> يعود إلينا شهر رمضان الكريم لنواصل مسيرة الكلمة الجريئة والمسيرة الديمقراطية والأفكار الحرة.. يعود إلينا شهر رمضان ونحن أكثر قدرة على العطاء وعلى النجاح وقول كلمة الحق. شهر رمضان.

شهر تفكر وتحول يسعى فيه المرء إلى تطوير مستوى علاقته بالله ولم يكن أبداً شهر مسلسلات على جميع القنوات تطاردنا من الإفطار وحتى السحور ولكنه شهر اختبار للصبر وللإرادة الإنسانية.

وهذا الشهر الفضيل يقدم لنا الكثير ويجعل المرء واعياً بالفقراء وبالرحمة وبالصدق ويجعل العقل أكثر طاعة لله فهو شهر الغذاء الروحي عن طريق الصلاة والزكاة والتأمل. شهر رمضان شهر العبادة الخالصة وعودة الضمير.. العصاة أعلنوا التوجه إلى الله وامتلأت المساجد بالمصلين وهي ظاهرة نتمنى أن تستمر طوال العام ولكن للأسف بعد انتهاء رمضان يعود كل إلى سيرته.

وكأن رب رمضان ليس رب بقية الأشهر.. الدعاة في الأمة اتفقوا على أن الضمير لدى معظم الناس قد مات أو كاد يموت.. وهذا الشهر يأتي لإيقاظ هذا الضمير. ونجد الضال قد اهتدى، وتارك الصلاة صار مصلياً والمنحرف مستقيماً والبخيل أصبح كريماً والكل ملتزم بآداب الصيام والكل يرفع أكف الضراعة إلى الله داعياً أن يقبل صيامه وقيامه وتوبته وأن يغفر الله له ذنوبه.

وأعجب كل العجب ممن يصلون في رمضان ويقدمون الإحسان ويواسون الأرامل والأيتام والمساكين فإذا ما انتهى رمضان انتهى كل شيء وكأن العبادة مقصورة على رمضان دون غيره من الأشهر. علينا ألا نصوم صياماً شكلياً بل علينا بالتقوى والعبادة والطاعة لرب العالمين ومحاسبة النفس في كل حين وأن تسري الشحنة الروحية التي سرت في رمضان في كل كياننا وألا نخاف الله فقط في رمضان وأن تكون ضمائرنا حية طيلة أشهر السنة.. وكل عام وأنتم بألف خير.