وتلـك الأيــام .. تأملات

> عمر محمد بن حليس:

>
عمر محمد بن حليس
عمر محمد بن حليس
من منّا لا يحتاج إلى الراحة والاسترخاء.. إلى التفكير والتدبر بما حوله وبما منّ عليه الخالق من نعم؟من منا لا يتأمل في السماء الفسيحة بغيومها.. أو صفائها، في الشمس بشروقها أو أفولها.. في السحاب والمطر.. في القمر والنجوم تجري لمستقر لها.. في البحر وزرقة مياهه وأمواجه المتلاطمة تتكسر على عاتيات الصخور.. في الجبال الرواسي وجلاميدها المتدحرجة أو الراسخة.

من منا لا يتأمل في صور النباتات المختلفة الفارعة الطول بثمارها الناضجة الخضراء.. في ألوان الازهار وروائحها العبقة الزكية..

من منا لا يتأمل في هيئة الحيوانات التي تمشي على أربع أو اثنتين أو على بطونها، التي منها المذللة للإنسان ومنها الركوب والمنافع الاخرى.. أو تلك المتوحشة المفترسة التي يأكل كبيرها صغيرها دونما رحمة!

من منا لا يتأمل في هيئة الانسان (أي إنسان) في شكله ولون شعره وبشرته.. في تقاطيع وجهه وملامح صورته ونبرات صوته ولغته.

إن كل تلك التأملات التي تمر من أمام أعيننا أو تخطر على بال كل منا تضعنا أمام حقيقة واحدة هي:

إننا جميعاً متفقون على أن خالقنا واحد لا شريك له، هو الله سبحانه وتعالى.. له نسبح وله نشكر وله نحمد وله نسجد ونحني الهامات، خيفة وتضرعاً.. هو وحده نرجوه بالعطف والعفو والحنان.. هو وحده من نلجأ اليه في السر والعلن، كباراً وصغاراً.. آناء الليل وأطراف النهار، ولا علم لنا ولا لآبائنا بالقدر المحتوم والمصير المنتظر.

وهكذا.. يجب أن نفهم وبيقين تام ومطلق ونحن نعيش في هذه الحياة القصيرة أن نسال ونكرر.. من ذا الذي ينصرنا من دون الله.. ومن ذا الذي ينزل السماء علينا مدراراً.. ومن ذا الذي أكرمنا وزيننا بزينة العقل دون سائر مخلوقاته.. وحملنا في البر والبحر؟

لذلك.. فإننا أمام كل هذه والأكثر منه، مع كل غمضة عين وفتحها.. مع كل حركة جفن.. مع كل نبضة قلب.. مع كل شهيق وزفير.. في منامنا ويقظتنا.. في قيامنا وقعودنا.. مسئولون امام الخالق سبحانه وتعالى مادامت كل جوارحنا (بلا استثناء) شاهدة علينا بما كسبت أيدينا.

نسأل ونقول: هل أدركنا قيمة وأهمية وجودنا منذ كنّا نطفة في القرار المكين، حتى إنشاءنا بهذه الصورة وهذا الخلق؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى