> تواصل الاهتمام الإعلامي بالانتخابات الرئاسية والمحلية اليمنية، التي أجريت الأربعاء الماضي. وأجمع العديد من هذه الوسائل على أن ما شهده اليمن يوم الأربعاء مثل حدثا ديمقراطيا ناجحا وفريدا في منطقة الشرق الأوسط، اتسم بالشفافية والنزاهة، ومن شأنه الدفع بالتجربة الديمقراطية في اليمن نحو آفاق أكثر إشراقا وديناميكية.

وجاء في تحليل لموفد الـ(بي بي سي):"الانتخابات اليمنية مثلت في رأي الكثيرين في اليمن من حزب حاكم ومعارضة خطوة حقيقية على طريق الديمقراطية."

وذكر التحليل، انه"بعيداعن المماحكات الحزبية بين المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة المجتمعة في اللقاء المشترك، فقد لمست خلال رحلتي لليمن نقاشا جديا حول جدية الممارسة التجريبية للديمقراطية في اليمن.

ونقل الموفد عن الكاتب والمثقف اليمني الاشتراكي المعروف عبد الباري طاهر إقراره "بأن اليمن شهد بالفعل تجربة ديمقراطية من حيث حرية التنافس ووقوف أجهزة الدولة الإعلامية على الأقل موقفا محايدا خلال الحملة انتخابية". وركز تقرير موفدة إذاعة (صوت العرب) إلى صنعاء، على الإشادة الأوروبية والأمريكية بالانتخابات الرئاسية والمحلية التي أجريت في اليمن الأربعاء الماضي.

وذكر التقرير: ان "التجربة اليمنية أحدثت ردود فعل على المستوى العالمي فقد أشادت وزارة الخارجية الأمريكية بسير الانتخابات الرئاسية والمحلية، وقالت إن الاقتراع جرى بطريقة سلمية ومنتظمة دون أي ترهيب، أما المفوضية الأوروبية فقد أشادت بالنجاح الكبير الذي أفرزته الانتخابات الرئاسية والمحلية في اليمن وبالنزاهة والشفافية التي اتسمت بها .

وأكدت أنها تعتبر خطوة هامة وصعبة في الحياة الديمقراطية ، وقد قيمت بعثة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات الرئاسية والمحلية في الجمهورية اليمنية تقييما عاليا ما صار للانتخابات وانضباطها وفقا للقانون .

ونقلت موفدة "صوت العرب" عن تقرير أولي أعلن في مؤتمر صحفي بالعاصمة صنعاء قوله: "إن الانتخابات الرئاسية والمحلية تمثل إنجازا كبيرا للتطور الديمقراطي ووضعت للمرة الأولى في المنطقة رئيس دولة في وجه تحدي حقيقي أمام صناديق الاقتراع، مؤكدة أن الانتخابات كانت تنافسية مفتوحة وحقيقية، وتعد فريدة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط."

موقع (إيلاف) الالكتروني نشر حوارا مع نائب السفير الأمريكي بصنعاء نبيل خوري، والذي جدد خلاله تأكيده أن "الانتخابات اليمنية هي الأنجح في الشرق الأوسط" .

وأشاد خوري، بما وصفه "العقلانية التي اتسم بها الشعب اليمني وحرصه على إنجاح تجربته الديمقراطية."

وعن تقييمه لمسار العملية الانتخابية في اليمن، قال نائب السفير الأمريكي: "بشكل عام الانطباع الأول أن هذه الانتخابات ممتازة ومرت بنسبة قليلة ومعقولة من العنف. مرت بدون أعمال غش أو تحريض أو تخويف أو ترهيب... كانت هناك أخطاء سجلت وخصوصا في الأرياف وليس في المدن."

وفيما أشار إلى أن تقارير المراقبين الدوليين، بمن فيهم مراقبو المعهد الأميركي الديمقراطي، "لم تأت كلها بعد وستأخذ بعض الوقت لدراستها"، استدرك قائلا: "بمراقبتي الخاصة وباجتماعي بمراقبين أميركيين وأوروبيين، فإن الانطباع السائد بان الأخطاء كانت ضمن الحدود المعقولة والمقبولة في منطقة كاليمن في إطار الشرق الأوسط، وأن الانتخابات إجمالا تعتبر ناجحة والتنافس كان جديا، والانتخابات هذه أحسن من كل سابقاتها في اليمن... وهي من أحسن وأنجح الانتخابات التي عقدت إلى الآن في الشرق الأوسط."

وحول الخيار الذي كانت تفضله واشنطن لرئاسة اليمن، قال الدبلوماسي الأميركي، ما كنا نريده في اليمن هو الحاصل حالياً كترسيخ اللعبة الديمقراطية على قواعد مشتركة تكون مقبولة بين الأحزاب وعلى أساسها يتم التنافس الحر النزيه بقبول الطرفين لنتيجة هذا التنافس مهما كانت.

وشدد خوري على أن "هذا هو ما نريده لليمن وما نعمل من أجله وندعم المؤسسات غير الحكومية كالمعهد الديمقراطي وغيره ونساعد على بناء هذه المؤسسات في اليمن، وما رأيناه حتى الآن هو أن هناك تقدما ملموسا في هذا الاتجاه."

إلى ذلك وصف تقرير موفدة وكالة الصحافة الفرنسية (ا ف ب)، الانتخابات اليمنية بأنها "تجربة عربية نادرة".

وجاء في التقرير: "رأى محللون ان الانتخابات الرئاسية اليمنية التي فاز بها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، بعد ان واجه لأول مرة منافسا جديا، مثلت حدثا نادرا في العالم العربي."

ونقل التقرير عن (روبير بورووز) الذي ألف العديد من الكتب عن اليمن قوله: "إنها المرة الأولى التي يكون اليمنيون فيها إزاء بديل حقيقي" للرئيس صالح.

وأضاف "بورووز"، إن الوصول إلى الديمقراطية يأتي ضمن مسيرة تدريب حقيقية.

وهذه الانتخابات الرئاسية هي خطوة في اتجاه ديموقراطية مكتملة الشروط".

ومضى يقول:"بالطبع وبالمقارنة مع باقي الدول العربية وخاصة دول الخليج، يمكن اعتبار التجربة اليمنية تجربة ديموقراطية رائعة" غير انه أضاف انه لا يزال هناك درب طويل لا بد من قطعه في هذا الاتجاه.