تحريم الخمر في القرآن الكريم

> «الأيام» علي محمد زين سقاف الجفري:

> في أواخر أيام عهد الاستعمار البريطاني في عدن، كثر اللغط في الحديث لدى الغوغائيين والمنحرفين، حينما تعدوا حدود الله تعالى بعلم، يريدون إخفاء الحقيقة، وكتم ما انزل الله تعالى في محكم كتابه- كي تحل عليهم اللعنة- كما جاء في القرآن الكريم. {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعدما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}. (البقرة/الآية 159). أو أولئك الذين يفتون ويفسرون القرآن بدون علم، فهم لا ريب مع الذين تجاوزوا حدود الله تعالى والعياذ بالله.. فضيلة الشيخ العلامة على محمد باحميش طيب الله ثراه، لاحظ أقاويل الذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة، فما كان منه الا أن يثب وثبة أسد عرمرم، لم يهدأ له بال ولا استقر له حال، فأخذ يصرخ بملء فيه من على المنبر وعبر أمواج الأثير من اذاعة عدن، مندداً بهذه التأويلات المغرضة ومفنداً ومترجماً لمعاني روح القرآن الكريم الذي يحرم الخمر نصاً وروحاً،لا على اجتنابه فقط، وإليكم ملخصاً لما قاله:

«كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، يتدارسون القرآن، فلفت انتباههم موضوع الخمر، حيث ذهب كل منهم يدلي برأيه واجتهاداته، بل فيما سيصيب الأمة مستقبلاً من تجاوزات خطيرة...إلخ. فأقبل عليهم النبي صلى الله عليه وسلم وجلس معهم فبادره عمر بن الخطاب رضي الله عنه: يا رسول الله إني أخشى على أمة الاسلام من بعدك أن يعتريها الجدل والفتن، بحجة أن تحريم الخمر لم يذكره بالنص كبقية المحرمات فادع لنا الله عز وجل بأن ينزل علينا بما لا يدع فجوة أو مجالاً للاختلاف..

فبينما هم في الحديث، وإذا بجبريل عليه السلام ينزل الآية الشريفة الشاملة للخمر وغيره من الأمور التي تعد من المحرمات. (قل يا محمد) {قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطاناً وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} (الأعراف/الآية 33) فهذه النصوص الخمسة أينما وجدت في القرآن الكريم، فإنها تدل وتشير إلى إعمال محرمة مطلقاً لا ينبغي معها الجدال أو تكرار التحريم.

أما بالنسبة للخمر، فإن الآية التي سبقت وهي {يسألونك عن الخمر والميسر قل فيهما إثم كبير...} (البقرة/ الآية 219 ) فهنا كلمة (الإثم) تندرج في قائمة (آية) المحرمات الآنفة الذكر». إلى هنا نهاية ملخص ما أفتى به شيخنا العلامة الباحميش. فسبحان الله يرزق بعض الناس العلم بدون حكمة، والبعض الآخر، علماً وحكمة، ولله في أرضه وسماه شؤون وشجون.

لقد دونت هذه الفتوى في قلبي وفي مفكرتي عندما بدأت نشاطي في سلك التربية والتعليم- سلطنة يافع بني قاصد- إلا أنه عملاً بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه «من علم أو تعلم علماً ولم يخرجه لأمتي، فليتبوأ مقعده من النار» فها أنذا أبرئ ذمتى ليس إلا ومن لديه من إخواننا علماء الدين رأياً مغايراً فليخرجه، فنحن الآن أحوج ما نكون إليه من التعاطي والافصاح، ومن العناية بحفظ تراث هذه الشخصية وغيرها، والله من وراء القصد.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى