قصاصات في الأدب والفن .. نجيب محفوظ عملاق الرواية العربية وشاهد عليها

> «الأيام» شوقي عوض:

> بعد حياة حافلة بالعطاء المتميز أدباً وإبداعاً في مجال الكتابة القصصية والروائية وكتابة النصوص السينمائية والسيناريو، رحل الأديب العربي العالمي نجيب محفوظ عملاق الرواية العربية الحائز على جائزة نوبل عام 88م. تاركاً وراءه ثروة حقيقية ذات قيمة أدبية وجمالية وإبداعية، كان قد بدأها منذ ثلاثينيات القرن الماضي، وتحديداً في قصة (مصر القديمة) عام 1932م تلاها بمجموعته القصصية (همس الجنون) عام 1938م.

ولم يكن نجيب محفوظ قد انحصر في كتابة القصة القصيرة، بل تجاوزها ليكتب الرواية كذلك، وأمام مواقف السياسية البريطانية والظلم والاستبداد الذي ساد مصر آنذاك حفزته هذه المرحلة السياسية لاستلهام التراث الفرعوني في الكتابة الروائية وفي نوع من الإسقاط التاريخي ليكتب لنا (عبث الأقدار) 1939، (رادوبيس) 1943، (كفاح طيبة) 1944، ليروي ضمن رواياته هذه كيفية محاربة الشعب المصري للعدوان والاحتلال الأجنبي.

ونجيب محفوظ وهو المولد في حي الجمالية بالقاهرة في (11 ديسمبر1911م) والذي أمضى جزءاً من طفولته في أحيائها الشعبية ودرس في كتاتيبها وأنهى دراسته الابتدائية في مدرسة بين القصرين، فهو أيضاً قد درس الثانوية العامة في مدرسة فؤاد الأول، وكان قد التحق في عام 1930م بجامعة القاهرة وتخرج فيها بعد أن أنهى دراسته في الفلسفة.

فنجيب محفوظ وهو الحاصل على الشهادة الجامعية(الليسانس) في الفلسفة عام 1934 والحائز على جائزة نوبل عام 1988 فقد استطاع ومن خلال ممارسته للكتابة الروئية أن ينقل الرواية العربية إلى طور إبداعي جديد مكنها من الخروج من مصاف المحلية إلى رحاب العالمية.

تمثل ذلك الإبداع الروائي لنجيب محفوظ في ثلاثيته الروائية (بين القصرين) 56م، (قصر الشوق) 57م، (السكرية) 57م وهي من الأعمال الروائية التي نال بها جائزة نوبل عام 1988.

وقد عرف عن نجيب محفوظ أنه كان ينوي التخطيط للكتابة عن مصر الفرعونية والتاريخ المصري القديم بصورة روائية إلا أنه أشار وعند انتهائه من كتابة ثلاثيته الشهيرة والتي قال عنها بأنه قد انتهى من كتابتها قبل قيام ثورة يوليو 52م في مصر.. وبهذا يكون قد تخلص مما كان يخطط له في مشاريعه الروائية بحكم أن ما كان ينوي تغييره بالإبداع تغير بالثورة.

لهذا فقد تحفز وكتب رواية (أولاد حارتنا) التي نشرتها له صحيفة «الأهرام» كاملة، كما توالى نشر أعمال رائد الرواية العربية العبقري إلى أكثر من (سبعين) عملاً إبداعياً توزع ما بين الكتابة الروائية والقصصية وأعمال إبداعية أخرى.

وعلى مدى (95) عاماً من العطاء والإبداع جسدت عمق معنى حب نجيب محفوظ للإبداع الروائي على وجه الخصوص والتغيير والثورة الإبداعية والاشتغال المستمر في الإبداع الروائي والقصصي وكتابة النصوص السينمائية والسيناريو بشكل عام وبقية الفنون الإبداعية الأخرى، ووثقت وبما لا يدع مجالاً للشك لبعض الجوانب السياسية والاجتماعية وفي مراحل مختلفة لحياة المجتمع المصري وعلى مدى سنوات طوال، ظل خلالها نجيب محفوظ مبدعاً روائياً وكاتباً متميزاً عرفه القاصي والداني في الريف والشارع المصري ونجوعه.. بدءًاً من كتابته الرواية التاريخية والواقعية والرمزية وانتهاءً بكتابته بالواقعية السحرية والاشتغال بعوالم الفانتازيا.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى