> تور «الأيام» ديدييه بيناك :

تهز جريمة قتل ثلاثة اطفال فرنسا بعد ان اعترفت والدتهم الفرنسية انها خنقت اثنين منهما ووضعتهما في ثلاجة في سيول واحرقت ثالثا، بينما سيتوجه محققون فرنسيون الى كوريا الجنوبية في محاولة لكشف الملابسات المحيطة بالقضية.

وامضت فيرونيك كورجو (38 عاما) ليلتها الاولى في سجن اورليان (وسط) بعد توقيفها مساء أمس الأول الخميس بتهمة القتل اثر استجوابها لمدة 48 ساعة. وهي معرضة لحكم بالسجن مدى الحياة,وتحتل القضية الصفحات الاولى والعناوين الرئيسية في وسائل الاعلام في فرنسا.

ووضع زوجها جان ماري (40 عاما) قيد التوقيف الاحتياطي بتهمة "المشاركة في الجريمة"، لكن افرج عنه تحت مراقبة قضائية ومنع من مغادرة الاراضي الفرنسية.

وعاد ليل أمس الأول الخميس الى ولديه من فيرونيك وهما صبيان في الحادية عشرة والعاشرة.

ويعمل كورجو مهندسا في سيول لصالح شركة "دلفي" الاميركية لقطع السيارات,وقال انه علم بالجرائم الثلاث خلال فترة توقيفه على ذمة التحقيق,واوضح للمحققين ان "شكوكا" اعترته في 1999، "عندما لاحظ ازدياد وزن زوجته خلال رحلة الى المغرب"، اي قبل بضعة اسابيع من جريمة القتل الاولى التي اقرت فيرونيك بارتكابها.

ويحاول القضاء التحقق من صحة رواية فيرونيك كورجو التي تقدم على انها امرأة "منطوية على نفسها". وقد اعترفت في مرحلة اولى انها خنقت طفلين انجبتهما سرا في 2002 و2003 في سيول حيث كان الزوجان يعيشان.

وفي مرحلة ثانية، اعترفت انها انجبت سرا ايضا في صيف 1999 طفلا عمدت الى خنقه ثم احراقه في مدخنة المنزل في شارنت ماريتيم (غرب فرنسا).

وسيتوجه محققون الى كوريا الجنوبية حيث بدأت المسألة في 23 تموز/يوليو. وذكرت صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية ان جان ماري كورجو وخلال رحلة "عمل" قام بها بمفرده الى سيول اثناء العطلة الصيفية، اراد وضع سمك في احدى الثلاجتين الموجودتين في منزل العائلة هناك، فعثر على جثتي الطفلين المولودين حديثا المجمدتين.

وقام جان ماري كورجو بابلاغ الشرطة، ثم عاد الى فرنسا بموافقة المحققين الكوريين الجنوبيين,ونفى الزوجان في مرحلة اولى ان يكونا والدي الطفلين، رغم فحص للحمض الريبي النووي في كوريا الجنوبية اكد العكس. واكد فحص آخر للحمض الريبي النووي في فرنسا انهما والدا الطفلين.

وقال مدير الشرطة القضائية في اورليان كلود كاتو ان عناصر الشرطة الفرنسيين اشادوا بعمل نظرائهم الكوريين الذين رجحوا فرضية جريمة القتل "وقاموا بالعمل نفسه الذي كان سينفذ في فرنسا".

واوضح المدعي العام في تور فيليب فاران ان قاضي التحقيق المكلف بالقضية سيطلب "اعادة جثتي الطفلين" الموجودتين حاليا في كوريا الجنوبية الى فرنسا. ورأى ان جريمة قتل الاطفال الثلاثة تعكس "مأساة البؤس الانساني"، لا سيما ان عائلة كورجو تتمتع بصيت جيد في سيول كما في فرنسا وبمدخول مرتفع.

وقال فاران ان "طبيبا نفسيا واختصاصيا في علم النفس سيدرسان" شخصية فيرونيك كورجو,الا ان زوجها يثير ايضا اسئلة لدى المحققين.

وقال المدعي العام "من الصعب التصديق انه لم يتنبه الى حمل زوجته ثلاث مرات. ومن الصعب التصديق انه لم يتنبه الى وجود طفلين في ثلاجة منزله في سيول"، مضيفا "لا يوجد دليل حسي ضده، ولكن لا يمكن الا يكون عارفا" بذلك. (أ.ف.ب)