في دراسة رفضها بوش .. وفاة 655 ألفاً في العراق نتيجة الحرب

> واشنطن «الأيام» ويل دونهام:

> قدر خبراء صحة عامة أمريكيون وعراقيون أمس الأربعاء في دراسة رفضها الرئيس الأمريكي جورج بوش باعتبارها لا تحظى بمصداقية أن نحو 655 ألف عراقي توفوا من جراء الحرب التي بدأت قبل ثلاثة أعوام ونصف العام وهو ما يزيد كثيرا عما كان يعتقد من قبل.

واستخدم الباحثون أسلوب المقابلات مع العائلات بدلا من احصاء الجثث لتقدير حجم الزيادة في الوفيات بسبب الحرب مقارنة بأعدادها عادة في أوقات السلم.

وقال جيلبرت برنهام من كلية الصحة العامة بجامعة جونز هوبكنز في بلومبرج في الولايات المتحدة إن الوفيات تقع في العراق بمعدل يزيد عن ثلاث مرات عن معدلها قبل الغزو في مارس عام 2003 .

وقدرت الدراسة التي أوردتها نشرة لانسيت الطبية معدل الوفيات قبل الحرب عند مستوى 143 الف سنويا.

وقال برنهام إن الباحثين قدروا انه نتيجة للحرب توفي 655 الف شخص زيادة على العدد المتوقع دون صراع في بلد يبلغ تعداده 27 مليون نسمة. وأضاف أن هذا يعني أن 2.5 بالمئة من سكان العراق توفوا بسبب الغزو والصراع الذي أعقبه.

وقال بوش في مؤتمر صحفي في البيت الأبيض "لا اعتبره تقريرا يحظى بالمصداقية كما لا يعتبره كذلك الجنرال (جورج) كيسي (اكبر قائد أمريكي في العراق) أو مسؤولو الحكومة العراقية."

وفي وقت سابق امتنع برايان ويتمان المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية عن رفض تقديرات الدراسة وقال ان من الصعب احصاء وفيات المدنيين. وقال ويتمان إن وزارة الصحة العراقية في وضع يؤهلها بشكل أفضل لتقديم مثل هذه البيانات.

وقال بوش "أعلم أن الكثير من الأبرياء توفوا وهذا أمر يزعجني ويحزنني."

لكنه وصف منهجية الدراسة بانها "تفتقر للمصداقية."

وفي ديسمبر الماضي قدر بوش أن 30 الف عراقي قتلوا في الحرب.

وقال علي الدباغ الناطق الرسمي باسم الحكومة لرويترز "ان التقارير عن ضحايا سقطوا ما بعد انهيار النظام السابق هي غير معقولة وتعطي ارقاما مضخمة بطريقة تخالف ابسط قواعد الدقة من قبل معاهد يفترض بها ان تكون رصينة.

"نؤكد ان الارقام بعيدة كل البعد عن الحقيقة وان الحكومة العراقية تجهد من اجل ان تحمي المواطن العراقي من الارهاب."

وقدر مسؤولو الحكومة عدد القتلى العراقيين منذ بداية الحرب عند مستوى 40 الف قتيل. ودافع برنهام عن منهجية الدراسة ووصف صعوبة جمع البيانات في وقت حرب.

وقال إن 600 الف شخص توفوا بسبب أعمال العنف وأكثرهم في إطلاق نيران مع تزايد أعداد القتلى في انفجارات سيارات ملغومة.

لكنه أضاف ان هناك زيادة طفيفة كذلك في عدد الوفيات لأسباب غير العنف مثل امراض القلب والسرطان والأمراض المزمنة.

وتستند الأرقام الى مسح أجراه باحثون من جامعة جونز هوبكنز وجامعة المستنصرية في بغداد بين مايو آيار ويونيو حزيران شمل 1849 أسرة تضم 12801 فرد في 47 موقعا تم اختيارها عشوائيا في انحاء العراق.

وسأل الباحثون الأسر التي شملتها الدراسة عن المواليد والوفيات والهجرات. وقال الباحثون إن أساليب المسح نفسها استخدمت لتقدير الوفيات في مناطق صراع أخرى مثل الكونجو وكوسوفو والسودان.

وقال برنهام "تقديراتنا الإجمالية أعلى بكثير من تقديرات أخرى لأننا استخدمنا طريقة نشطة تعتمد على السكان لجمع معلومات عن الوفيات بدلا من احصاء الجثث أو تقارير إعلامية موجزة وسطحية عن القتلى من جراء العنف."

وتشير تقديرات أخرى تستند إلى أرقام مراكز الأبحاث ومصادر إعلامية إلى أن الزيادة في أعداد الوفيات العراقية أقل بكثير. وتقدر قاعدة بيانات حصر الجثث في العراق أن ما يتراوح بين 43850 و48693 حالة وفاة حدثت منذ الغزو.

والمسح الذي أجري متابعة لدراسة سابقة أظهرت أن عدد الوفيات الذي تجاوز المعتاد في العراق في الفترة بين مارس 2003 وسبتمبر 2004 بلغ مئة ألف.وشكل الصبية والرجال الذين تتراوح اعمارهم بين 15 و 44 عاما نحو 60 بالمئة من الوفيات الزائدة.

واضاف برنهام في مؤتمر صحفي عن طريق الهاتف "خلال فترة الاربعين شهرا التي تغطيها الدراسة عزا 31 في المئة من الاسر الوفيات بين افرادها الى قوات التحالف."

ورغم ان نتائج الدراسة اعلنت قبل انتخابات التجديد النصفي للكونجرس الامريكي في منتصف الشهر المقبل قال برنهام ان دوافعها غير سياسية. رويترز

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى