في اتحاد الأدباء بعدن .. تدشين البرنامج الثقافي الرمضاني بمحاضرة لأحمد صالح رابضة

> «الأيام» محمد حمود أحمد:

> دشن فرع اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين بعدن، مساء الثلاثاء الماضي 26/9/2006م بمقره في مدينة خور مكسر، برنامجه الثقافي الرمضاني لهذا العام بمحاضرة حول المخطوطات العلمية اليمنية لأحمد صالح رابضة، الاستاذ المحاضر في كلية التربية، وحضر حفل التدشين جمهرة من الادباء وأساتذة الجامعة والمثقفين وطلاب الجامعة.

وفي مستهل الحفل، ألقى الشاعر الباحث مبارك سالمين، رئيس فرع اتحاد الأدباء كلمة ضافية، هنأ فيها الأدباء والحضور الكريم بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك وبمناسبة العيد الـ 44 للثورة السبتمبرية المجيدة وقال: «إننا اليوم سعداء بأن ندشن برنامجنا الثقافي الرمضاني في مثل هذا اليوم الخالد، وبهذه الفعالية النوعية المتميزة، حول المخطوطة اليمنية في مجال الطب للعلامة عمر بن بحر اليمني ولأهمية هذا الموضوع بالنسبة للدراسين والباحثين المهتمين ارتأينا أن تتصدر هذه الفعالية النوعية برنامجنا الثقافي الرمضاني الذي أصبح تقليداً جميلاً في نشاط اتحادنا كل عام».

وقد أدار الدكتور جنيد محمد الجنيد الفعالية، مستهلاً إياها بالترحيب بالأستاذ أحمد صالح رابضة وبموضوع الأمسية الذي يتناول المخطوطة اليمنية العلمية، منوهاً بـ«ندرة الاهتمام بمثل هذا النوع من المخطوطات، والتوثيق والتحقيق لمثل هذه المخطوطات العلمية، على أهميتها الكبيرة وتطرق إلى إسهام العلماء العرب في العصور المختلفة في تطوير العلوم والجبر والرياضيات كالخوارزمي، وكانت الترجمة هي الوسيلة الرئيسية، وكالحجاج بن يوسف بن مطر الذي قام بالكثير من الترجمات، وثابت بن قرة. ومثلاً علم الجبر العربي، ودور الخوارزمي فيه، الجبر والمقابلة، ومثّل الاهتمام بالمخطوطات جانباً مهماً من نشاط المكتبات في أوروبا، التي تحتفظ بنفائس المخطوطات. وكذلك اهتمت الدول العربية بدراسة المخطوطات. كما توجد في اليمن خزانات المكتبات العامة والخاصة التي تحتفظ بالمخطوطات، مثل مكتبة (الأحقاف) في تريم ومكتبة الجامع الكبير في صنعاء. وفيها العديد من المخطوطات الدينية والتاريخية، ولكننا نلحظ غياب أو ندرة المخطوطات العلمية».

ثم تحدث الأستاذ أحمد صالح رابضة مستهلاً حديثه بالقول: «تدركون أهمية هذه المخطوطات بالنسبة للدارسين والعلماء والمؤرخين والباحثين، وصار يولى الاهتمام الكبير بالتحقيق والتدقيق لمثل هذه المخطوطات، وإذا كنا نتحدث اليوم عن إحدى المخطوطات اليمنية العلمية في مجال الطب للعلامة عمر بن بحر، لأهميتها ولندرة هذا النوع من المخطوطات العلمية، ذلك أن هذا النوع من المخطوطات والأبحاث يتطلب اهتماماً نوعياً بتشجيع البحث العلمي وإنشاء الجمعيات العلمية، على نطاق واسع، ويضاف إلى ندرة هذه المخطوطات صعوبة أو مشكلة أخرى هي تسرب العديد من المخطوطات في هذا المجال إلى مكتبات الغرب، مما ينذر بفقدان كثير من نفائس المخزونات العربية الذي يضع أمامنا كعرب مسؤولية الحفاظ على هذه المخطوطات والاهتمام بتحقيقها ودراستها.

وفي هذا الإطار أنوه بالمبادرة الكريمة لعبدالسلام نور الدين لمبادرته في جمع على العديد من المخطوطات والحفاظ عليها، وأهمية أن نبادر بإنشاء العديد من الجمعيات العلمية.. وهو أقدم قراءة في التراث الخطي اليمني في مجال الطب، فالعلامة محمد بن عمر بحر، وهو أحد العلماء الافذاذ الذين درسوا تاريخ العلوم وكتبوا موضوعات متعددة في الفقه والحديث وفي الفلك وفي الطب، ويمكن أن نعد هذا المؤلف أول مؤلف يمني في مجاله يتناول الطب الوقائي. وهو ليس علامة بل هو معلم نشأ في سيئون وتتلمذ على يد العلماء في حفظ القرآن والحديث، وتقلد منصب القضاء في مدينة الشحر ومن علماء العصر الطاهري في اليمن، وتتلمذ على يد بامخرمة والحسين بن الصديق الأهدل. والغالب على هذه الشخصية، النفس الصوفي و له ثلاثون مؤلفاً و(1000) أرجوزة حول رسالة الطب أُلفت في القرن العاشر الهجري. وله رسالة في علم (الميقات) و(البهجة في تقويم اللهجة).

ومما يثير العجب والإعجاب هو أن هناك تراثاً يمنياً في مجال الطب، نتناوله اليوم في مثل هذه المحاضرة».

ثم تناول الاستاذ رابضة ما تضمنه مؤلف بن بحر حول الطب الوقائي من فصول متعددة في المخطوطة حول العلل والأدواء والأمراض المختلفة التي تصيب الإنسان والأدوية والعلاج لهذه العلل والأمراض، «وقد تضمنت أمراض ضغط الدم وحسر البول والكلى والفالج، والشحوم وانسداد الشرايين وسبيل الوقاية منها وعلاجها، وكذلك فوائد الأغذية الطبيعية الطازجة والنباتية في الوقاية منها، وبرهنت المحاضرة على درجة الاهتمام بالطب الوقائي الذي أولاه هذا العلامة، وكان مبادراً به من خلال تأليفه هذا الكتاب».

وساد نقاش بعد ذلك شارك فيه د. مسعود عمشوش وشوقي شفيق ود. مبارك حسن الخليفة ومحمد سالم باهيصمي.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى