الاستشاري د. حسين أبوبكر فدعق لـ «الأيام»:عرفت مؤخراً أن محافظ عدن مهتم بإنشاء مركز للحروق الذي نتمنى أن يرى النور

> «الأيام» خديجة بن بريك

>
الفريق الطبي أثناء إجراء عملية جراحية لأحد المرضى
الفريق الطبي أثناء إجراء عملية جراحية لأحد المرضى
بدأت يوم أمس الأول في مخيم (طيبة) الطبي المقام في مستشفيي الجمهورية التعليمي بخورمكسر و22 مايو في المنصورة العمليات الجراحية التي يقوم بها الاستشاريون السعوديون بالإضافة إلى الأطباء اليمنيين بمساعدة الطاقم التخديري والفنيين اليمنيين.

وخلال ثلاثة أيام تم تسجيل (151) حالة في المسالك البولية و(678) حالة في الأنف والأذن والحنجرة و(179) حالة في المناظير و(381) حالة في الحروق والتجميل وسيتم البدء في تسجيل قسم العيون اليوم السبت.

وخلال جولتي في مخيم (طيبة) المقام في مستشفى 22 مايو توجهت إلى غرفة العمليات حيث كانت العمليات تجري على قدم وساق والكل منهمك في إجرائها بهدوء وبعد انتهاء العملية لطفل به تشوه خلقي بالشفاه الأرنبية تحدثت مع الاستشاري د. حسين أبوبكر فدعق، أستاذ في جامعة الملك فيصل بالدمام استشاري جراحة التجميل والحروق في مستشفى الملك فهد الجامعي بالخبر، الذي بدأ حديثه قائلاً:

«شاركت في (20) مخيماً من مخيمات (طيبة)، إلى الآن في جراحة التجميل تجاوزنا حوالى (2500) حالة في الـ (22) مخيما ومعظم الحالات في جراحة التجميل هي التشوهات ما بعد الحروق والعيوب الخلقية وهي تقريباً نفس الحالات التي نشاهدها في معظم المخيمات وكان انطباعي الأولي أن مشكلة الحروق هي المشكلة الرئيسية في اليمن وتنتهي بتشوهات خطيرة جداً ومن هنا كانت ملاحظاتي وعلى ضوئها تم إنشاء مركز للحروق بصنعاء يضم (24) سريراً وقد قامت جمعية (طيبة) بتجهيز المركز. وبعد أسبوعين سيكون عندي ندوة تدريبية للأطباء في علاج الحروق وسيكون هذا البرنامج مرتين في السنة لأن الحروق من الأشياء الرئيسية في أي مجتمع والعلاج فيه هو علاج أولي وينتهي بتشوهات ومن هنا كانت فكرة إنشاء مراكز متخصصة بالحروق. وعرفت مؤخراً أن الأخ محمد أحمد الكحلاني، محافظ عدن مهتم في إنشاء مركز للحروق ونتمنى أن يرى هذا المشروع النور، بالنسبة لعملنا يشمل كل حالات الحروق وفي جميع الاتجاهات كما أن هناك دوراً كبيراً للطاقم الذي يعمل معنا من المخدرين والفنيين والأطباء فنحن نتوقع خلال الأيام التسعة القادمة ربما نتجاوز (150) حالة وهذا لا يمكن أن يتحقق إلا مع الطاقم الذي يعمل معنا».

وبعد الانتهاء من العملية لطفل آخر تحدث إلينا د. محمد سالم العمري، جراحة عامة ضمن فريق (طيبة) الجراحي قسم الحروق والتجميل قائلا: «بدأنا العمل منذ السبت وسيستمر أسبوعين وكان من المقرر أن يكون العدد العام لجراحة الحروق والتجميل (100) حالة ونأمل أن نتجاوز هذه الحالات. بدأت فترة التسجيل خلال الأيام الثلاثة السابقة وكان الإقبال كثيفاً وتم تسجيل حالات كثيرة مختلفة متنوعة من تشوهات الحروق من الشديدة إلى المتوسطة إلى البسيطة، وكذا بعض التشوهات الخلقية كالشفاه الأرنبية وفتحات الحلق وبعض تشوهات الوجه وبعض الأورام الجلدية سواء السرطانية أو الحميدة، وبدأنا العمليات وكان اليوم الأول جيدا ثم أجريت (18) عملية وكذا اليوم الثاني أجريت (19) عملية بوجود د. حسين فدعق واليوم وصل د. جمال جاد كريم، وبدأنا بحالات أكثر تعقيداً من السابق، كما سيصل لليمن د. جمال الديب، مصري الجنسية مقيم في السعودية رئيس قسم الحروق والتجميل في مستشفى الطائف العسكري، وهو متخصص في العمليات الأكثر تعقيداً مثل عمليات التشوهات الموجودة عند الأطفال في مجرى البول أو التشوهات التي تحدث في الأيدي، تم إغلاق التسجيل وقد تم تسجيل (115) حالة وحين تعرض علينا حالة غير مسجلة ونجدها كثيرة التشوه يصعب علينا أن ترك مثل هؤلاء المرضى ولذلك نحاول أن نضيف بعض هؤلاء حتى وإن كان في سجل الاحتياط. أصعب الحالات والأكثر مأساوية التي واجهتنا هي تلك التي تكون التشوهات بالحروق وللأسف الشديد مازال علاج الحروق في اليمن بدائيا والتشوهات صعبة جداً».

كما تحدثت د. أحلام عبدالله الشيخ عزاني، اختصاصية جراحة تجميل مستشفى الجمهورية التعليمي، قائلة:«هذا هو المخيم التاسع الذي أشارك فيه مع جمعية (طيبة) وأكثر الحالات التي لاحظناها في المخيم الشفاه الأرنبية وشق الحنك العلوي وتداعيات ما بعد الحروق وبعض حالات التشوهات الأنفية». وقال د.عاتق الخضر حسن، اختصاصي جراحة عامة نائب مدير مستشفى 22 مايو:«أغلب الحالات هي التشوهات الخلقية والتشوهات بعد الحروق وحالات السير، أصعب حالة كانت التشوهات الخلقية وخاصة تلك الحالات التي كان من المفترض أن تعمل من بعد الولادة مباشرة ولكن تم إهمالها إلى أن وصل أعمارهم (25) عاماً». وقال نبيل ياسين الشيباني، فني عمليات:«بدأنا العمل في مخيم طيبة منذ ثلاثة أيام وخلالها أجريت عمليات تجميلية ناجحة وقد تمت بنجاح». كما تحدث لنا د.منصور عبد الشكور، رئيس قسم التخدير والعمليات، اختصاصي تخدير وإنعاش: «المخيم وفر المواد ومنها التخديرية، كما أنها موجودة في المستشفى وما نقص لديهم تم تغطيته من المستشفى ونحن قد بدأنا العمليات مع الاستشارين والجهد مبذول من قبل الطاقم ود. إخلاص باشا، اختصاصية تخدير».

وقبل البدء بعملية جراحية لمريض يعاني من تشوهات ما بعد الحروق تحدث إلينا د. جمال الجرادي:«أعمل في الجراحة والتجميل ولاحظت أن معظم حالات التجميل في اليمن هي التشوهات بعد الحروق وهذه ناتجة عن عدم العلاج الأولي الصحيح لمشاكل الحروق لذلك بدأت (طيبة) بإنشاء مركز حروق في صنعاء وهو سيكون مركزا تدريبيا وعلاجيا وهناك مشكلة أخرى وهي الخوف والجهل من التشوهات فنلاحظ بعض النساء تبلغ من العمر الكثير وهي تعاني من التشوه وقد يعالج بنصف ساعة، كما أن هناك الإعاقات الموجودة في الأطراف فهذه تؤثر على الشخص وبالنسبة للأطفال الذين يعانون التشوه باليد فلا يستطيعون الكتابة وهذا ينشئ لنا فردا عاطلا في المجتمع وجاهلا، وعملنا في المخيمات هو إعادة إصلاح وظائف أكثر مما هو بمعنى التجميل».

بعد خروجي من قسم العمليات بمستشفى 22 مايو العام توجهت إلى مكتب مدير المستشفى د. ثابت قاسم محسن وهو اختصاصي أطفال والذي تحدث قائلا:«كما هو معروف أن مؤسسة (طيبة) الخيرية الطبية تقدم خدمات إنسانية في عدة محافظات بالجمهورية وفي هذا العام للمخيم الـ (22) كان هناك تنسيق وتحت راعية الأخ محافظ عدن ومدير عام مكتب الصحة والسكان في عدن على إقامة المخيم في مستشفى الجمهورية التعليمي ومستشفى 22 مايو العام في المنصورة وقد جرى التقسيم حسب الإمكانيات والاختصاصات وأقيم في مستشفى 22 مايو جراحة التجميل وأمراض العيون وقد امتد التسجيل من 11 نوفمبر واستمر ثلاثة أيام وبعدها بدأت العمليات وكان العمل متواصلاً على مدار 12 ساعة منذ الثامنة صباحاً وحتى الثامنه مساءً تحت إشراف الأستاذ الاستشاري د. حسين فدعق، يساعده بعض الإخوة الاستشاريين والاختصاصيين اليمنيين ونعتبر هذا المخيم هو بداية جيدة في التعاون مع مؤسسة طيبة».

بعدها توجهت إلى أقسام المرضى وكان لي هذه اللقاءات مع أقارب المرضى حيث قالت والدة المريضة ليبيا صالح 15 عاماً: «أصيبت بمرض تآكلت فيه اللثة وقد أجريت لها عملية اليوم والحمد لله هي بخير».

أما علي أحمد عماد، والد أحد المرضى من عمران قال: «يبلغ ابني الخامسة من عمره و كان لديه فتحة في سقف الحنك وقد عجزنا في إجراء العملية في أي مستشفى أو مستوصف وذلك بسبب المعاملات والروتين الممل وقد جاءت لنا فرصة وهو مخيم (طيبة) بعد أن شاهدنا افتتاح المخيم بوسائل الإعلام وقد قمنا بالتسجيل وتمت العملية ونجحت وكانت المعاملة عكس ما كنا نتوقع والإجراءات سهلة».

وقال خالد سالم أحمد، من محافظة شبوة: «جئنا يوم الأحد وكان طفلي يعاني من حرق قديم في قدمه وإحدى أصابع قدمه متشوهة وقد أجريت له عملية والحمد لله هو بخير الآن وقد سمعنا أن المخيم سيقام في عدن من أحد أقاربي الذي يدرس في عدن وكانت الاجراءات سهلة».

عبد الرقيب شهاب، والد المريض برهان (27) عاماً تحدث إلينا قائلاً: «إن المريض كان يعاني من تشوه خلقي في الأنف وقبل سبع سنوات أدخلته المستشفى العسكري في تعز وقالوا من الصعب أن يتم إجراء العملية في اليمن وقد تم كتابة تقرير حول حالة المريض وبسبب ظروفي الصعبة لم أستطع معالجتة بالخارج وفي شهر إبريل ذهبت به إلى صنعاء وعرضته على اختصاصي في المستشفى الجمهوري وكتب بدوره تقريرا حول الحالة وكان رده نفس رد الاختصاصي في مستشفى تعز والحمد لله أنه كان أحد أقاربنا في عدن وقد سمع بأن هناك مخيماً لـ (طيبة) واختصاصين وبالفعل تم الكشف على المريض وتقرر له الـعـملية وقد أجريت له العملية بعون الله».

وقال الأخ بانعمة، مدير فرع جمعية (طيبة) الخيرية إنه تم إجراء (50) عملية جراحية في أربعة تخصصات كما سيقوم الاستشاريون وهم د. جمال جاد كريم، استشاري جراحة وحروق وتجميل ود.حسين أبو بكر فدعق، استشاري جراحة وحروق وتجميل ود.جمال الدين، استشاري جراحة وحروق وتجميل ود. نعيم كرامة الله مخدوم، استشاري أنف وأذن وحنجرة ود. عادل عبدالحكيم، استشاري تخدير ود.عادل بخش، استشاري جراحة ومناظير ود. أنور داغشاني، استشاري جراحة ومسالك بولية، بإجراء العمليات الجراحية للمرضى بالاضافة إلى الطاقم الطبي الجراحي والتخدير والفنيين في مستشفى الجمهورية التعليمي ومستشفى 22 مايو».

وفي نهاية جولتي تحدث بعض المرضى الذين طالبوا المسئولين بمساعدة الجمعيات الخيرية التي تساعد المرضى في إجراء العمليات وتوفير كافة مستلزمات العمليات دون مقابل، وقالوا إن عليهم المساعدة بتخفيض قيمة كافة الأدوية الخاصة بالمرضى الذين يجرون العمليات في المخيمات الطبية المجانية كون الظروف المادية لهؤلاء لا تسمح لهم بشراء بعض الأدوية ذات التكلفة العالية.

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى