خصائص الصائمين

> «الأيام» عبدالقادر المحضار:

> ومما اختص الله سبحانه وتعالى به الصائم ما ورد في القرآن من فضائلهم التي قال كثير من العلماء في كثير منها إن المراد بها الصائمون، ومنها قوله تعالى (السائحون) فُسر بالصائمين لانهم ساحوا اإلى الله عز وجل أي وصلوا إليه بسبب خروجهم عن مألوفاتهم ومقاساتهم عناء الجوع والعطش.

ومنها قوله تعالى: {إنما يوفّى الصابرون أجرهم بغير حساب} قيل الصابرون هم الصائمون لأن الصبر اسم من أسماء الصوم فحينئذ يفرغ الصائم من خزائن الفضل والجود والكرم ما لا يحصيه الحساب، ولا يقدره إلا رب الأرباب، ومنها قوله تعالى : {فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون} قيل عملهم الذي جوزوا عليه بما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر وهو الصوم.

واختص الله تعالى الصائم بأن جعل حاله كله عبادة وطاعة، فهو إن صمت عن فضول الكلام في طاعة، وإن نام ليتقوى على القيام في طاعة ايضاً، روي عنه صلى الله عليه وسلم :«صمت الصائم تسبيح، ونومه عبادة، ودعاؤه مستجاب وعمله مضاعف» رواه الديلمي، ففي فطوره له فرحة الشكر وهي عبادة، وله في ذلك الوقت دعوة مستجابة، كما ثبت في الحديث : «للصائم عند إفطاره دعوة مستجابة» أخرجه ابن ماجه والحاكم وأبو داود والبيهقي، ولا يخلو أن يدخل في ذلك الوقت ضمن الذين أسعدهم الله فكتبهم من العتقاء من النار في تلك الساعة كما ثبت في الحديث النبوي: «أن الله تعالى له عند فطر عتقاء من النار وذلك كل ليلة»، رواه ابن ماجة وأحمد والطبراني والبيهقي، وسحوره بركة كما ثبت ذلك في الحديث الشريف وصومه بعد ذلك ثوابه الجنة. واختص الله الصائم بأن جعل لمن فطّره من الثواب الجزيل ما لا ينقص من ثواب الصائم نفسه، وفي سبيل إكرام من أكرم الصائم جعل هذا الثواب ولو كان على لقمة خبز أو شربة ماء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم «من فطّر صائماً في رمضان من كسب حلال صلّت عليه الملائكة ليالي رمضان كلها وصافحه جبريل ليلة القدر ومن صافحه جبريل تكثر دموعه ويرق قلبه، فقال رجل يا رسول الله أرأيت من لم يكن ذاك عنده؟ قال: فلقمة خبز، قال أرأيت من لم يكن ذاك عنده؟ قال: فقبضة من الطعام، قال أرأيت من لم يكن ذاك عنده، قال فمذقة لبن، قال أفرأىت من لم يكن ذاك عنده، قال: فشربة من ماء»، أخرجه أبو يعلى وأصحاب السنن الأربعة وابن حبان في الضعفاء.

واختص الله الصائم بأنه اذا أكل عنده جماعة مفطرون وهو يشهد وينظر لا يمنعه من الأكل معهم إلا حرمة الصيام فإنه تصلي عليه الملائكة، وأخرج أحمد والترمذي أن الصائم اذا أكل عنده لم تزل تصلي عليه الملائكة حتى يفرغ من طعامه. وفضائل الصوم مطلقاً كثيرة فمنها أن الله تعالى أضاف ثوابه إليه دون سائر العبادات فقال: «الصوم لي وأنا أجزي به»، وهو حديث صحيح ثابت، فاختص الصوم عن بقية الأعمال بإضافته إلى الله تعالى إضافة تشريف إعلاماً بأن ثوابه وصل غاية تقصر العقول عن إدراكها وأيضاً لأنه لم يتقرب إلى عز الله بالصوم لذاته. وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى