> سعى دبلوماسيون يحاولون انقاذ محادثات بين الحكومة الصومالية ومندوبين إسلاميين أمس الثلاثاء لإقناع الجانبين بالموافقة على من ينبغي ان يترأس المفاوضات من اجل تجنب الحرب في منطقة القرن الافريقي.

ويتواجد الجانبان في العاصمة السودانية الخرطوم لكنهما لم يلتقيا وجها لوجه بعد بسبب اعتراض الاسلاميين على وجود جنود اثيوبيين في الصومال وعلى مشاركة كينيا لجامعة الدول العربية في ترؤس المفاوضات.

وقال احد المراقبين في المحادثات لرويترز "هناك اقتراحات كثيرة لكن من الصعب جدا جعل الجانبين المتباعدين يصلان الى حل وسط."

وشهدت الجهود التي بذلت أمس الثلاثاء للتقريب بين الطرفين حشدا من الدبلوماسيين بينهم العرب والافريقيون ومسؤولو الامم المتحدة الذين اجتمعوا مرارا مع بعضهم البعض قبل ان يلتقوا لفترات قصيرة مع الوفدين بصورة منفصلة في الغرف التي يشغلونها في طوابق مختلفة من الفندق الفخم في الخرطوم.

وفي الصومال ذاتها واجهت قوات الحكومة والاسلاميين بعضها البعض أمس الثلاثاء قرب الموقع الوحيد للحكومة في بيدوة وفي ضربة اخرى موجهة للرئيس عبد الله يوسف انضم البعض من اقاربه الى الاسلاميين في البدة الشمالية.

وقالت الحركة الإسلامية القوية إنه لن تجرى محادثات على الإطلاق في العاصمة السودانية الخرطوم ما لم يتم سحب آلاف من الجنود الاثيوبيين الذين قالوا إنهم غزوا الصومال لدعم الحكومة.

كما اعترض الإسلاميون على مشاركة كينيا لجامعة الدول العربية في ترؤس المفاوضات قائلين إن نيروبي منحازة لأنها ساندت بالفعل خطة لنشر قوات لحفظ السلام من شرق افريقيا في هذا البلد الذي تشيع فيه الفوضى.

وترأس كينيا المنظمة الحكومية للتنمية (إيجاد) التي رعت عملية السلام في الصومال قبل عامين. ولكن سفير كينيا في الصومال محمد عافي قال أمس إن إيجاد مستعدة للتنحي إذا كان هذا سيساعد في بدء المحادثات.

وقال محمد عافي للصحفيين "لم تكن إيجاد ولن تكون أبدا عائقا للعملية."

ويناقش الدبلوماسيون ايضا الطلب بان ترأس السودان المحادثات.

وقال دبلوماسي غربي "الفكرة هي أن يجلس السودان بوصفه عضوا في جامعة الدول العربية وإيجاد على المنصة ويستضيف(هذه الجولة من) المحادثات... دورنا هو جعل الجانبين يجريان محادثات. العملية أكثر أهمية لأنها إذا فشلت يعتبر الأمر منتهيا."

وقال متحدث اسلامي ان وفده وافق على ترؤس السودان للمحادثات لكن هناك بواعث اخرى للقلق لا تزال باقية.

وقال أحد الدبلوماسيين إن وفد الحكومة الصومالية رفض فكرة اشتراك السودان في رئاسة المحادثات وأعرب عن رغبته في بقاء كينيا في المحادثات.

وفي حين أن الإسلاميين يرون أن كينيا منحازة فإن الحكومة الانتقالية تتهم ايضا جامعة الدول العربية بالانحياز. ولم يتسن على الفور الحصول على تعليق من أي من الجـانبين حـول الاقتراح المتعلق بالسودان.

وقال فرانسوا لونسني فول المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصومال "ما زال الوقت مبكرا للغاية حتى نتمكن من قول من يرفض ومن يقبل (الدور المقترح للسودان)."

وسبب صعود الإسلاميين الذين يسيطرون على غالبية جنوب الصومال بعد الاستيلاء على العاصمة مقديشو في يونيو عزل الإدارة التي تتخذ مقرا بعيدا عن العاصمة وأعاق جهودها لفرض الحكم المركزي على بلد يعيش في فوضى منذ عام 1991.

وقال محللون إنه ينبغي التوصل إلى هدنة أولا مخافة حدوث مواجهة ربما تشعل فتيل حرب إقليمية تستدرج فيها كل من إثيوبيا وإريتريا المتهمتين بمساندة الحكومة الصومالية والاسلاميين على الترتيب.

وقال قائد للإسلاميين على الجبهة لرويترز إنه بعد الاستيلاء على بيدوة البلدة الوحيدة التي تسيطر عليها الحكومة فإنهم يعتزمون توحيد كل البلاد بموجب أحكام الشريعة بما في ذلك أرض بنط وأرض الصومال اللتان أعلنتا الحكم الذاتي.

ومضى يقول "لن نتراجع.. مهما حدث."

وقال سكان ان بعض ابناء عم يوسف انضموا الى الاسلاميين في جالكايو. وهي بلدة آمنة نسبيا في ارض بنط.

وقال احد السكان لرويترز "هؤلاء الرجال من احد فروع عشيرة يوسف.لنهم مجانين يريدون جلب الفوضى الى هنا."

(تغطية اضافية من جوليد محمد في الصومال)...رويترز