أزمة دبلوماسية بين الاردن وقطر بسبب موضوع خلافة عنان

> عمان «الأيام» رندا حبيب:

> قرر الاردن أمس الثلاثاء استدعاء سفيره لدى دولة قطر "للتشاور" على ما ذكرت وكالة الانباء الرسمية (بترا)، وسط توتر دبلوماسي بين البلدين نجم عن عدم تصويت المندوب القطري في الامم المتحدة للمرشح الاردني لخلافة كوفي عنان.

ولم تحدد الوكالة سبب استدعاء السفير الذي اتى في ظل توتر دبلوماسي بين البلدين نتج عن عدم تصويت مندوب قطر في الامم المتحدة لصالح المرشح الاردني الامير زيد بن رعد خلفا للامين العام للامم المتحدة كوفي عنان خلال التصويت التجريبي على المرشحين الستة في الامم المتحدة.

وقال مسؤول اردني رفيع المستوى لوكالة فرانس برس ان "السبب ليس فقط موضوع التصويت في الامم المتحدة".

واوضح ان هذا الاجراء جاء "نتيجة تراكمات منذ اكثر من سنة والعديد من المضايقات ضد المواطنين الاردنيين في قطر في مواضيع التأشيرات والاقامات وعدم تجديدها ومواقف قطر المناهضة للمواقف العربية بشكل عام".

ويعمل نحو 15 الف اردني في دولة قطر خصوصا في مجال البناء.

من جهته قال الناطق الرسمي باسم الحكومة الاردنية ناصر جودة مساء أمس للتلفزيون الاردني ان "هذا الاجراء هو اجراء دبلوماسي معروف (...) وهنالك جملة من القضايا بحاجة الى بحث، وهناك عتب".

واعرب الاردن الاثنين عن استغرابه لعدم تصويت المندوب القطري في الامم المتحدة للمرشح الاردني ، وقال جودة ان "اكثر ما يثير استغرابنا واستياءنا في هذه المرحلة هو عدم الالتزام بالقرارات الجماعية".

واضاف ان "هناك اسئلة كثيرة (...) بحاجة الى اجابة ونحن ننتظر هذه الاجابة وسيكون لنا رد على هذه الاجابة".

وكان مسؤول اردني رفيع المستوى آخر قال لوكالة فرانس برس صباح أمس الثلاثاء ان "الاردن ينظر في اتخاذ اجراءات دبلوماسية ضد قطر" من دون ان يحدد ماهية هذه الاجراءات.

وتوترت العلاقة في الايام الاخيرة بين الاردن وقطر اثر اتهام المملكة الدوحة بعدم التصويت لصالح المرشح الاردني لخلافة الامين العام للامم المتحدة على الرغم من اتفاق جامعة الدول العربية على هذا الترشيح.

وبحسب مسؤولين اردنيين فإن قطر، الدولة العربية الوحيدة الممثلة في مجلس الامن الدولي لم تكتف بعدم التصويت لصالح المرشح الاردني لكنها عملت كذلك من اجل حشد الاصوات لدعم المرشح الكوري الجنوبي، وزير خارجية كوريا الجنوبية بان كي-مون.

ويرجح ان يصبح بان (62 عاما) الامين العام الثامن للمنظمة الدولية بعدما حصل الاثنين في تصويت تجريبي على الدعم الاساسي للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي.

وكان سفير قطر عبد العزيز الناصر احد اولئك الذين كشفوا في نيويورك بأن بان حصل على 14 صوتا "مشجعا" وعلى صوت "بدون رأي" لا ينتمي الى الدول الخمس الكبرى التي تتمتع بحق الفيتو (الصين والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا).

من جانبه، اوضح مسؤول اردني فضل عدم الكشف عن اسمه "ان ما يلفت للانتباه هو الى اي مدى ذهبت قطر كي تبرهن عن نواياها تجاه الاردن".

وبحسب المسؤول فإن قطر اعتمدت "تصرفا سلبيا نحو الاردن بسبب تقارب المملكة مع المملكة العربية السعودية".

واوضح ان "لدى قطر دائما هواجس عندما تتقارب دولة عربية مع السعودية لانها تتخيل بأن هذا التقارب يتم على حسابها".

وينسق الاردن والسعودية ومصر بصورة مستمرة مواقفهم خصوصا منذ الهجوم الاسرائيلي على لبنان في يوليو الماضي.

وفي المقابل، وجهت اتهامات لقطر باعتماد موقف قريب من سوريا وايران في الاجتماعات العربية ومناقشات الامم المتحدة حول الازمة اللبنانية، حسبما افاد مسؤولون عرب.

واشارت بعض الصحف العربية الى مفارقة مفادها ان عائلة وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني كانت في حيفا ابان الهجوم الاسرائيلي وانها عادت الى بلادها على وجه السرعة بطائرته الخاصة التي طارت من دمشق. لكن هذه المعلومات لم تتأكد.

ولا ترتبط قطر بعلاقات دبلوماسية مع اسرائيل، بيد ان الدولة العبرية افتتحت فيها العام 1996 مكتبا تجاريا. وفي الدوحة اعرب وزير الخارجية القطري عن "استغرابه" أمس الثلاثاء للازمة التي سببتها عمان بشأن مرشحها الى خلافة الامين العام للامم المتحدة كوفي عنان، وأقر في الوقت نفسه بان بلاده تدعم المرشح الكوري الجنوبي.

وقال الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني لقناة الجزيرة الفضائية القطرية "اننا نستغرب ان الاخوان في الاردن وضعوا نجاح مرشحهم على قطر بالذات، فهناك ايضا 14 عضوا آخر (في مجلس الامن)، والاعضاء الخمسة الدائمو العضوية بالذات رشحوا الكوري".

واضاف الوزير الذي سئل حول استدعاء السفير الاردني من قطر للتشاور، ان هذا الاجراء "شيء يخص الاخوان في الاردن ونحن نحترم قرارهم".

واكد الوزير القطري ان بلاده دعمت مرشح تايلاند في بادئ الامر ثم مرشح كوريا الجنوبية لان الاردن تأخر بترشيح مرشحه كما قال.

واضاف "نحن كدولة قلنا لهم هذا الكلام في اجتماع الجامعة العربية، ووزير خارجية الاردن يعلم اننا اعطينا صوتنا للمرشح التايلاندي ومن بعده للكوري ولذلك لا نستطيع ان نلتزم".

وقال "ثم ان قطر انتخبت من الجمعية العامة وتمثل دولا اخرى في المنطقة ونحن لا يمكن ان نغير التزامنا بهذه الطريقة خاصة وان الاشقاء في الاردن جاؤوا في آخر وقت".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى