نصائح نبوية (12)

> «الأيام» علي بن عبدالله الضمبري:

> قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:«من قرأ قل هو الله أحد، حتى يختمها عشر مرات، بني الله له قصراً في الجنة.. فقال عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) إذن نستكثر يا رسول الله،فقال النبي: الله أكثر وأطيب» رواه أحمد في المسند.

سورة الإخلاص سورة عظيمة، وثبت في الصحيحين أنها «تعدل ثلث القرآن» لأنها تدل على المعاني الآتية:

1- التوحيد الخالص لله جل في علاه.

2- نفي الشرك بجميع أنواعه.

3- نفي المشابهة والتكافؤ بين الله ومخلوقاته.

وللحافظ أبي العباس أحمد بن تيمية جزء نفيس مفيد في تفسيرها.

إن الحديث السابق، يحث المسلمين والمسلمات على إدمان وتكرار تلاوة هذه السورة العظيمة لما تحمله من معان ومضامين ومدلولات، ولما توحي به وتدل عليه من قيم روحية وبركات نفسية ووجدانية.. ولعلنا نتذكر الحديث الذي رواه البخاري وأحمد عن ذلك الصحابي الذي كان يدمن ويواظب على قراءة سورة الإخلاص في الركعة الثانية من كل صلاة، فأخبروا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال له النبي المعلم: وما يحملك على لزوم هذه السورة؟ فقال: إني أحبها..فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:«حبك إياها أدخلك الجنة».

وروى الإمام مالك- واللفظ له- والنسائي والترمذي والحاكم عن أبي هريرة رضي الله قال: أقبلت مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فسمع رجلاً يقول (قل هو أحد..) فقال رسول الله صلى الله وآله وسلم «وجبت» فسألته: ماذا يارسول الله؟ فقال: الجنة. فأردت أذهب إلى الرجل لأبشره، ثم خفت أن يفوتني الغداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ذهبت إلى الرجل، فوجدته قد ذهب».

ومن أجل تحريض المؤمنين على قراءة سورة الإخلاص وتحريك هممهم لتلاوتها ونصحهم بالموظبة عليها والاستفادة من معانيها، والاستزادة من أسرارها وأنوارها وبركاتها، لجأ النبي المعلم صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله إلى طرح سؤال استثاري تشويقي، فقال لأصحابه: أيعجز أحدكم أن يقرأ بثلت القرآن في ليلة؟ فقالوا: أينا يطيق ذلك يا رسول الله؟ فقال: (قل هو الله أحد) تعدل ثلث القرآن» رواه البخاري، وروى مسلم مثله من حديث أبي الدرداء رضي الله عنه.

ولعل في الأحاديث النبوية السابقة التي تنطوي على نصائح عظيمة دليلاً على عظيم قدر هذه السورة ورفيع مكانتها، وجزيل ثوابها، وجليل بركاتها فإن الله جل وعلا «أكثر وأطيب» كما جاء في الحديث الأول في مفتتح المقال، أي: الله أكثر فضلاً وأطيب جزاء.

اللهم جد علينا بالإخلاص في القول والعمل، وخذ بأيدينا إذا وقعنا في الزلل واحفظ عقائدنا من الخلل، وأعمالنا من الخطل، واملأ قلوبنا بالأمل.. آمين وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

مدرس بكلية التربية - جامعة عدن.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى