وزير لبناني: نبهت الجميل قبل اغتياله بـ3 أسابيع «بعدم التنقل كثيراً» ووزراء يبيتون في رئاسة الحكومة

> «الأيام» متابعات:

>
وزير الشباب والرياضة اللبناني أحمد فتفت الذي نبه زميله الوزير بيار الجميل ويبدو جالسا بجانب مقعد زميله المغتال الذي لف بعلم لبنان واعتلته صورة الفقيد في اجتماع مجلس الوزراء اللبناني يوم أمس
وزير الشباب والرياضة اللبناني أحمد فتفت الذي نبه زميله الوزير بيار الجميل ويبدو جالسا بجانب مقعد زميله المغتال الذي لف بعلم لبنان واعتلته صورة الفقيد في اجتماع مجلس الوزراء اللبناني يوم أمس
نشرت صحيفة «النهار» اللبنانية الصادرة يوم أمس عددا من الحوارات والتحليلات والاخبار على خلفية اغتيال الوزير بيار الجميل وفيما يلي اهم ما جاء فيها:حب الله يسأل الحكومة: ما حاجة السفارة الأميركية إلى كواتم؟

بدا النائب حسن حب الله حائرا في كلامه الى "النهار" عن تصريح سابق له، في البرلمان، مباشرة عقب انتهاء اليوم الثاني للجلسة العامة للمجلس الاربعاء اول نوفمبر الجاري، تناول فيه ما ساقته صحف لبنانية عن "توقيف طرد مشبوه في مطار بيروت الدولي مرسل الى السفارة الاميركية في لبنان، تبين، من خلال التحقيقات، انه يحوي اسلحة وكواتم صوت معدة لاعمال الاغتيالات عادة". حينها، قال انه سيسأل الحكومة عن هذه المعلومات التي تبعثرت في الهواء من دون ان يتابعها لا بصفته نائبا ولا مجموعة نيابية، ولا حتى في الاعلام التابع لتلفزيون "المنار"، مع العلم انه "اورد الخبر من دون التعليق عليه". ولم يكن مقنعا "كفاية" في الاسباب التي ساقها لعدم متابعة هذا الملف الخطير، بمضمونه ونتائجه على السواء، رغم ان "نيته" كانت سؤال الحكومة عن المعلومات التي اوردها. علما ان الاوضاع السياسية تسارعت حينها، بدءا بجلسات التشاور التي عاودت في 6 نوفمبر الجاري، مرورا باستقالة الوزراء الشيعة من الحكومة، وتاليا اعتباره وكتلة "الوفاء للمقاومة" الحـكومة غير دسـتورية.

وقال، ردا على اسباب التأخر في تقديم السؤال: "كنا نراهن على موضوع التشاور لحل المشكلات الكبيرة ولندخل الحكومة متفاهمين ونعالج موضوعاتنا بهدوء. طارت جلسات التشاور في شكل غير متوقع ووصلنا الى طريق مسدود، كما انني سافرت الى ايران للمشاركة في مؤتمر البرلمانات الآسيوية عضوا في الوفد النيابي الذي ترأسه رئيس مجلس النواب نبيه بري". وعن كيفية حصوله على مثل تلك المعلومات، رد انها من الصحف اللبنانية، بالتزامن مع تصريحات للادارة الاميركية عن اغتيالات في لبنان. وماذا في نيته ان يفعل حيال هذا الوضع اجاب: "عندما يحكى عن سفارة اميركية او غيرها من السفارات، نسأل ما حاجتها الى كواتم صوت؟ صحيح ان الحاجة هي الى مدربين مسلحين، ولكن بكواتم صوت؟ غريب هذا الامر. في اي سفارة في العالم، يتعامل رجال الامن مع فرع امن السفارات في قوى الامن الداخلي في البلاد حيث هي، ما دامت هناك دولة معترف بها وذات سيادة. البلد مش فلتان "(...). مهما يكن الوضع صعبا، يجب الا نقبل بان يعتبره الآخرون "فلتان". يجب ان نجد آلية لحل هذا الخلاف او تنظيمه".

وبعدما افاض متحدثا عن الدور الاميركي في حرب اسرائيل ضد لبنان في يوليو الماضي وعن ان "هؤلاء سيخربون الامن في لبنان ولا سيما ان الدور الاميركي في تلك المرحلة بدا واضحا بمساندته العدوان الاسرائيلي ومعاضدته"، اجاب عن تساؤلنا عن سبب طمس الخبر بالقول: "تشاورنا مع اخواننا في الحزب، بصفتي عضوا في لجنة الدفاع الوطني والداخلية والبلديات، ارى لزاما ان نوجه سؤالا الى الحكومة. سأشرح في مؤتمر صحافي ما في حوزتي، ولتقل لنا الحكومة، اذا كان الخبر صحيحا او غير صحيح".

واضاف: "فكرت يوم اغتيال الوزير والنائب بيار الجميل اثارة هذا الموضوع. الا ان موقفنا كمعارضة لن يمكنني من ان اوجه هذا السؤال الى الحكومة مباشرة وفي شكل رسمي ما دمت من المعارضة، انما من خلال الرأي العام. يفترض ان تعرف القصة، وهذا واجب وطني".

السؤال غير الرسمي
وهنا نص السؤال الرسمي الذي ساقه حب الله الى الرأي العام وغير الرسمي الى الحكومة من خلال "النهار": "في الايام الماضية (اواخر نوفمبر الماضي)، كشفت مصادر امنية عن امر خطر تمثل في توقيف طرد مشبوه في مطار بيروت الدولي مرسل الى السفارة الاميركية في لبنان. وتبين من التحقيقات ان الطرد يحوي اسلحة وكواتم صوت معدة لاعمال الاغتيالات عادة. تزامن هذا التطور الامني مع تصريحات لمسؤولين في الادارة الاميركية، ومنهم وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس تحذر اللبنانيين من اغتيالات قد يشهدها لبنان.

نتساءل ويتساءل معنا الشعب اللبناني ما حاجة السفارة الاميركية في لبنان الى كواتم الصوت، وماذا تريد ان تفعل بها وما هو المخطط الذي اعدته للبنان ليحتاج تنفيذه الى اسلحة كاتمة للصوت، وهل من جهات محلية تتلقى معونات امنية وتسليحية تخريبية من السفارة المذكورة؟ تضاف الى ذلك الخروق الدائمة للسيادة اللبنانية من العدو الصهيوني المدعوم والمغطى من الادارة الاميركية واعتداءاته الدائمة على لبنان، وتزايد اعماله التخريبية الامنية والاستخباراتية. وقد تم اخيرا كشف شبكات امنية صهيونية عدة تعمل في لبنان.

اننا ندعو الحكومة اللبنانية الى ان تتعامل مع هذه القضية الخطرة بجدية تامة ومسؤولية عالية وتأخذ في الاعتبار وجود مخطط اميركي لارباك الساحة اللبنانية وتهديد الاستقرار الداخلي فيها. وندعو الحكومة ايضا الى كشف الحقيقة الكاملة لهذه القضية والتعامل مع المتورطين على قاعدة تهديد الامن والسلم والاستقرار في البلاد.

امام هذا التطور الخطير سنتقدم من الحكومة بسؤال مفصل عن الاجراءات التي اتخذتها او التي تنوي اتخاذها حول المظاهر الامنية المشبوهة من السفارة الاميركية في لبنان هذه المرة، خصوصا ان البلاد تمر بمرحلة صعبة وحساسة تتطلب من الجميع الحذر واليقظة وعدم الانجرار وراء الفتنة التي يحاول اشعالها الاجنبي من خلال تدخله في شؤوننا".

مدرعة لبنانية حاملة للجنود في احد شوارع بيروت قبل اجتماع مجلس الوزراء امس
مدرعة لبنانية حاملة للجنود في احد شوارع بيروت قبل اجتماع مجلس الوزراء امس
رعد: السنيورة تعوّد النكد والفريق الحاكم استثمر اغتيال الجميّل

اعتبر رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد ان رئيس مجلس الوزراء فؤاد السنيورة "تعوّد ممارسة النكد في ادائه السياسي كأنه يريد القول ان لا مشكلة في البلاد، ومن مظاهر هذا النكد السياسي انه في الوقت الذي يدعو الرئيس نبيه بري الى استئناف مبادرته الحوارية يدعو الى عقد جلسة للحكومة وكأن الامر يكاد يطير من بين يديه.

واشار في كلمة له في حفل تأبيني في بلدة كفرتبنيت الى "أن الفريق الحاكم يستثمر اغتيال الوزير بيار الجميل الذي احدث صدمة لنا جميعا وعطل لوقت ما التحرك الشعبي الذي كنا على قاب قوسين او ادنى من ساعة الصفر لبدئه، لتعويم تفرده واستئثاره بدل ان يستفيد منه للملمة الوضع في لبنان والعودة الى العقل والمسؤولية الوطنية".وقال: "عندما نتحدث عن نسبة ضامنة في مجلس الوزراء انما لنحقق الضمان الحقيقي للشراكة في القرار السياسي، واذا لم يتوافر هذا الحل فنحن ماضون في خياراتنا السلمية الاعتراضية الديموقراطية من اجل اسقاط هذه الحكومة وهذا الفريق الحاكم، فلبنان لا يحكم بالنكد وانما بالتوازن، وعندما يختل التوازن يصبح هناك اعتراضات وفوضى وهيجان في الشارع، فكيف اذا كان البلد معرضا لمخاطر تهدد وحدته وهويته؟".

وتساءل: "لو افترضنا ان الوزراء الموارنة او السنة استقالوا من الحكومة هل تبقى حكومة؟ وهل تستمر وتعقد جلسات وتدفن الرأس في الرمال وتتوهم ان لا مشكلة في الامر؟ (...)".

فتفت: نبّهت الجميّل قبل 3 أسابيع من اغتياله

أعلن وزير الشباب والرياضة احمد فتفت انه نصح الوزير بيار الجميل قبل أسابيع من اغتياله "بعدم التنقل كثيرا". وكشف ان أحد الافلام يظهر سيارة الشهيد وأخرى كانت تلاحقه، على الارجح. وقال ان رئاسة الجمهورية لن تكون للعماد عون لأنه أصبح طرفا لا حلا. وعدد فتفت في حديث صحافي، هو الاخير له كوزير للداخلية بالوكالة قبل ان يتسلم الوزير حسن السبع مهماته، "منجزات وزارة الداخلية خلال عهده وما كان يتوق الى انجازه ولم يحققه". واشار الى انه وجه تحذيرا مسبقا الى وزير الصناعة بيار الجميل قبل ثلاثة أسابيع من اغتياله، ناصحا اياه بـ"عدم التنقل كثيرا". واعتبر "أن أمن المواطن العادي في تحسن، وأن الاجرام في لبنان في تراجع، وبيروت من أكثر العواصم أمنا، وأن الاغتيالات سياسية بامتياز، لكن لا تزال هناك مناطق كثيرة في لبنان لا تستطيع قوى الامن ان تدخلها، منها المخيمات الفلسطينية او قواعد فلسطينية مسلحة خارج المخيمات"، لافتا الى "ان بعض الوزراء تلقى تهديدات وهو منهم، وهناك عدد من الوزراء يبيتون في رئاسة الحكومة".

وركز على أهمية "عقد المحكمة الدولية، لأنها ليست معركة رفيق الحريري وانتقاماً له، بل هي لتاريخ لبنان ومستقبله"، مؤكدا "وجود نية للانقلاب على السلطة لأن هناك رغبة لدى بعض الافرقاء، عندما تحين الفرصة، في الاستيلاء على لبنان، وأن المعطيات اليوم تقول ان هناك مسعى لانتاج سلم يكون الحل لاصلاح البلد من خلال مشروع متكامل من ضمنه رئاسة الجمهورية التي لن تكون للعماد النائب ميشال عون لانه اصبح طرفا وليس حلا".

وأكد ان التحقيقات في جريمة اغتيال الجميل "متشعبة جدا لأن هناك عددا كبيرا من الشهود والافلام التي تحتاج الى تحليل، ليس في مكان الجريمة انما أثناء خروج الوزير الشهيد من الوزارة وسيره حتى مكان الجريمة". وكشف أن "أحد الافلام يظهر سيارة الوزير الجميل والسيارة التي كانت تلاحقه، على الارجح".

دمشق تتّهم "الموساد" باغتيال الجميّل
لم يستبعد وزير الإعلام السوري محسن بلال أن يكون جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "الموساد" أو "أجهزة سرية أجنبية أخرى" وراء اغتيال وزير الصناعة بيار الجميل.

ورأى رجل الدين الايراني المتشدد أحمد خاتمي أن "كل الدلائل تشير" الى أن عملية الاغتيال "تمت على ايدي عملاء اسرائيل وأميركا".وفي حديث أجرته معه صحيفة "البيريوديكو كاتالونيا" الاسبانية ووزعته الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا"، قال بلال: "يجب ألا نستبعد ارتكاب جهاز الموساد الاسرائيلي أو أجهزة سرية أجنبية أخرى جريمة الإغتيال".

واعتبر "أن الهدف من هذه الجريمة هو انقاذ الحكومة اللبنانية التي فقدت صدقيتها والاسراع في إنشاء المحكمة الدولية من دون مناقشة موضوعها وتحويل اهتمام الرأي العام وتحريضه للناس على التظاهر ضد سوريا، اضافة الى اعاقة التقارب بين الغرب وسوريا". وأضاف أن "الحكومة وقوى الأمن اللبنانية هي المسؤولة عن إخفاء المجرمين الذين قتلوا الجميل فى وضح النهار وهم سافرو الوجوه"، ملاحظاً أن "الجريمة جاءت في الوقت الذي كان يردد فيه بعض أعضاء فريق 14 (آذار) الحديث عن قائمة اغتيالات كانوا على يقين منها". وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة "الثورة" السورية في صفحتها الأولى صورة لزعماء "قوى 14 آذار" في تشييع الجميل تحت عنوان: "القتلة في الجنازة".

وكتبت أن "الذين تنبأوا بعمليات الإغتيال ويعرفون بأمرها ويكررون ذلك لكنهم لا يتحدثون عمن فعلها... ببساطة لأنهم هم من يفعلها وفعلها سابقاً ومنهم السجين القاتل الذي يعمل الآن سفيرا للمصالح الاسرائيلية في بيروت"، في إشارة الى رئيس الهيئة التنفيذية لحزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

أفراد أسرة إسرائيلية يتفقدون الأضرار التي لحقت بمنزلهم إثر سقوط أحد صواريخ القسام عليه في بلدة سديروت جنوب إسرائيل أمس بعد تهديد منظمة الجهاد لاسرائيل بضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود قبل 1967
أفراد أسرة إسرائيلية يتفقدون الأضرار التي لحقت بمنزلهم إثر سقوط أحد صواريخ القسام عليه في بلدة سديروت جنوب إسرائيل أمس بعد تهديد منظمة الجهاد لاسرائيل بضرورة قيام دولة فلسطينية على حدود قبل 1967
وأضافت: "إنه وفريقه مسؤولون عن هذه الجريمة البشعة ... والأهم من ذلك أنهم فعلوا كل الجرائم السابقة بالأسلوب ذاته ولحساب الجهة المعروفة ذاتها". ورأت أن "الاغتيالات التي قام بها فريق المصالح الاسرائيلية لها دوافع مكشوفة وهي اثارة الفتنة في صفوف المسيحيين والضغط على التيار الوطني الحر بهدف التأثير على شعبيته والضغط ايضا على وزراء حركة أمل وحزب الله للتراجع عن استقالاتهم".

الغادري
بيد أن رئيس حزب الإصلاح السوري المعارض فريد الغادري اتهم النظام السوري باغتيال الجميل، قائلا ان الجريمة "تندرج ضمن الهدف البعيد لإبادة ثورة الأرز وقادتها"، أما الهدف العاجل فهو "إسقاط حكومة الاستقلال الثاني اللبناني".

ولاحظ أن الجريمة "أدت الى إحباط كامل لمخطط بايكر وهاميتلون لإعادة الحياة إلى نظام (الرئيس السوري) بشار أسد وإطلاق يده مجدداً في لبنان والعراق في صفقة جديدة تذهب ضحيتها قوى الحرية في لبنان وسوريا". وزف الى الشعب السوري ما سماه "أنباء طيبة عن خطوات عملية قريبة اقترحها حزب الإصلاح عبر مجلس الأمن"، لأنها "ستشكل مسماراً آخر في نعش مافيا القتل والإجرام الطائفية السوداء التي تحتل سوريا وتختطف شعبها".

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى