المعارضة اللبنانية تستعرض قوتها في بيروت وسط حالة تأهب قصوى

> بيروت «الأيام» بيار صوايا :

>
الجيش اللبناني يقف جنود الحراسه قرب السرايا الحكوميه في بيروت قبل بدء مسيرة جماعات معارضة
الجيش اللبناني يقف جنود الحراسه قرب السرايا الحكوميه في بيروت قبل بدء مسيرة جماعات معارضة
بدأ آلاف الاشخاص بالتوافد ظهر أمس الجمعة الى وسط بيروت للمشاركة في الاعتصام المفتوح الهادف الى اسقاط حكومة فؤاد السنيورة الذي دعت اليه المعارضة وفي مقدمها حزب الله الشيعي وتيار النائب المسيحي ميشال عون واحزاب مقربة من سوريا.

وتجمع المظاهرون في ساحة رياض الصلح المقابلة للقصر الحكومي فيما اتخذ الجيش اللبناني اجراءات امنية مشددة فنشر عشرات الاليات ومكعبات الاسمنت والاسلاك الشائكة التي سدت جميع المنافذ المؤدية الى القصر، على ما افاد مصورو وكالة فرانس برس.

ولوح المتظاهرون الذين اتوا من مختلف المناطق بالاعلام اللبنانية ورددوا هتافات منها "اي يللا سنيورة برا" و"اية يللا اميركا برا" و"يا سنيورة اطلع برا بدنا حكومة تكون حرة" و"اخضر احمر ليموني بدنا نسقط الحكومة".

كما رفعوا يافطات منها "نريد حكومة نظيفة" و"لتسقط حكومة فيلتمان (السفير الاميركي)" و"لتحيا حكومة لبنان الحر الديموقراطي".

وانتشر في وسط بيروت الاف من عناصر حزب الله الذين يشرفون على تنظيم التظاهرة وقد غطوا رؤوسهم بقبعات رمادية وعلى صدورهم عبارة "انضباط".

وعكف عناصر الانضباط على نصب خيم بيضاء في وسط بيروت لاقامة المشاركين في الاعتصام المفتوح.

وعشية التحرك عزز الجيش الاجراءات التي اتخذها عقب اغتيال الوزير المسيحي الموالي بيار الجميل في 21 تشرين الثاني/نوفمبر وانتشرت الياته في شوارع بيروت حيث اقامت حواجز ثابتة وسيرت دوريات.

يذكر ان قائد الجيش العماد ميشال سليمان دعا الاربعاء العسكريين للبقاء على "جهوزية تامة" و"عدم التردد في التدخل منع الصدام بين الفرقاء".

وكان الامين العام لحزب الله حسن نصر الله دعا أمس الأول الى المشاركة الكثيفة في الاعتصام المفتوح في وسط بيروت حيث يوجد كذلك مقر مجلس النواب ومقر الامم المتحدة اضافة الى عدد من الوزارات,وشدد نصر الله على ان "التحرك الشعبي سلمي حضاري".

وكان النائب ميشال عون زعيم التيار الوطني الحر قد دعا منذ الاربعاء "جميع اللبنانيين" الى النزول للشارع للمطالبة بتشكيل حكومة وحدة وطنية.

وطالبت المعارضة انصارها "بضرورة الالتزام بمنع رفع الاعلام والصور والشعارات الحزبية والاكتفاء برفع العلم اللبناني وحده واللافتات والشعارات الموحدة المقررة".

وليلا جابت سيارات ترفع اعلام حزب الله وحركة امل طرقات بيروت داعية عبر مكبرات الصوت الى المشاركة.

وتقررت التظاهرة بعد ازمة شلت مؤسسات الدولة خصوصا منذ استقالة كل الوزراء الشيعة (خمسة يمثلون حزب الله وحركة امل) من الحكومة في 11 تشرين الثاني/نوفمبر اضافة الى الوزير الوحيد الذي يمثل رئيس الجمهورية اميل لحود حليف دمشق.

وتؤكد المعارضة ان هدفها اسقاط حكومة السنيورة التي تمثل الاكثرية الحاكمة منذ عام وبضعة اشهر والمجيء بحكومة جديدة مهمتها اجراء انتخابات نيابية مبكرة.

بالمقابل تعتبر الاكثرية بان هدف المعارضة خصوصا عرقلة قيام المحكمة الدولية لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري تلبية لرغبة دمشق.

ويذكر بان تقارير مرحلية للجنة التحقيق الدولية في اغتيال الحريري اشارت الى احتمال تورط مسؤولين سوريين ولبنانيين في الجريمة وهو ما تنفيه سوريا.

واعتبر الزعيم الدرزي وليد جنبلاط احد ابرز قادة الاكثرية النيابية التظاهرة "محاولة انقلاب" لاستعادة عهد "الوصاية" السورية مجددا التاكيد على ان حل الازمة لا يكون الا بالحوار.

وكان رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وقادة قوى 14 اذار التي تمثلها الاكثرية النيابية قد دعوا انصارهم الى رفع الاعلام اللبنانية على الشرفات ردا على التظاهرة.

وعشية التظاهر حذر السنيورة اللبنانيين من "عودة عهد الوصاية" في اشارة الى سوريا الذي استمرت هيمنتها نحو ثلاثة عقود وانتهت بخروج قواتها في نيسان 2005 تحت ضغط الشارع اللبناني والضغوط الدولية.

واكد السنيورة ان حكومته "حكومة الاستقلال تدافع اليوم عن حريتكم وامنكم وعن الديموقراطية" مشددا على ان الطريقة الوحيدة للتخلص منها هي باسقاطها في مجلس النواب.

وكانت الموالاة قد استعرضت قوتها في تشييع الوزير الجميل سادس شخصية لبنانية معارضة لسوريا يجري اغتيالها خلال نحو عامين مما ادى الى تفاقم التوتر بين الطرفين.

وانقسمت الصحف اللبنانية أمس الجمعة حول صوابية التظاهرة.

"دقت ساعة الحقيقة وطوفان بشري يغطي ساحات بيروت" عنونت صحيفة "الديار" المعارضة التي انتقدت بشدة السنيورة واتهمته "بزرع الفتنة"، فيما عنونت صحيفة "المستقبل" من صحف الاكثرية النيابية "محاولة الانقلاب السياسي تبدأ اليوم". (أ.ف.ب)

> أخبار متعلقة

تعليقات فيسبوك

Back to top button
زر الذهاب إلى الأعلى