متى أجهش عوض أحمد بالبكاء تأثراً بصوت أم كلثوم؟!

> «الأيام» مختار مقطري:

>
مختار مقطري
مختار مقطري
حدثني الفنان القدير عوض فقال إنه أحب الغناء واكتشف موهبته الفنية وهو طفل صغير من خلال صوت أم كلثوم، كان عمره سبع سنوات تقريباً حين استمع لصوت أم كلثوم وهي تشدو برائعتها الخالده (جددت حبك ليه)، كلمات أحمد رامي وتلحين رياض السنباطي، فأجهش بالبكاء كما قال، تأثراً بزخات الشجن العذب وغصات الألم اللذيذ وتدفقات العذاب الجميل والحزن الملتاع والأمل الحلو في نبرات صوتها الرخيم وهي تؤدي رائعتها هذه (جـددت حبك ليه) فتتجاوز إلى آفاق عريضة حدود الأداء الممكنة في الغناء العربي.

ودون شك، لم يبك عوض أحمد تأثراً بكلمات ومعاني الأغنية، فهي أغنية عاطفية، والطفل الصغير هيهات أن يفهم معاني الهوى والعشق لأنه لم يبتل بعد بالحب ولم يجرب ألم الفراق، ولكنه تأثر بصوت أم كلثوم فبكى فصوتها- دون شك - لامس مشاعره الدفينة، ومشاعره المثقلة بالأسى حينذاك ولم يزل طفلا صغيراً، لأسباب أخرى لم يفصح عنها ولكني أتكهنها، ولم يكن العشق من بينها بطبيعة الحال.

أم كلثوم
أم كلثوم
على أن ذا كل موهبة فنية متبرعمة أسرع الناس إلى الرغبة في التعبير عن مشاعره الأولى فرحة كانت أو حزينة، فإذا ما نضج فنياً سعى للتعبير عن مشاعر الناس، ومن الواضح أن عوض أحمد أدمن عشقه لأم كلثوم ولم يبرأ من هذا الإدمان إلى اليوم فكثير ما سمع يشدو بأغنياتها في جلسات خاصة وهو في حالة تأثر شديد وتجلٍ محلق، وإلى جانب أساتذته من الفنانين والشعراء الكبار الذين تعهدوا موهبته الفنية الكبيرة بالرعاية والتدريب مذ كان طفلاً صغيراً وبالأغاني الجميلة التي صاغوها لصوته المخملي الفريد فأسعدنا بها ومازال قادراً على إسعادنا بأخرى لولا إغلاق الأبواب في وجه كل موهبة حقيقية وصاحب مشوار طويل حافل بالعطاء الجميل، إلى جانب هؤلاء استمر عوض أحمد في تعلم الغناء في مدرسة أم كلثوم ولذلك امتاز غناؤه بالصدق والرقي في الأداء والميل إلى التطريب والإحساس المرهف بالمعاني في القصيدة و الجمل اللحنية في كل لحن غناه منذ بلوغه مستوى النضج الفني، ثم ذلك التنويع البديع في أدائه للجملة اللحنية الواحدة.

بقي أن أشير لفناننا القدير عوض إلى أن حديثه معي عن تأثره وهو طفل صغير بأغنية أم كلثوم (جددت حبك ليه) قد كشف عن عمره الحقيقي، فهذه الأغنية الخالدة من ضمن الروائع التي قدمتها أم كلثوم في العام 1958م، فأرجو ألا يكون من الفنانين الذين يحرصون على كتمان عمرهم الحقيقي، وكم أتمنى لو كان صادقاً في إشارته إلى أن عمره حينذاك كان سبع سنوات.. فمن يدري؟ لعله لم يشأ أن يذكر لي صراحة عمره الحقيقي حين أجهش بالبكاء متأثراً بصوت أم كلثوم وهي تشدو برائعتها (جددت حبك ليه).. ولعل الطفل الصغير الذي بكى كان عمره أكثر من سبع سنوات.

أطال الله في عمر فناننا القدير عوض أحمد ليسعدنا أكثر بفنه الجميل.. آمين يارب!!

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى