قصة قصيرة بعنوان (مصارع القشار)

> «الأيام» محمد أبوبكر الحداد:

> خرج كعادته عند بزوغ أولى تباشير الصباح، حاملا عدته وعتاده، طاويا كسرة الخبز ومتن اللخم داخل قطعة الشال المتبقية، ملأ دبة الماء، وأحكم إغلاقها، تالياً أدعية الصباح، سائلا الله من رزقه، وهو يحث الخطى إلى مكانه المعروف فوق قشار خلفه.

أرسل سنارته متفائلا.. وهو يرقب زميله الذي سبقه والخير باسط تحت قدميه.. فكان يمني نفسه بنقلة سريعة لينتشل سمعته من براثن الديون، ويزيح عن كاهله هموم الدنيا التي تراكمت عليه حتى لم يقو على تحريك وطأتها.

ظل طيلة نهاره يصارع القشار الذي لم يرفق به، ولم يرحم شيبته، والذي كان يلتهم الطعم كلما رماه، حتى ظن أنه لن يغنم إلا بقطعة منحر، بدل القربيب الذي يرافقه أيامه السالفة.

شخص بصره إلى جسم غريب يلاطم الأمواج، ويتجه صوب الساحل، كتم أنفاسه، وجمّد حركته، ولم يصدق وزميله يلم عدته ويعود أدراجه على دراجته إلى البلدة. رمى بنفسه داخل اليم رغم كبر سنه، وحاول أن يشق طريقا صوب ذلك الجسم، الذي لم يبلغه إلا بعد جهد جهيد، فكانت المفاجأة؛ قطعة لا بأس بها من العنبر الذي خبره.. ومن حينها فارق القشار.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى