز الآن في مراحلها النهائية والنتائج ستعكس رغبة الشعب اليمني».

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى