نصائح نبوية (6)

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :«إن أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة من عمله صلاته فإن صلحت فقد أفلح ونجح» رواه الترمذي,في هذه النصيحة النبوية: تنويه، وتوجيه، وتنبيه.

أما التنويه فيدل على وجوب الحفاظ على هذه الفروض الخمسة لما لها من أبعاد وأعماق تبدأ في ضمير الفرد، وتنتهي في محيط الجماعة، لتشكل سياجاً يحمي الأمة من الضياع والتشرذم، ولتكون حداً فاصلاً بين الإيمان والكفر، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:«العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر» رواه أحمد والترمذي، وقال:«بين الرجل وبين الكفر أو الشرك الصلاة» رواه مسلم.

أما التوجيه فهو بإمعان الفكر والنظر، وإعمال العقل والروح، وتعليق القلب والضمير بهذه الصلاة التي تعمل على تشكيل القناعات والإرادات الفاعلة، فالمسلم أو المسلمة المحافظان على الصلاة يتعودان سلوك النظافة والطهارة بتكرار الوضوء والاغتسال يوم الجمعة، ويتعلمان دقة المواعيد والاهتمام بالأوقات، بالإضافة إلى ما في الصلاة من عناصر الوحدة والتوحيد في واحدية القبلة، ووحدة القيادة، واتحاد الحركات، وتوحد التلاوة، ومعاني الجمعة والجماعة، وروحانية الذكر والدعاء والقنوت، وأهمية التلاقي في الجامع الذي يجمع المؤمنين على اختلاف أجيالهم وشرائحهم وثقافاتهم.

أما التنبيه فيتمحور حول تصديق النصيحة النبوية السابقة للآية القرآنية {حافظوا على الصلوات} (البقرة 238) لأن الفعل (حافظ) على وزن (فاعل) يدل على المشاركة والمفاعلة والتبادل، فالمرء أو المرأة اللذان يحفظان الصلاة بكل أهدافها وغاياتها تحفظهما الصلاة وتنهاهما عن الفحشاء والمنكر، أي: من حافظ على الصلاة حافظت عليه الصلاة.

والذي «يقيم» الصلاة تستقيم عقيدته وأخلاقه ومشاعره ومفاهيمه وتصوراته وتصرفاته.. لأن «إقامة الصلاة» تعني أن تقام الصلاة وتؤسس وتترسخ وتتعمق على تقوى من الله ورضوان، وخوف من الله وإذعان وثقة فيما عند الله وإيقان. والقرآن دائماً يقول {أقيموا الصلاة} ولم يقل «صلوا».

والنموذج القبيح هو الذي «يقوم بالصلاة» ولكنه «لا يقيم الصلاة» فتكون تصرفاته هوجاء، ومعاملاته عوجاء، وسلوكياته عرجاء، فلا تنفعه صلاته، في تقويم صلاته - بكسر الصاد - فيؤذي الآخرين، فقد ذكروا للنبي المعلم صلى الله عليه وآله وسلم امرأة تكثر من صلاتها وصيامها ولكنها تؤذي جيرانها!! فقال النبي فوراً:

هي في النار.. ولذلك قيل: من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً.

وإني أوجه هنا نصيحة محبة وكلمة مودة للأخوة والأخوات الذين يؤدون الصلاة في رمضان فقط، ويتركونها بعد ذلك، فأقول:

لو قطعتم عن الله صلاتكم لما قطع عنكم رزقه، ولما حجب عنكم عطاءه، ولو لم تصلوا له لوصلكم بكرمه وبذله وفضله، ألا يستحق هذا الإله الكريم العظيم أن تستحيوا منه وأن تخشوه؟! ما لكم لا ترجون لله وقاراً؟

اللهم أعنّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك، ووفقنا لطاعتك.. آمين.

وصلى آله وسلم وبارك على سيدنا محمد وآله الطاهرين.

مدرسة بكلية التربية - جامعة عدن

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى