مواطن:الكارثة تدل على عدم إلمام رجال الإطفاء بوسائل الإنقاذ وطرق إطفاء الحرائق

> عدن «الأيام» فردوس العلمي

>
العمارة الكائنة في منطقة الخساف بمديرية صيرة
العمارة الكائنة في منطقة الخساف بمديرية صيرة
توفي عشرة أشخاص بينهم أربعة أطفال نتيجة للحريق الذي شب بعد منتصف ليل أمس الأول الإثنين في العمارة الكائنة في منطقة الخساف بمديرية صيرة، وبلغ عدد الجرحى والمصابين نتيجة الاختناق 10 أشخاص .

وأفاد شهود عيان بأن ألسنة اللهب امتدت بشكل سريع ووصلت إلى منفذ الخروج في العمارة، والتهمت سلم العمارة الخشبي ، واضطر الساكنون إلى تسلق نوافذ العمارة من الجهة الأمامية لطلب النجدة، بينما طالت ألسنة اللهب الشقق الخلفية التي لم يتمكن رجال الإطفاء من الوصول إليها، مما أدى إلى احتراق أسرة كاملة بعد انهيار السقف عليهم، واستمر إخراج جثثهم المتفحمة حتى ساعات الفجر يوم أمس.

وأفاد الأخ خالد عياش أحد المواطنين المساهمين في عملية الإنقاذ «بأن سبب الحريق حدوث تماس كهربائي أدى إلى اشتعال النار التي التهمت العمارة بصورة سريعة، ونتيجة لعدم وجود سلالم لم نستطع محاصرة النيران». وأضاف:«أخرجنا من منزل بادقيل في فجر الثلاثاء جثتين متفحمتين إضافة إلى أن أغلب أفراد أسرة طرموم الساكنة في الشقة الخلفية راحوا ضحية الحريق، ولم نتمكن من إنقاذهم، وقد استخرجنا أثناء اشتعال الحريق خمس جثث في فجر اليوم الثاني بينهم أطفال».

وقال:«هناك العديد من الجرحى تم نقلهم الى المستشفى وهم يعانون من الحروق وآثار الاختناق بسيارة إسعاف تفتقر إلى اسطوانة الأوكسجين».

كما أكد الأخ إيهاب أحمد، من سكان العمارة المنكوبة أن «سبب الحريق حدوث تماس كهربائي أحدث أضرارا كبيرة بالعمارة، مما أعاق عملية إنقاذ الضحايا في الادوار العلوية وأدى إلى هذه الكارثة».

الاخ صابر حلبوب، من سكان الحي، قال: «وقع الحادث في حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف مساءً، واعتقدنا في البداية أن القمامة هي التي احترقت، وعندما اقتربنا من الحي شاهدنا ألسنة اللهب في الدور العلوي والعمارة بكاملها تشتعل، وكان الناس في حالة هلع وخوف ومتعلقين بالشبابيك ويصرخون طالبين النجدة». وأضاف: «قام المواطنون في الحي بتقديم المساعدات الأولية، ولكن للأسف لم نستطع محاصرة النار لعدم وجود ما يساعدنا، ولم نجد سلالم، ووصل عمال الكهرباء بعد الاتصال بهم وبعدها وصلت عربة الإطفاء التابعة للدفاع المدني، ولكن للأسف لم تكن تحمل الماء». ويقول حلبوب إن «الجيران وأبناء الحي قاموا بالاتصال بأعضاء المجلس المحلي وإبلاغهم بما حدث، وبعدها وصلت عربات الإطفاء من كل من مطار عدن الدولي، شركة المطاحن وصوامع الغلال، المنطقة الحرة والمصافي، ولكن للأسف لم يستطيعوا أن يسيطروا على النيران التي طالت الأدوار العليا في العمارة».

وبغضب يضيف الأخ حلبوب: «سبب حدوث هذه الكارثة ووفاة كل هؤلاء هو تأخر وصول الإسعاف والإطفاء». ويبكي وهو يقول :«أسرتان راحتا ضحية الإهمال والتأخر.. وتم نقل الجرحى إلى مستشفى الجمهمورية التعليمي بسيارة الإسعاف، وعندما طلبنا منهم العودة لأخذ الجرحى الآخرين طلبوا منا قيمة البترول لسيارة الإسعاف ولولا تدخل أحد الأطباء ما كانت السيارة لتتحرك من مكانها».

ومن جانبه قال الأستاذ أنور علي حزام: «إن التقصير الكبير من رجال الإطفاء وعدم الخبرة وانعدامها في التعامل مع الحرائق وعملية الإنقاذ والاضطراب في عملهم كان هو المشهد الأكثر إثارة، إضافة الى عدم تمكن رجال الإطفاء من فتح (كوين) المطافئ، ولم يتمكنوا من فتحه إلا بعد ساعتين بعد فوات الاوان وامتداد ألسنة اللهب». وأضاف: «استمر إخراج الجثث بشكل متواصل الى الساعة السابعة صباحاً.. هذه الكارثة تدل على عدم إلمام رجال الإطفاء بوسائل الإنقاذ وطرق إطفاء الحرائق ولا يجيدون غير رش المياه».

ويسترسل الأستاذ أنور حزام:«شباب الحي بذلوا جهودا حيت قاموا بعمل توصيلة من الأخشاب من بناية مجاورة إلى البناية المحترقة لإخراج الجثث المتفحمة، ونتيجة لعدم توفر نقالات تم ربط الجثث بالحبال وجرها إلى البناية المقابلة، وكل هذا بجهود شباب الحي والمواطنين».

وأكد شهود عيان أن أصوات الانفجارت تتابعت مع اشتعال النيران، وكان مصدرها اسطوانات الغاز في العمارة المنهارة.

وقال الأخ عبدالناصر الريفي، مسؤول السلامة في الشركة اليمنية للمطاحن وصوامع الغلال:«عملنا بجهود كبيرة على محاصرة النيران وإسعاف الجرحى إلى المستشفى، وكنا نعمل بالتعاون مع الأخ محمد عبده حيدر، مدير الدفاع المدني، وبهذه الجهود وبالتعاون مع الجهات الأخرى المشاركة في عملية الإطفاء استطعنا أن نحاصر النيران في العمارة، وعملنا على أن لا تمتد إلى العمارات المجاورة وحتى لا تتسبب بكارثة أكبر، خاصة وأن الحي يزدحم بالمنازل المتجاورة والمتلاصقة، ولو امتدت النيران إليهم لكانت الكارثة أكبر». وأضاف: «حقيقة هذه حادثة مؤسفة ومؤلمة نتمنى أن لا تتكرر». وأضاف: «استمرت عملية الإطفاء الى اليوم الثاني بشكل متواصل».

وفي تمام الساعة الواحدة ظهرا وصلت عربات نقل المخلفات التابعة لصندوق النظافة وفيها عشر جثث للصلاة عليها في مسجد الحي، وبعدها سار الموكب الجنائزي بصمت وبكاء وأسى وضم عددا كبيرا من أبناء الحي الذين كانت ملامحهم تدل على الأسف وهي تتساءل ألم يكن في مستشفيات المحافظة كلها سيارات إسعاف تنقل الجثث بدلاً من نقلها بعربات نقل المخلفات؟

حضر مراسم الدفن الأخوة أحمد محمد الكحلاني، محافظة عدن وخالد وهبي عقبة، عام مديرية صيرة وقائد راشد أنعم، مدير صندوق النظافة وحسن سعيد قاسم، عضو المجلس المحلي لمحافظة عدن وعدد كبير من المواطنين.

وحصلت «الأيام» على أسماء الجرحى والمتوفين.

الجرحى هم: عمر سعيد ميسري (47 عاما)، عبدالله عمر صالح (35 عاما)، دنيا عبدالله عسكر (25 عاما)، سماح عبدالرحمن صالح (24 عاما)، هلا عادل عمر(7 أعوام)، هبة عادل عمر (6 أعوام)، مها عبدالله عمر صالح (عامان)، عمر عبدالله عمر (ستة أشهر)، وسمية محسن فضل، والسيد قاسم عبدالله (80 عاما) وهو مازال مرقداً في مستشفى الجمهورية قسم العظام.. والمتوفون هم: (الجدة) صفية على سالم (70 عاما) ،(الجد) أحمد عمر طرموم (70 عاما)، (الأب) محمد أحمد عمر طرموم (55 عاما)، (الأم) هدى عبدالله (45 عاما) زوجة محمد طرموم، سمية محمد أحمد عمر طرموم (14 عاما)، أحمد محمد أحمد عمر طرموم (12 عاما)، عبدالله محمد أحمد عمر طرموم (11 عاما)، علي محمد أحمد عمر طرموم (7 أعوام)، وعمر صالح بادقيل (نحو 65 عاما) وزوجته (55 عاما).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى