تحصين النفس بطاعة الله

> «الأيام» مشتاق عبدالرزاق:

> الخوف من الفتن طابع في النفس قديم، فقد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم من الفتن ما ظهر منها وما بطن.. ومعنى الاستعاذة منها اللجوء إلى الله ليحمي الإنسان من الفتن، مع تحصيل الجهد البشري في الوقاية منها ومن شرورها.

والفتنة باب فسيح للشر يدخل منه الشيطان ليثير القتال بين الإخوان، ويشعل الدمار بين الأصحاب، ولا يترك أمه دخل عليها بالفتنة إلا نسيجاً ممزقاً لا نفع فيه ولا بقاء له.

والخوف من الفتنة ليس خوفاً على أفراد، وليس خوفاً على طائفة بعينها ولكنه خوف من الهدم الذي لا يبني، والجرح الذي يتسع على الراقع ولا يشفى.. وإنما خوف على الأمة كلها أن يتبدد شملها، ويظهر شعتها وتتهدم جوانبها وتنتقص أركانها!!

وكان عمر رضي الله عنه - وهو من هو في قوته- يخاف الفتنة.. وخوف عمر ليس على نفسه ولكن على الأمة، لأنه شهيد. فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على جبل أحد مع أبي بكر وعمر وعثمان:(أثبت أحد فإنما عليك نبي وصديق وشهيدان). ونحن- وغيرنا كثيرون - ما زلنا نخاف على أمتنا من الفتنة الذي قد تصيبها إن لم تحصن نفسها بالدواء الشافي {ومن يعتصم بالله فقد هُدي إلى صراط مستقيم}.. هذا هو الدواء وليس غيره بمفيد في الوقاية من الفتن الماحقة التي تقضي على الأخضر واليابس وتجعل بأس الأمة بينها شديداً وعلى أعدائها هيناً لينا!!

إذن.. لا سلاح نشهره في وجه الفتنة غير كتاب الله وسنة رسوله الكريم، وهدى الصالحين من السلف، نقتدي بفعالهم، ونسير على هديهم، ونقول ما علمنا القرآن الكريم:{ربنا اغفر لنا ولإخواتنا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم}.

ختاماً.. خير لنا ولأبنائنا ولأمتنا أن نجعل الدين قوام حياتنا، وأن نحصن أنفسنا بطاعة الله وتقواه.. ولندرك قول الله في محكم التنزيل:{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسراً} وخواتم رمضانية مباركة.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى