الملعب الرياضي .. بطولة تلالية بـ (شرف)

> «الأيام الرياضي» عادل الأعسم:

> > أن تكون بطلا، ليس بالضرورة أن تحرز بطولة، ولكن أن تسجل موقفا بطوليا يرتقي إلى مستوى البطولة,وهذا ما فعله فريق التلال في الجزائر وبالذات على ملعب (5 يوليو) الرهيب، حيث اللعب أشبه بالمعركة وسط جحيم، بين جماهير أقرب إلى المحاربين منهم إلى المشجعين المتعصبين فقط.

- التلاليون قدموا مباراة بطولية كبيرة، رغم أنف كل الظروف والعراقيل التي جابهتهم خارج وداخل الملعب، قبل المباراة وخلالها.

- وكان نجوم التلال قاب قوسين أو أقرب الى التأهل للدور الثاني من بطولة أبطال الدوري العرب، خارج أرضهم وعلى حساب (المولودية) الفريق العريق والشهير، والعنيد جدا، الذي جاهد حتى آخر نفس ليخطف بطاقة التأهل من بين أنياب الأسد.

- والباعث على التفاؤل والأمل أن التألق التلالي جاء في ظل حالة من عدم التوازن تعيشها الكرة اليمنية، على صعيد المنتخبات الوطنية، بعد خروج منتخب الأمل من الدور الأول من نهائيات آسيا للناشئين، والعروض الضعيفة للكبار وتبدد فرصتهم في بلوغ نهائيات الكأس الآسيوية، و(مرمطة) المنتخب الأولمبي في معسكره الخارجي بالقاهرة.

- وأثبت (عميد) الجزيرة والخليج أن الكرة اليمنية قادرة على المنافسة وتقديم العروض المشرفة ذات المستوى الرفيع جدا، حتى وهو يخوض تجربة صعبة، الأولى من نوعها بالنسبة لفريق يمني، باللعب في أقصى شمال أفريقيا، حيث تحيط بمباريات كرة القدم أجواء الحرب، وليس التنافس الرياضي الشريف.

- والجميل أن وقائع المباريات البطولية التلالية أعلنت عن نفسها على ملعب (5 يوليو) مساء الثلاثاء 19 سبتمبر 2006م، عشية الانتخابات الرئاسية والمحلية، في وقت تتجه فيه أنظار العالم ووسائله الإعلامية نحو اليمن، ليقول التلال بالفم المليان، ومن الجزائر إن الإصرار والتقدم والتطور اليمني في ميدان (الديمقراطية) يصحبه ايضا إصرار وتقدم وتطور في ميادين الرياضة.

- ولا يجب أن يحزن التلاليون كثيرا على ضياع بطاقة الصعود، وإنما عليهم أن يفخروا بفريقهم الذي كان بطلا حقيقيا، وإن لم يصعد أو يحرز البطولة.. وعليهم جميعا أن يواصلوا وقوفهم الى جانب الفريق ودعمهم للحفاظ على هذا المستوى العالي وتطويره كي لا تكون (ملحمته البطولية) في الجزائر، مجرد تألق عابر وبطولة آنية، تحققت بفضل حماس وإصرار وتحدي اللاعبين وجهازهم الفني!

- الملاحظة الجديرة بالاهتمام والتساؤل لماذا قدم الجهاز الفني التلالي استقالته؟.. وهل هذا التوقيت مناسب؟.. ولماذا لم ينتظر حتى عودة الفريق ومناقشة الإدارة؟ إلا إذا كان هناك أمور أخرى يعاني منها الكابتن شرف محفوظ وزملاؤه في الجهاز الفني، ودفعته إلى الابتعاد عن الفريق وهو في قمة تألقه قبل أن يبدأ العد التنازلي لمستواه والدخول في متاهات قادمة هو في غنى عنها.

- وعلى كل حال، فإن الكابتن شرف محفوظ تصدى لمهمة صعبة في توقيت صعب وقدم للتلال خلاصة خبرته، وخدمه كـ (مدرب) بشرف وولاء وإخلاص، كما خدمه كـ(لاعب) سنوات طويلة، وقدم له عصارة جهده وأجمل سني عمره، وأزهى فترات تألقه.

- ويستحق الكابتن شرف محفوظ أن يقابله التلاليون جميعاً، الوفاء بالوفاء، ورد الجميل بالجميل، وأن الآوان - الآن وليس بعد عام- أن تكرمه الإدارة التلالية التكريم الذي يستحقه ويليق به، وتقيم له مهرجان الاعتزال الكبير بدون مماطلة أو تسويف أو أعذار أو تأجيل كي لا يكون جزاؤه كـ (جزاء سنمار)!

- ويكفي شرف محفوظ تضحية وإيثاراً أنه ترك مهرجان اعتزاله إلى حين، ولبى نداء التلال، وأنه وافق أكثر من مرة على تأجيل المهرجان المنتظر من أجل التلال، ويكفي إدارة التلال أنها تحدثت كثيراً عن مهرجان اعتزال النجم الكبير دون أن نرى أقوالها تتحول إلى أفعال .. ويكفيها أيضا أنها فرطت في احتفال (المئوية).. الذي لم نر له أثراً ولم نعد نسمع عنه خبراً.. ومبروك يا تلال!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى