> يا أحبابي! عشتمْ زمنَ الغربة عانيتم سنواتِ شتاتْ كلٌّ في بلدٍ يختلف عن السودانِ مكاناً وحياهْ يجمعكم في هذي البلدانْ البعد عن الأحبابْ البعد عن الأوطان هل تجمعنا يوماً يا زمنَ الغربة؟ هل يجمعنا فجرٌ بعد الليل المظلمْ؟ هل يُفتَحُ بابُ الفرجةِ بعد الهم؟

***

يا أحبابي!

ما أبعدَكم!

ما اقربَكم!

وأنا مسحوقٌ بين الاثنينْ

بين البعد وبين القربْ

***

لكن.. يا أحبابي

تجتمعون الليلةَ.. هنا في قلبي

تُحيُونَ الماضي

تَحيَونَ الحاضرَ

مبتهجينَ ومسرورينْ

وأنا .. سلطانُ البهجة.. تاجي

بسماتكُمُ البيضاءْ

أحسست الفرحة تسري

من أعينكم

من رنّة أصوات أعرفُها

لكني اشتقت لها زمناً

من رنّة أصواتٍ

تجري في دمي المنساب: هوى ومودهْ

فانزاحت من عينيّ عشاوهْ

فرفعت الصوت ثم أغني:

(يجلي النظرْ يا صاحبي

منظر الإنسان

الَّطرفُه نايمْ وصاحي

صاحي كالنعسان)(1)

***

هيا يا أحبابي

نُحيي الماضي

نحيا الحاضر

ونمد جسوراً للمستقبل

زاهية الألوانْ

من أجل السودانْ

الوطن الغالي

نسهر في البعد ليالي

ثم يكون لقاءْ

في وطن «الحِبّان» (2)

بغيتنا.. وطريق محبتنا.. وسعادتنا السودان


(1) أغنية سوادنية مشهورة.

2) (الحِبّان) كلمة فصيحة مثل الأحباب ولكنها تستعمل كثيراً في العامية السودانية.

القاهرة مساء الإثنين7/8/2006م