روسيا تقطع الروابط مع جورجيا رغم الافراج عن "الجواسيس"

> تفليس «الأيام» جاي فولكونبريدج :

>
القبض على ضباط روس بتهمة التجسس
القبض على ضباط روس بتهمة التجسس
بدأت روسيا مقاطعة لجورجيا يوم أمس الأول الإثنين بعد أن أطلقت تفليس سراح أربعة جنود بالجيش الروسي اتهمتهم بالتجسس دون ان ينجح ذلك في نزع فتيل أسوأ أزمة بين البلدين منذ سنوات.

وحث وسطاء غربيون روسيا على التراجع عن المواجهة بعدما افرجت جورجيا عن الجنود فيما اعتبرته لفتة تعبر عن حسن النية. غير أن موسكو تجاهلت المناشدات وقالت إنها ستقطع خطوط النقل بالسكك الحديدية والنقل الجوي والروابط البريدية بين البلدين.

وكان اعتقال الجنود بتهمة التجسس أجج التوترات بين البلدين. وتسعى جورجيا بقوة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي والاتحاد الأوروبي وهو ما يثير قلق روسيا التي تعتبر جورجيا ضمن دائرة نفوذها.

وقال أندريه كوكوشين السياسي البارز الموالي للكرملين للقناة الأولى بالتلفزيون الروسي "بالطبع.. (أعمال جورجيا) لن تكون بلا عواقب. يمكننا ممارسة الضغوط على النظام الجورجي بشكل شامل."

وبعد أيام من تزايد حدة الانتقادات المتبادلة بين موسكو وتفليس قال الرئيس الجورجي ميخائيل ساكاشفيلي إنه أمر بالافراج عن الجنود الروس الأربعة وترحيلهم.

وقال للصحفيين في مؤتمر صحفي "رسالتنا الى روسيا هي .. لقد فاض الكيل." واضاف "نرغب في ان تكون لنا علاقات طيبة. نود اجراء حوار. ولكن لا يمكن ان نعامل كفناء خلفي من الدرجة الثانية لامبراطورية ناشئة ما."

ويمكن لتلك القيود الروسية في حالة تطبيقها لفترة طويلة أن تضر بشدة باقتصاد جورجيا. وروسيا شريك تجاري رئيسي لجورجيا كما يعيش كثير من الجورجيين على أموال ترسل إليهم من أقارب يعملون في روسيا.

وأثارت المواجهة بين جورجيا وموسكو ردود افعال خارج المنطقة,وتحدث الرئيس الامريكي جورج بوش هاتفيا مع الزعيم الروسي فلاديمير بوتين بشان جورجيا يوم أمس الأول الإثنين حسبما قال المكتب الصحفي للكرملين.

واضاف قوله ان بوتين اكد ان اطرافا ثالثة يجب ان تتوخى الحذر من تشجيع جورجيا وهو انتقاد ضمني لدعم الولايات المتحدة للقيادة الجورجية الموالية للغرب التي اغضبت الكثيرين في موسكو.

وحث مساعد وزيرة الخارجية الامريكية دان فرايد روسيا وجورجيا على "تخفيف حدة الانتقادات" وعرض مساعدة واشنطن في حل النزاعات التي طال أمدها مثل منطقتي جنوب اوسيتيا وابخازيا المتمردتين في جورجيا.

وقال فرايد الذي كان يتحدث في واشنطن انه يأمل ان يحاول الجانبان الحد من التوترات في اعقاب الافراج عن الجنود وحث روسيا على رفع القيود التي تشمل حظرا على واردات النبيذ والماء المعبأ من جورجيا.

وقال "التصريحات اللاذعة والعقوبات والتهديدات وكل انواع السلوك الاستفرازاي لا تفيد."

ورحب منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي خافيير سولانا باطلاق سراح الجنود الروس. وقال "آمل في امكانية إعادة اقامة العلاقات الطبيعية الآن بين روسيا وجورجيا."

غير أن اطلاق سراح الضباط الروس لم يفلح في استرضاء الكرملين فيما يبدو,وقال مسؤولون إنه من المقرر قطع وسائل النقل عبر السكك الحديدية والمواصلات الجوية بدءا أمس الثلاثاء.

وأشار المسؤولون إلى ديون مستحقة ومخاوف تتعلق بالسلامة كاسباب لذلك. ولم يذكر المسؤولون موعدا لاعادة تشغيل تلك الخطوط.

وقال البرلمان الروسي أيضا إنه يعتزم التصويت هذا الأسبوع على مسودة قانون يسمح للحكومة بحظر التحويلات المالية للخارج. ومن شأن ذلك أن يمس تحويلات الجورجيين العاملين في روسيا.

وقال وزير الخارجية الجورجي جيلا بيزهواسفيلي ان الاجراءات الأخيرة لن تجعل بلاده تجثو على ركبتيها. وقال "سنبقى.. كما بقينا خلال الألفي عام الماضية."

والعلاقات متوترة بين روسيا وجورجيا منذ استقلال تفليس عن موسكو عام 1991.

وازداد تدهور العلاقات منذ وصول ساكاشفيلي وهو محام تلقى تعليمه في الولايات المتحدة للسلطة عبر ما عرف باسم "الثورة الوردية" في عام 2003 حيث بدأ السعي بقوة لانضمام بلاده لحلف شمال الأطلسي والاتحاد الاوروبي. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى