أبين نجومها تتـألق بكل الألوان وظهور مخجل لأنديتها

> «الأيام الرياضي» خالد هيثم:

> الوضع الذي تعيشه كرة القدم الابينية يمكن أن يقال عنه إنه متدهور ومتراجع يوماً بعد يوم، حيث لم يعد لكرة القدم في أندية أبين هيبة ولا حضور قوي يترك الانبساط في نفوس محبي هذه الأندية الذين كانوا يسيرون وراء فرقهم أينما حلت لينالوا المتعة من الأداء الجميل الذي يقارع به أندية كبرى لها صولات وجولات في المسابقات الكروية التي تدار في الملاعب، وكانت أندية حسان، عرفان، فحمان، خنفر، الجيل وبنا في حقبة زمنية مضت قادرة على إظهار الوانها بوضوح وسط كل الالوان لتتميز في كثير من الاوقات، عكس ما هو حاصل الآن فالتميز صار معدوما وأصبح تواجد هذه الفرق مخجلا وظهورها لا يترك الأثر في نفوس المحبين والمتابعين لدوران المستديرة على ملاعبها في كل مكان.

الأسباب متعددة
حال كرة القدم في ابين هو جزء من حالها في البلاد بشكل عام غير أن ابين وبما تملكه من مواهب كروية يتم زخها باستمرار إلى الساحة، كان يفترض أن تكون صاحبة خصوصية وتستفيد هي أولاً من ذلك من خلال أنديتها، إلا أن ذلك غاب، وبمرور السنوات انحدرت فرق المحافظة بشكل كبير وأصبح اللاعب المتميز والموهوب يظهر ليغادر بحثاً عن المال والشهرة التي لن يجدها سوى خارج المحافظة في ظل الفوارق التي يلمسها بأشكال متعددة من خلال من سبقه بالمغادرة.

وبالعودة إلى الاسباب التي قد أصيب بعضها فإن ما أصاب كرة القدم في أبين عائد في المقام الأول إلى الافتقاد للإدارة والمال اللذين يستطيعان المواكبة والسير مع الآخرين بأسس سليمة وجهود حقيقية قادرة على إظهار النتاج والمردود الذي يوفر لهؤلاء اللاعبين ما يسعون له وهم في انديتهم، غير أن العشوائية والرغبة التي صارت ملازمة للكل في التواجد في قوام الإدارات، بغض النظر عن المقومات وهي حالة مشابهة لما يدور في مواقع الرياضة بشكل عام في بلادنا مع وجود الاستثناء.

لذلك فإن غياب المال وضعف الإدارات وعدم قدرتها على إيجاد المخارج واللا مبالاة بما يستجد في اروقة النادي وفرقه الكروية والعمل على نغمة أن الإمكانيات المتوفرة ضعيفة ولا يمكن أن تلبي الحاجة وبالتالي فإن تغيير الحال من المحال، يجعل المأساة في وضعها المر قائمة وتصبح الإدارة غير قادرة على النهوض بعدما استسلم الجميع للأمر بمن فيهم الجهات المسؤولة المتمثلة في مكتب الشباب وفرع اتحاد كرة القدم اللذين غابت أدوارهما تجاه ما يدور واكتفيا بالفرجة، والحديث هنا على من كانوا حاضرين في السنوات السابقة التي انحدر فيها الوضع وسار خطوة وراء خطوة نحو الهاوية، إذا جاز لنا التعبير.

حسان .. استثناء وأدوار لا تتغير
يظل فريق حسان هو حالة الاستثناء التي صاحبها العدوى في فترات قريبة عندما وجد نفسه في دوري الثانية متأثراً بالاسباب التي ذكرناها سلفاً.

حسان ينال الاستثناء بين أندية المحافظة كونه الابرز والواجهة لكرة القدم في أبين وممثلها بين اندية الصفوة خلال عقود من الزمن وصل خلالها ذات مرة للفوز ببطولة كأس الجمهورية وكان حالة انفراد كونه الوحيد الذي يفوز ببطولة من خارج محافظة عدن، معقل البطولات، قبل الوحدة اليمنية.

حسان، الذي دفع فاتورة تفريطه في لاعبيه النجوم وكاد أن يقع في المحظور لو استمر بقاؤه في دوري الثانية ولأسباب يعرفها الجميع ليس المجال هنا للحديث عنها، ظل يلعب نفس الادوار في المنافسات والبطولات رغم تميزه عن كل الفرق على مستوى الساحة وذلك من خلال اعتماده على ابنائه الذين يظهر منهم في كل موسم لاعبون متميزون أصحاب مواهب حقيقية تصاب في بعض الاوقات بالاحباط كردة فعل للمردود الذي يناله غيرهم ممن لا يملكون انصاف مواهبهم، فتشتت الأفكار عند البعض وتجتاحهم الرغبة في المغادرة لتحسين الوضع، والامثلة كثيرة.

حسان الذي يمتاز بالمواهب والذي لا يخلو أي منتخب من لاعبيه، والذي يحمل طموحات المحافظة كونه الاجدر والأكثر قدرة على الظهور ولو بالأدوار المعتادة لا نعرف لماذا لا يسعى إلى الاستفادة من أبناء المحافظة ونقصد هنا اللاعبين الذين يظهرون كفاءة وتألقا كبيرا مع أندية في محافظات أخرى حتى تتغير الأدوار وتصبح أكثر إشراقاً بالوصول إلى منصات التتويج التي غابت كثيراً عن حسان النجوم على مر السنين، ورغم أنني ادرك الجواب في أن حسان غير قادر على تلبية طلبات هؤلاء اللاعبين، وخصوصاً في الجانب المادي، إلا أنني هنا أعود للقول إن أزمة الادارات هي العنوان الابرز لذلك، غير أنني انوه بأن ظاهرة عدم استفادة حسان من لاعبي الاندية الاخرى في المحافظة ليست من اليوم بل هي ازلية.

الهلال أطل قصيرا
فريق هلال جعار ظهر خلال السنوات الماضية بشكل متميز في كل المناسبات التي حضر فيها، وتوج ذلك بالصعود الى دوري الثانية في فترة قصيرة، منذ دخوله منافسات الاتحاد العام كفريق نال الاعتراف في التسعينات. صعود الهلال كان له وقع جميل على المتابعين الباحثين عن عودة كرة القدم الأبينية الى الواجهة ولو من خلال فرق أخرى غير التي كانت وتراجعت، إلا ان تلك الآمال صدمت بواقع الحال الذي تمثل برغبة معظم اللاعبين في الرحيل في ظل الرغبة الملحة والاعين التي ترصد كل جديد في المحافظة، وهو فعلا ما حصل حيث عاش الهلال نشوة وقتية قصيرة رحل فيها بعض لاعبيه صوب الوان اخرى ليعود الفريق من حيث اتى متأثرا بذلك الرحيل.

الحلول تبدو غائبة
في ظل المعاناة التي ترسم على جدران اندية ابين فإن الخروج منها، وحسب الواقع الموجود والمعروف عند الجميع، يبدو صعبا وإيجاد حلول له متعذر، فأندية ابين تعيش واقعا مرا فهي غير قادرة على النهوض مجددا وفرض هيبتها أمام غرمائها حتى انها الوحيدة إلى اليوم التي لم يلعب فيها لاعب محترف، وهي الوسيلة التي اتبعتها الفرق الكبيرة وهي تبحث عن الالقاب والوصول الى منصات التتويج أو المقارعة لضمان التواجد في الواجهة.

كل ذلك وحسب رأي الكثيرين يؤكد أن اندية ابين ستظل في قوقعتها كونها غير قادرة على ايجاد مقومات السير بخطى موازية للآخرين.

نجوم متألقة
(أبين ولادة للنجوم) عبارة يرددها الجميع داخل ابين وفي كل مكان.. كلام ليس من فراغ بل انه واقع حقيقي تؤكده أقدام لاعبي هذه المحافظة الذين يلعبون في معظم أندية الجمهورية وعلى مستوى اندية الأولى والثانية وليس من اليوم بل على امتداد السنوات، ولعلي لن اذكر أسماء كونها كثيرة جدا تألقت وتتألق وتنال الافضلية اينما وجدت، وهي المعادلة الصعبة في الامر، حيث إن بزوغ المواهب الكروية يتواصل والأندية تتراجع ليؤكد ذلك الفجوة الموجودة عند قيادات الاندية التي تسمح بذلك ولاسباب معروفة.

خلاصة القول
إن اندية ابين والقائمين عليها في اطار الاندية والمحافظة قد وصلوا الى حالة الاقتناع بأن الامر واقع، وعلينا أن نتكيف معه وفق المجريات، وهذه هي الطامة التي ستظل مخيمة على الواقع الكروي في أندية ابين لسنوات طويلة قادمة، فالآمال لا يمكن ان ترسم إلا على بنية واضحة المعالم تجعل للتفاؤل حضورا، غير أن ذلك لا يمكن ان يكون في ظل غياب الرؤية للمستقبل.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى