رسالة إلى الغالي محمد صالح حمدون في ذكرى رحيله الثالثة

> «الأيام» علي مهدي المحلتي:

> صباحاتك هي مساءاتك تتألق في عيون أجيال وأجيال.. تنثر ابتسامتك على قلوب الوارثين المجد.. وتزرع المحبة في الجمال.. وتمنح الدفء للوالهين بين حنايا الأسحار بعد عناء عذل النجوم من تهجد الليل الساكن أمام سمرة على رملة وارفة بصدق المحب.. الحانية بنعومة فرشها الإلهي.. وأنت تنادي:(يا باهي الجبين).. ولكنك فعلاً لم تفكر في (اللي بايصير) لأنك(قررت المصير) فدخلت الجمال الرحب فاتسعت عطاءات الوفاء بالإدلاء بشهادات العرفان لقلبك دون استئذان ودون طرقة باب أفئدة توافدت لتنشر أجنحة العشق في سماء مرارات الكبرياء لتسجيل فرحة الصدوق حتى وأنت مكتوف اليدين راحلاً إلى المجهول مع رسول بلاد وحدة العواصم العربية.. ومربي وصانع درب العلم والشعر والفن على فضاءات اليمن.. لطفي جعفر أمان.. لا.. بل وبجانبه الآخر خليفة فضل محمد اللحجي سلوكا وأداءً وفناً.. بل حتى الحماقة اللذيذة في غيرته على الصدق والأصالة والثقافة والتراث ذلك الشيخ الصابر الجازع الطرب يحيى محمد فضل العقربي.. وكلكم في سجن الشرفاء دون معرفة بما تبدى من إشراقات الهموم.. لأنك لم تكن أكثر من ذلك الراقص على مذبح الحرية.. نازفاً بكل قناعتك الشاهدة على صفائك.. نضالاً وسلوكاً وأخلاقاً على مر الأيام.. بل لكأنك عشت بيننا بابتسامة القهر الوادعة المودعة.. يالك من شغوف بوله التعبد في محراب العطاء دون إكراه وفي زواياك نزف يدمى من معاناة إيثارك الغير على نفسك التي عاشت تتناسى جراحها لتكون بلسماً شافياً لمن آثرثه عليها.. دون انتظار لرد معروف أو جميل.. فأنت الجميل.. والجميل أنت بكل ما يعرفه الجمال من معنى.. فسلام عليك يوم ولدت ويوم مت وبوم تبعث إن شاء الله آمناً حياً.

صباحاتك.. ومساءاتك.. يا أبا الوعد والعهد هي هي لا تقل إحداها .. حتى اجتراحك الصمت لتروي ظمأى السلوان فتفتح بالحمدون الراقي والأنيق روح التباري الشريف لكل أجيال الانتماء إلى الحب والفن والثقافة والأصالة.

وسلام عليك؟

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى