أخطاء ومخالفات شائعة في رمضان

> «الأيام» أسامة بن محمد الكلدي:

> 2) التلفظ بالنية عند إرادة الصوم كقولهم: نويت صوم يوم غد عن أداء شهر رمضان إيماما واحتسابا.. في كل ليلة من رمضان، ولا شك أن هذا ليس من السنة والنية محلها القلب.

3) التزام بعض أئمة المساجد في صلاة التراويح البدء بسورة «ألهاكم التكاثر» فما بعدها حتى آخر جزء عمّ، وفي الركعة الثانية من كل ركعتين يقرأ «قل هو الله أحد». قال الإمام الشوكاني رحمه الله: «وتخصيص صلاة التراويح بقراءة مخصوصة لم ترد به سنة» أ هـ من نيل الأوطار (3/53).

4) الإخلال بأداء صلاة التراويح، بنقرها والإسراع في القراءة والركوع والسجود والتشهد، والمشروع للأئمة ترتيل القراءة، والطمأنينة- التي هي ركن - في جميع أركان الصلاة، فبدونها لا تصح الصلاة. ففي مستدرك الحاكم وغيره عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:«أسوأ الناس سرقة الذي يسرق من صلاته» قالوا: يا رسول الله؛ وكيف يسرق من صلاته؟ قال:«لا يتم ركوعها وسجودها»(صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم «ص131» للألباني). وروى ابن أبي شيبة وأحمد عن علي بن شيبان الحنفي رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:«يا معشر المسلمين إنه لا صلاة لمن لا يقيم صلبه في الركوع والسجود» المصدر السابق (ص 132).

وصلاة التراويح بهذا الاسم مأخوذة من الراحة، وواحدتها ترويحة، سميت بذلك لأن المصلي يستريح بعد أربع ركعات منها. وإقامة صلاة التراويح نفسها فيها راحة يجد المصلي طعمها وهو يسمع آيات القرآن تتلى، وهو يناجي ربه في السجود ويدعو ويخشع، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول لمؤذنه بلال رضي الله عنه:«أرحنا بها» أي بالصلاة، وهي قرة عينه صلى الله عليه وسلم، ولنا فيه أسوة، فكيف يطيب المسلم أن يقطع على نفسه هذه الراحة، بل والإخلال بأركانها، وكأنها- عند البعض - حمل ثقيل يريد التخلص منه في أسرع وقت.

ولأن الشيء بالشيء يذكر فنلفت انتباه أرباب العمل والشركات إلى الرفق بإخوانهم المصلين فلا يشقوا عليهم ويستعجلوا منهم الحضور على حساب هذه الصلاة المباركة في هذا الشهر المبارك وما هي إلا أيام معدودات وينقضي الشهر، ويفوز الجميع - إن شاء الله - بالأجر. وإنما طال الكلام في هذه المخالفة نظراً لوجودها في كثير من المساجد وطلب المصلين بذلك والله المستعان.

5) في ذكر مخالفات تتعلق بدعاء قنوت الوتر، وهي كما يلي:

أ- رفع الصوت في دعاء القنوت عند جمل معينة، وقد قال تعالى: {ادعوا ربكم تضرعاً وخفية إنه لا يحب المعتدين} (الأعراف 55) وجاء في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، إنكم تدعون سميعاً قريباً، وهو معكم».

ب- المبالغة بتأليف أدعية خاصة واستعمال السجع فيها، وهذا من التكليف المنهي عنه والله يقول عن نبيه:

{وما أنا من المتكلفين} (سورة ص آية 86) وسمع النبي صلى الله عليه وسلم رجلاً يقول: كيف أغرم من لا شرب ولا أكل ولا نطق ولا استهل، فمثل ذلك يطل؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:«إنما هذا من إخوان الكهان» من أجل سجعه الذي سجع. رواه مسلم.

جـ - أداء دعاء القنوت بلحن القراءة، ومراعاة أحكام التجويد فيه مثل تطوير المدات، وتطنين الغنات وغيرها، وهذا مناف لآداب الدعاء من تضرع وخشوع وابتهال، لأن المقام مقام طلب واستعطاء، وأداؤه بالتلحين والترنم يخرجه عن المقصود، مع ما فيه من مشابهة الرافضة والطرقية، الذين قلدوا فيه النصاري.. وانظر (تصحيح الدعاء «ص 82-84»).

د- مسح الوجه باليدين بعد الفراغ من الدعاء، ولم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء ولا فعله السلف، كما نقله الإمام البيهقي رحمه الله في السنن الكبرى (3/56) وسئل الإمام أحمد عن الرجل يمسح وجهه بيديه إذا فرغ من الوتر فقال: لم أسمع فيه بشيء.

هـ- التأمين على عبارات الثناء في القنوات كمن يؤمن على قول الإمام «..فلك الحمد على ما قضيت ولك شكر على ما أعطيت، إنه لا يذل من واليت ، ولا يعز من عاديت..».

والتأمين إنما يكون في مواضع الدعاء لا مواضع الثناء.. وقد سئل الإمام أحمد - رحمه الله - عن قول الإمام «اللهم إنا نستعينك ونستغفرك» يقول من خلفه آمين؟ قال: يؤمن في مواضع التأمين (مسائل أحمد برواية أبي داود ص 96 برقم 475).

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى