الصحف البريطانية تعلق على الحكم بإعدم صدام حسين .. «كان هذا حكما ضد أمريكا أيضا»

> لندن «الأيام» عن «بي.بي.سي» :

> طغى الحكم الصادر بإعدام صدام حسين شنقا وتفاعلات ذلك على الصحف البريطانية الصادرة صباحأ أمس الاثنين والتي أفردت له أكثر من صفحة، ومعظمها خصص للتقارير الواردة من بغداد صفحته الأولى.

الاندبندنت

ففي صحيفة الاندبندنت كتب روبرت فسك مقالا بعنوان :"كان هذا حكما ضد أمريكا أيضا" قال فيه ان الحكم بالاعدام على من كان يوما أفضل صديق للولايات المتحدة في العالم العربي، وكانت الولايات المتحدة على علم بكل انتهاكاته بل وزودته بالغازات التي استعملها لارتكاب تلك الانتهاكات يعتبر حكما على أمريكا أيضا".

ويتابع فسك قائلا:"اذن بإعدامنا هذا الرجل الفظيع نأمل أن نبدو أفضل منه، وأن نذكر العراقيين بأن حياتهم أفضل الآن منها في ظل صدام، ولكن المصائب التي جلبناها على العراق تحول دون أن نستطيع قول ذلك".

وفي نفس الصحيفة كتب أندرياس ويتامسميث مقالا بعنوان" صدام حسين يستحق ما جرى له، ولكن هذا الحكم لا يبرر الحرب" جاء فيه:"لقد انتهت محاكمة صدام حسين ولكن محاكمة جورج بوش وتوني بلير بدأت لتوها. كون محكمة في بغداد تمكنت من محاكمة صدام والحكم عليه بالاعدام هي النتيجة الوحيدة لغزو العراق.

ويتابع الكاتب قائلا:"وكدليل على الفشل التام لبوش وبلير لنأخذ التعذيب مثلا: الانتهاكات في العراق اليوم أكثر مما كانت عليه في عهد صدام . ومن المحرج ان الحكومتين الأمريكية والبريطانية أيضا استخدمتا التعذيب على نطاق واسع".

الفاينانشال تايمز

وفي الفاينانشال تايمز نجد مقالا بعنوان:"الحكم على صدام يفشل في منح العزاء للطوائف المتناحرة في العراق"كتبه ستيف نيجس جاء فيه:"لا يبدو ان الحكم بالاعدام على صدام حسين سيكون له أثر على الطوائف المتنازعة في العراق، بل انه كرس الاستقطاب كما بدا من ردود الفعل المتضاربة التي شهدها الشارع العراقي ما بين فرح جارف وغضب عارم".

الديلي تلجراف

تحت عنوان "بوش أنجز المهمة، لكن العراق سيطارده"" كتب توب هارندن من واشنطن يقول:"بالنسبة للرئيس بوش شنق صدام حسين سيعني انجازا للمهمة القائمة منذ حرب الخليج عام 1991، وعقابا لمن حاول اغتيال والده، ولكن الفشل في العراق أدى الى انعدام مظاهر البهجة في أمريكا احتفالا بهذا الانجاز".

ويتابع الكاتب قائلا:"ومع كون حوالي 60 في المئة من الناخبين الأمريكيين ضد الحرب في العراق واحتمال أن يحقق الديموقراطيون مكاسب كبيرة في انتخابات الكونجرس التي ستجري غدا فانه من المستبعد أن يحقق بوش مكسبا قصير الأمد من اعدام صدام حسين" .

الجارديان

وفي صحيفة الجارديان نجد اراء قانونية تحت عنوان "هل كانت محاكمة عادلة ؟" .

يقول جيفري روبرتسون مؤلف كتاب "جرائم ضد الانسانية": " كان تقديم صدام حسين للمحاكمة بسبب اقتراف جرائم ابادة عملا سليما، ولكن المحكمة لم تكن مستقلة للأسف، فقد تدخلت الحكومة العراقية في عملها فقامت باستبدال عدة قضاة لاحساسها بأنهم متعاطفون مع المتهم".

ويضيف روبرتسون قائلا:"كان حكم الاعدام حتميا وسيكون رمزا حزينا لعدم احترام حقوق الانسان في العراق".

أما المحامي كين هيرفيتس الذي يعمل لدى منظمة "حقوق الانسان أولا" الأمريكية فقال :" من الصعب أن نقول أن المحاكمة كانت عادلة اذا علمنا أن محامي الدفاع والقضاة كانوا يتعرضون للتهديد والقتل، وخلف الكواليس كان واضحا ان هذه المحاكمة هي من اخراج المنطقة الخضراء وقوات الاحتلال الأمريكية".

وأضاف هيرفيتس: "قد تكون المحاكمة عادلة ولكن من الصعب رؤية ذلك بسبب النزاع المسلح وغياب الأمن وسيطرة القوات الأجنبية. لقد وردت تقارير عن أن وصول صدام الى المحامين كان صعبا وان العديد من الوثائق أعطيت للمحامين في اللحظة الأخيرة".

أما المحاضر في مادة الحقوق في جامعة لندن البروفيسور فيليب ساندز فكتب يقول: "كان جلب صدام حسين أمام العدالة عملا سليما، ولكن اذا لم تجر المحاكمة بشكل سليم فلا مفر من أن تثار اسئلة حول شرعيتها".

التايمز

وفي صحيفة التايمز كتبت برونوين مادوكس مقالا بعنوان "هذه المحاكمة لم تلغ تقسيم الشعب العراقي بل كرسته" قالت فيه:"هذه عدالة المنتصر، واحتمال أن تؤدي الى تهدئة الأوضاع في العراق ضئيل. لم يكن الحكم مفاجأة، فقد كان جميع العراقيين ينتظرونه، ولكن الشك كان يدور حول فيما اذا كانت المحكمة ستجد قضية الدجيل كافية للنطق بحكم الاعدام أم ستنتظر احدى التهم اللاحقة". وتضيف الكاتبة قائلة:"كانت هناك امال في البداية حول امكانية أن تؤدي المحاكمة الى تضميد الجراح العراقية، ولكن من الصعب رؤية ان كان الحكم سيؤدي الى شيء باستثناء تعميق تلك الجراح".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى