الاقتتال بين الفلسطينيين يولد مشاعر اليأس والإحباط

> غزة «الأيام» نضال المغربي ومحمد السعدي :

>
جانب من المتظاهرين
جانب من المتظاهرين
في الأشهر الأخيرة تعامل الفلسطينيون في الضفة الغربية وغزة مع نقص الغذاء وإنقطاع الكهرباء وعدم دفع الرواتب وصراع بين جماعات فلسطينية واشتباكات يومية تقريبا مع القوات الإسرائيلية.

والآن عندما بدا أنه لا يمكن للأمور أن تسوء عن ذلك وجد الفلسطينيون أنفسهم على شفا حرب أهلية في صراع على السلطة بين حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الحاكمة وحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني محمود عباس.

وقتل 12 فلسطينيا وأصيب أكثر من مئة في القتال الذي استمر يومين بين الفصيلين المتنافسين والمسلحين تسليحا جيدا ولا توجد مؤشرات على أن الخلاف السياسي المستمر منذ أشهر والذي يشكل جوهر العنف على وشك أن يهدأ.

وإراقة الدماء تمثل أسوأ قتال داخلي منذ أكثر من عشر سنوات عندما تأسست السلطة الفلسطينية في عام 1994.

وبالنسبة للفلسطينيين العاديين فإن هذا الاقتتال تذكرة كئيبة بالشوط الذي يتعين عليهم ان يقطعوه قبل ان تكون لهم دولة مستقلة كما أنه يأتي بينما تحتفل الغالبية العظمى بشهر رمضان شهر التضامن والسلام.

ويخشى كثيرون الخروج من بيوتهم بعد غروب الشمس بدلا من الخروج إلى الشوارع وزيارة الاصدقاء والأقارب بعد الإفطار في كل مساء.

وقال محمد عزيزي (37 عاما) سائق سيارة أجرة في مدينة غزة "إن زيارة شخص ما لا تستحق أن نخاطر بحياتنا."

وتابع قائلا "ما يحدث مشين جدا وفتح وحماس مسؤولتان,نفقد الإحساس بالأمان. هناك حريق في المنزل."

وفي الضفة الغربية التي يقطنها 2.4 مليون فلسطيني رأى السكان انهيار الأمن باعتباره الخطوة الأحدث والأكبر للانزلاق نحو إنعدام القانون ليفاقم الصعوبات الناجمة عن عدم دفع الرواتب لشهور.

وقال عماد حمايدة (29 عاما) صيدلي في رام الله "الناس ليس معهم نقود,الناس سيقاتلون بعضهم البعض مرة بعد أخرى."واضاف "سنشهد أربعة أعوام من الفوضى."

ولم يتلق غالبية 165 ألف موظف في الحكومة الفلسطينية رواتبهم على مدى سبعة أشهر بسبب قطع المعونات الدولية بعد وصول جماس للسلطة في مارس آذار الماضي.

وكان لعدم دفع المرتبات تأثير عنيف على الاقتصاد ودفع الكثيرين لبيع الحلي والذهب وغير ذلك مما توارثوه لسد احتياجات عائلاتهم.

وألقت فتح التي تقلدت السلطة لسنوات قبل فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية في يناير كانون الثاني الماضي باللائمة على الجماعة المنافسة قائلة إن ساسة حماس غير قادرين على الحكم ولا بد من تنحيهم.

وأدت تلك التوترات وفشل محاولة لتشكيل حكومة وحدة وطنية بين فتح وحماس إلى الاشتباكات التي اندلعت هذا الأسبوع.

تشييع احد القتلى
تشييع احد القتلى
وما يجعل الاقتتال الداخلي أكثر إزعاجا بالنسبة للفلسطينيين هو أنه يصرف الانتباه عن المعركة التي يخوضونها منذ 39 عاما ضد الاحتلال الإسرائيلي للضفة الغربية مما يجعلهم يبدون يائسين وعاجزين.

وقال غازي خضير (43 عاما) ويعمل سمكريا في الضفة الغربية "الاقتتال فيما بيننا أسوأ من الاحتلال الإسرائيلي... والقاتل والمقتول في النار."

وفي غزة يهدد القتال بين الفصائل بتقسيم العائلات حيث يشيع أن يكون شقيق عضو في حماس بينما ينتمي الآخر إلى فتح.

ومع استمرار تأجج التوترات قال البعض إن الحل الوحيد الآن هو حل الحكومة التي تقودها حماس واجراء انتخابات جديدة.

وقال سمير أبو زرور (49 عاما) ويعمل طبيبا في مستشفى حكومي في نابلس بالضفة الغربية "لا بد من وقف إراقة الدماء."

وتابع قائلا "الاحتلال هو الفائز الآن. والطريق الوحيد للخروج هو الانتخابات المبكرة وإلا فإن مستقبلا مظلما ينتظرنا." رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى